العدد 7 - نبض البلد
 

بعد نجاح حققه العام 2008، مستقطباً زهاء ثلاثة آلاف مشاهد، عاد مهرجان عمان للكوميديا الذي عقد خلال الفترة 4 - 10 كانون الأول/ديسمبر 2009، بثقة أكبر، رافعاً شعار «عن جَدّ بنْضَحِّك».

الحضور الجماهيري منقطع النظير، ومن الطبقات الاجتماعية والأعمار المختلفة، رغم ارتفاع سعر التذكرة (25 ديناراً) مقارنة بمتوسط دخل الفرد في البلاد، يؤكد نجاح الحملة الإعلامية التي قادتها الجهات الراعية والداعمة للمهرجان، مستثمرةً فيها أسماء نجوم لمعوا في سماء الكوميديا الارتجالية على مستوى عالمي، وغالبيتهم من جنسيات أوروبية وأصول عربية. حيث بيعت، مثلاً، بطاقات العرض الذي أحياه كراسل بيتر خلال أقل من يومين، فضلاً عن حضور الإعلام العالمي لتغطية العروض، إذ انتشرت كاميرات CNN، وmbc وغيرهما بين الأروقة والممرات، كما غطت صحيفة نيويورك تايمز تلك العروض.

أمين عمان عمر المعاني رعى حفل افتتاح المهرجان الذي اشتمل على سبعة عروض، خمسة باللغة الإنجليزية، واثنين بالعربية. وقد أكد أن المهرجان يكرس عمّان بوصفها منبراً إقليمياً وعالمياً يحتضن العروض المسرحية الكوميدية الارتجالية، مشيراً إلى ما يمثله ذلك من دعم للحراك الثقافي في المدينة، وتعزيز موقعها لتكون واجهة سياحية وثقافية تستقطب العرب والأجانب على السواء.

الفضاء الترفيهي حضر بقوة في عروض المهرجان، وقد نجح المشاركون في إطلاق الضحكات من مكمنها، عبر حركاتهم ولهجاتهم وطرائقهم في أداء النكتة وتجسيد الموقف. حالة المرح والتفريغ التي أصابت الحضور، جعلت بعضهم تسيل دموعه من شدة الضحك، ومنهم من غادر المكان وهو يستعيد مع رفاقه بعض المواقف التي شاهدوها، فيعاودون الضحك مرة أخرى. هذا ما يؤكد أهمية المهرجان، ليس على المستوى الدولي أو العالمي، أو على مستوى تقديم المواهب الشابة وإتاحة الفرصة لها للظهور حسب، وإنما على مستوى الفرد الذي يجد في عرض يُضحكه وعائلته، فرصةً للاسترخاء النفسي والتخفّف من أعباء الحياة وضغوطاتها.

ے التقت عدداً من الحضور بعد أحد العروض الكوميدية، بعضهم انفجر بالضحك فور نطقه بالكلمة الأولى، وبعضهم الآخر رأى في العروض، بخاصة تلك التي انتقدت سياسيين بأسلوب لاذع، «تنفيساً» له وتعبيراً عما يعتلج في نفسه.

كانت العروض تناولت إضافة إلى النقد السياسي الذي انصبّ عالمياً على سياسة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، ومحلياً على مجلس النواب الأردني، نقداً لسلوكيات اجتماعية سلبية أُبرزت بمقارنتها مع السلوك الغربي في الموضوع نفسه، من مثل أنّ علب السجائر في الأردن يُكتب عليها: «التدخين يدمّر الصحة ويسبب الوفاة»، بينما يُكتب على العلب الشبيهة في أميركا: «التدخين من الممكن أن يضرّ بالصحة».

وقد عُقدت على هامش المهرجان، ورش عمل لفنانين أردنيين مهتمين بتقديم عروض كوميدية ارتجالية، هدفت، بحسب المعاني، إلى البحث عن المواهب الشابة في البلاد، وتبنّيها، وتنظيم عروض لها في عمّان، بما يرسخ هذا النوع من الكوميديا في الحراك الثقافي والاجتماعي.

مهرجان الكوميديا في دورته الثانية: «عن جَدّ بنْضَحِّك»
 
01-Jan-2010
 
العدد 7