العدد 7 - نبض البلد
 

صيغةٌ جديدة في العروض الفنية اجترحها غاليري نبض، في معرض «فنون جميلة.. مجوهرات رفيعة». إذ اصطفت لوحات التشكيلي الجزائري رشيد القريشي على الجدران، فيما توسّطت عروض مجوهرات «دار شيبارد» قلب صالاته وزواياها.

السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الزائر: ما الغاية من جمع اللوحات وقطع المجوهرات في معرض واحد، بخاصة أن عرض لوحات معتّقة، بدا غير منسجم مع بريق الألماس والذهب. ما يجعل القضية مرتبطة بمن يجتذب الجمهور أكثر؛ قطع لامعة تتألق من وراء زجاج شفيف، أم لوحات تستلهم الخط العربي وتستحضر منمنمات الزخرفة الإسلامية ونقوش الحضارات القديمة؟

ورغم تأكيد قائمين على الغاليري أنه لا رابط بين أعمال القريشي وتصاميم المجوهرات، وأن الهدف من الجمع بينهما، ابتكارُ طريقة غير تقليدية للعروض الفنية، إلا أن اهتمام جمهور المعرض، وجلّه من سيدات المجتمع، اتّجه إلى تصاميم المجوهرات والساعات، وبدت اللوحات وكأنما في الظل.

وفي الوقت الذي وُزعت فيه كتيبات فاخرة حول تصاميم المجوهرات والساعات: تاريخها وتطورها وأحدث الابتكارات في تصاميمها، خلا المعرض من كتيّب أو بروشور تعريفي بتجربة القريشي الرائدة في الفن، ما يؤشر على وضوح الهدف التسويقي للمعرض، الذي يمكن تحقيقه عبر المجوهرات والساعات أكثر من اللوحات.

المجموعة الجديدة من المجوهرات التي قدمتها شيبارد، دائرية التصميم، حيث الدائرةُ المفردةُ الهندسية الأبرز في تشكيلات صُنعت من الماس والصفير والياقوت والزمرد. أما الساعات فجاءت وفق تصاميم غاية في الإتقان والجاذبية، وقد تعددت أحجامها وألوانها وأشكالها بين الكلاسيكية والعصرية.

وضم المعرض تصاميم إكسسوارت بيضوية وكروية يذكّر بعضها بعناقيد العنب، إلى جانب تعليقات بأشكال مختلفة مرصّعة بالأحجار الكريمة الملونة، مثل: القلب، السمكة، الفيل، الزهرة، والمهرج.

أما أعمال القريشي فاستوحت تجليات الخط العربي، برموزه وحروفه وإشاراته ودلالاته المشحونة بالخلفيات الروحانية والصوفية، كما استثمرت الأوشام والأحافير والتجاعيد والأخاديد التي تؤكد نزعة الفنان نحو التحرر من السائد في الفن، وابتكار أسلوب جديد إحيائي للخط العربي الذي اهتمّ به الفنان منذ نعومة تجربته.

فقد نشأ القريشي في كنف عائلة متصوفة، اهتمت بالتراث الإسلامي والأدب العربي، لذا تستحضر أعماله كتابات: محمد ديب، بن الشيخ، محمود درويش، رينيه شار، وميشيل بوتور. وعبر تجربته، واصلت أشكال حروفيته، الازدهارَ والتجديد، وتحوّلت الحروف بين يديه إلى حياة تتمثل في أشكال مشخصنة، تؤنسن الحرف وتمنحة طاقة الحياة.

في غاليري نبض: المجوهرات واللوحة في فضاء واحد
 
01-Jan-2010
 
العدد 7