العدد 7 - نبض البلد | ||||||||||||||
تعددت محطات العبور، والعواصم المحتفى بها، غير أن فكرة معرض «مساجد تُشَدّ إليها الرحال» ظلت واحدة، وتمثلت في تأكيد أهمية التواصل الفني الإبداعي والحضاري بين فنانين من أنحاء العالم المختلفة، وإبراز القيمة الدينية الروحانية التي يمثلها المسجد في قلوب المسلمين، بخاصة المسجد الحرام بمكة، والنبوي بالمدينة المنورة، والأقصى بالقدس الشريف. في العام 2006، احتضنت مدينة جدة المعرض في تجربته الأولى، احتفاء بمكة عاصمة للثقافة العربية، ثم واصل المعرض تجواله إلى الدار البيضاء، فالرباط، قبل أن يحطّ الرحال في المتحف الوطني للفنون الجميلة في الأردن، احتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009. وكان مدير المتحف خالد خريس عقد مؤتمراً صحفياً قبيل الافتتاح، أشار فيه إلى أنّ المعرض يمثل «فرصة لتلاقي أعمال نخبة من الفنانين من الدول العربية والإسلامية»، موضحاً أنه «يأتي ضمن سلسلة من الفعاليات التي نُظمت في الأردن على مدار العام احتفالاً بالقدس عاصمة للثقافة العربية». وثمّن خريس التعاون بين المتحف ومؤسسة ليان للثقافة في السعودية، الجهة المنظمة للمعرض. من جهته أكد أمين عام مؤسسة ليان، هاني فرحات، أنّ المعرض يأتي ضمن احتفالات السعودية بالقدس التي تحظى بمكانة رفيعة في قلوب العرب والمسلمين. قدّم المعرض الذي يواصل رحلته بعد ذلك إلى أنقرة، لوحات لنحو عشرين فناناً من خمس عشرة دولة عربية وإسلامية، تكشف أنّ المسجد ليس مكان عبادة حسب، بل هو فضاء مفتوح للتأمل والروحانية. وتُبرز اللوحات القدرةَ الفنية لمنجزيها، وتُظهر إبداع المعماريين الذين شيدوا تلك المساجد، وتركوا على جدرانها وأروقتها بصمات لا يخفيها الزمن. المعرض الذي رعى حفل افتتاحه، 19 كانون الأول/ ديسمبر 2009، وزير التربية والتعليم السعودي الأمير فيصل آل سعود، بحضور الأميرة رجوة بنت علي ووزير التربية والتعليم الأردني إبراهيم بدران، تنوعت الأعمال المشاركة فيه، من حيث تعبيرها عن قدسية المشهد؛ إذ تناول بعضها المسجد بطريقة مباشرة، واختار بعضها الآخر تَمثُّل تجليات المقدّس في المادي، عبر تتبع شعائر دينية تلتئم فيها روح الجماعة، من مثل رحلة الحج والطواف حول الكعبة. إلى جانب ذلك عُرضت لوحات تستلهم الحرف والخط العربي. المعرض يكشف عن التباينات والتنويعات في طريقة الطرح الجمالي، والتناول الفني للمكان الذي يتباعد جغرافياً، لكنه يتقارب عبر المعتقد الديني الواحد، وهو يؤكد قيم التسامح والمحبة التي دعا إليها الإسلام. وكما يرى الكاتب السعودي عبد الرحمن السليمان في كلمته التي تضمنها كتيب المعرض، فإنّ بعض الفنانين أبدت صورُهُ تأثراً بالانطباع الذي تُشكله مشاهداته الضوئية للمكان من بعيد، في حين كان التمثيل أقرب ضوئية عند بعضهم الآخر ممن شاهدوا أو عاشوا لحظات العلاقة المباشرة بالمكان المقدس. |
|
|||||||||||||