العدد 7 - ... ودقّة على المسمار | ||||||||||||||
يرتبط عدد الأصوات في أي انتخاب مع كثير من معاني العزوة والسند، فعندما ينتخبك ألف شخص مثلاً، فمعنى ذلك أنّ «بظهرك» ألفاً من الأشخاص. لكن التعيين أيضاً له فضائله، حيث تطغى النوعية على الكمية، فعندما يكون «بظهرك» ألف مواطن «عادي» من الناخبين، فإنهم جميعاً قد لا يعادلون وضعية أن يكون «بظهرك» شخص واحد أو جهة واحدة «سوبر» قررت تعيينك. ولهذا فإن التعيين مقدَّم على الانتخاب في الثقافة العامة للمجتمع، فهناك أهمية كبرى لمصدر الثقة الذي يمكّن شخصاً ما من احتلال منصب ما، ففي حالة الانتخاب تكون الثقة «من تحت»، وبالمقابل تكون الثقة «من فوق» في حالة التعيين، وشتان بين «فوق» و«تحت» كما تعلمون. من المفارقات أن اللغة العربية الفصحى تحمل لكلمة «تعيين» واشتقاقاتها معانيَ محترمة وجالبة للوجاهة (عين، أعيان، عيون)، بينما تحتوي اشتقاقات فعل «نخب» كثيراً من المعاني النابذة للوجاهة، فالرجل «النّخب» أو الرجل «النّخبة» معناه الجبان الضعيف، وكذلك هي معاني كلمتَي «المنخوب والمنخاب» وغيرهما، ومرة أخرى فإن الحديث هنا عن اللغة الفصيحة كي لا يذكّرنا أحد بمعاني عبارة «بضاعة نخب». |
|
|||||||||||||