العدد 7 - بورتريه | ||||||||||||||
بدأت الفنانة أمل الدباس مسيرتها على طريق الفن مع كورال أطفال الإذاعة الأردنية، وكانت وقتذاك في المرحلة الأساسية، فحملها جمالُ الصوت إلى الصورة، وبدأت التمثيل العام 1979 لتقدم في المسرح بمشاركة هشام يانس ونبيل صوالحة عرضاً حمل عنوان «نظام عالمي جديد». وتقول في هذا التحول: «اكتشفت أنني قادرة على إضحاك الناس من خلال كوميديا الموقف، وأسعدتني قدرتي على رسم البسمة على وجوه الآخرين». جمال الصوت ورثته عن والدتها، التي تصفها أمل بأنها «كانت موهوبة»، أما مهارة التقليد فمن والدها الذي أحسنَ تقليد فريد الأطرش، وكانا متحمّسَين لدعمها في مواجهة اعتراض عمومتها دخولها مجال الفن. أما زوجها، فهو أكثر المشجّعين لها، ومقدّري عملها، وأسهم مع ابنها وابنتها في إخراجها من حالة الإحباط التي أصابتها، وحفزها للعودة إلى المسرح بعد انقطاعها عنه سنوات. تناكف من على خشبة المسرح، لاعبةً مع السياسيين والنواب والحكومة، غير أنها لم تسْلم من نقد الزملاء؛ إذ قامت رابطة الفنانين (قبل أن يتمّ تأسيس النقابة) بفصلها غيابياً، بعد إقامتها عرضاً فنياً في مناطق 48 الفلسطينية. الدباس التي راكمت نحو ثلاثين عملاً درامياً إذاعياً، توضّح موقفها إزاء ما جرى، مستحضرةً غضباً كلما استكان، انفجر مرة أخرى: «وُجّهت لنا دعوة من جمعية عربية، ولم نعْرض لليهود، بل للعرب الذين يحتاجون لدعمنا، توجّهنا لأبناء فلسطين فقط وطرقنا قضايا تدين العدو، ولا تقبل المزايدة. أنا أردنية حتى النخاع، وجزء مني فلسطيني، وما زال بيت جَدي قائماً في باب العامود في القدس، ولا أحد يستطيع أن يشكك في انتمائي للأردن والقضية الفلسطينية». وعلى ما لها من محبين، إلا أنها قليلة الحضور في المناسبات، وتتجنب الحوارات الصحفية، مفسّرة ذلك بقولها: «قلبي مَفْري، والدنيا تغيرت، ونحن نعيش في زمن المصالح»، وتضيف: «وصلت مرحلة من العمر، البعد فيه يوفّر وجع القلب». وتربط بين توجهها هذا وبين الجرعة العالية من «الصراحة» التي تتوافر عليها. إذ تؤكد بحسم: «لا أحبّ العوج، برجي الثور، وما يميز مواليده، أن لهم قيماً مطلقة، يحبون بقوة ويحزنون بعنف، وأنا واضحة، وكل مشاكلي من صراحتي». ترى أنّ أسوأ ما في الفن: «المحسوبيات، والعلاقات الشخصيّة والمصلحيّة، التي تطغى على الموهبة والتجربة الحقيقية». وهي لا تخفي شعورها بالظلم والتهميش من وزارة الثقافة التي «لم تكلّف خاطرها» وتدعوها لأيٍّ من مهرجانات المسرح التي تقيمها، رغم أنها نالت العام 1991 جائزة النقاد وجائزة لجنة التحكيم لأفضل ممثلة في المهرجان الأردني الأول عن مسرحية «روزنا وبناتها». غابت عن الخشبة التي تنظر إليها بوصفها «كل حياتها» نحو عشرين شهراً، بعد أن تفككت عرى الثلاثي؛ بانسحاب نبيل، ومرض هشام بعد مسيرة 15 عاماً، لتخوض تجربة جديدة مع زهير النوباني في «شفناكم شوفونا». برنامج الأمم المتحدة wfb، اختارها مؤخراً سفيرة للنوايا الحسنة لمكافحة الجوع والفقر، كما عملت مع التحالف الوطني لمكافحة الجوع وتحقيق الأمن الغذائي. أم زيد، الذي يدرس هندسة الاتصال، تعتزّ بأعمال تلفزيونية كثيرة تزيّن سجلها في الدراما: «جلوة راكان»، «وردة والجبل»، «نقطة وسطر جديد». ومن الفنانين الذين تُبدي إعجابها بهم: جوليا روبرتس، وآيرين باس التي مثلت دور هند في فيلم «الرسالة»؛ ومن العرب: يسرا، سميرة أحمد، ومن المطربين: أم كلثوم. أما ما يعجبها من الغناء فـ«الجزل»، وما تتمنى تقديمه درامياً دور شجرة الدر وكليوبترا، وتتطلع إلى عمل استعراضي يشبه أعمال «الرحابنة»، وتقول: «أشتغل ما أحس به بالبديهة، وأعتمد على انطباعي الأول». تقف مع قضايا المرأة وحقوقها بلا هوادة، وهي سعيدة بما أنجزت الحركة النسائية في الأردن: «الست العاملة لديها تحديات أكثر، ولازم المرأة توخذ حقها في السياسة والدراما، وأنا في مسرحي قد ما أكلت مقالب بَسْتَدّ من الحكومة». وعما إذا كانت تفكر بالنيابة، قالت: «أعوذ بالله»، فالنيابة بحسبها «تحتاج إلى مؤهلات سياسية وتشريعية واقتصادية»، وتضيف في هذا السياق: «أنا مواطنة أردنية، أريد من النواب أن يغيروا أجندة الحكومة لمصلحة المواطن». جرّبت التجارة، وفشلت فشلاً ذريعاً، كما أسرّت لـ ے: «رَهَنّا الدار في الرابية عشان نصير تجار، قلنا نسوّي دخل ثابت، ما زبطت». وتقول بنبرة واثقة تكشف عن رضا عميق بما صارت إليه: «لو لم أكن فنانة لاخترت الفن، لا أستطيع أن أعمل في الوظيفة، أحب أن أكون حرّة، وصاحبة فكري». تحبّ قراءة الشعر، الشعبي بخاصة ، وتقرأ للأمير خالد الفيصل والعراقي مظفر النواب. منحها الملك الراحل الحسين وسام الاستقلال من الدرجة الأولى العام 1995، «لتميزّها في المسرح السياسي». |
|
|||||||||||||