العدد 8 - أربعة أسابيع
 

لم يقف الهجوم الحكومي على ما عُرف ببيان «ليست حربنا»، الذي وقّعته 78 شخصية أردنية «رافضة للتواجد الأمني والاستخباري الأردني في أفغانستان»، عند حد تصريحات وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال نبيل الشريف، الذي رأى فيه «تطاولاً غير مسؤول على الوطن»، وإنما تعداه إلى ما نُظر إليه على أنه «ضغط» مورس على يومية العرب اليوم لوقف موفق محادين، أحد الموقّعين على البيان، عن الكتابة فيها، وهو ما حدث فعلاً، لمدّة أسبوع.

إيقاف محادين عن الكتابة جاء بعد تصريحات أدلى بها لبرنامج «ما وراء الخبر» الذي بثّته قناة الجزيرة القطرية بعد صدور البيان، وقال فيها إن «لدينا خطراً إرهابياً واحداً يتمثل في إسرائيل، من المؤسف أن الدولة الأردنية تنسّق مع هذا الخطر الذي يهدد الأردن».

محادين الذي عادت مقالته للظهور بعد أسبوع من إيقافها، قال لمقربين: «الصحيفة تعرّضت لضغوط لإيقافي عن الكتابة، لكن لا توجد أي مشكلة بيني وبينها».

رئيس تحرير الصحيفة طاهر العدوان نفى ما تردد عن ضغوط مورست على الصحيفة، وأكد في مقالته المنشورة يوم 26 كانون الثاني/يناير 2010، أن القرار اتُّخذ من رئاسة التحرير، بسبب ما أثارته تصريحات محادين «من مشاعر حادة بين أوساط عديدة، وبخاصة رفاق الضابط الشهيد وأسرته الكريمة»

العدوان الذي رأى أن تصريحات محادين مخالفة لـ«سياسة الصحيفة»، دعا إلى عدم تحميل العرب اليوم مسؤوليتها، ذلك أن «مسؤولية رئيس التحرير تتعلق فقط بما يُنشر في صحيفته، وليس ما يقال خارج صفحاتها».

موقف الحكومة الغاضب من البيان والموقّعين عليه، ظهر في تصريحات الشريف الذي وصف ما تضمنه بـ«أسطوانات مشروخة.. واختباء وراء شعارات جوفاء»، ذاهباً إلى أن الشخصيات الموقّعة عليه «زاودوا على الوطن باتهامات باطلة ومشبوهة، وقدموا أكاذيب ومعلومات مضللة»، و«لا يريدون بها خير الوطن».

من ناحية أخرى، كشفت عملية خوست عن ارتباك إعلامي حكومي في التعاطي معها، فالحكومة التي لم تكن في الأيام الأولى التي تلت العملية مصدراً لأي معلومة صحفية أو إعلامية، نفت في تصريح متأخر للناطق الرسمي باسمها أن يكون للمملكة «أي صلة من قريب أو بعيد بهذا العمل»، لكنها عادت وتداركت موقفها، فكشفت لوكالة الأنباء الفرنسية على لسان «مسؤول رفيع المستوى» رفض الكشف عن اسمه، عن وجود «اتصالات» بينها وبين الأردني المشتبه به في التفجير، وأنه كان قد زوّد الأردن بمعلومات «في غاية الخطورة عن وجود خطط استهداف أمن الأردن، وتنفيذ عمليات إرهابية في البلاد». هذا في الوقت الذي طوّقت فيه منزل عائلة البلوي بحراسة أمنية مشددة للحيلولة دون وصول وسائل الإعلام المحلية إليه.

بيان «ليست حربنا»: رد حكومي عنيف أوقف محادين عن الكتابة «مؤقتاً»
 
01-Feb-2010
 
العدد 8