العدد 7 - نبض البلد
 

رانَ ذهولٌ في القاعة، فيما الجمهور يُنصت لحكايات معجِزَة، ويستمع لقصصٍ تنطوي على إصرار وتَحَدٍّ؛ قهرت اليأس والإحباط، وانتُزعت فيها الحياة من براثن الموت، ولسان حال أبطالها: «الموت أضعف من أن نسلم له أنفسنا دون مقاومة».

سجود المصري، روت في يوم الاحتفال بالشفاء، الذي نظمه مركز الحسين للسرطان في فندق مريديان، 10 كانون الأول/ ديسمبر 2009، تجربتها بوصفها أول طفلة يُزرع نخاع العظم والخلايا الجذعية لها بعد إصابتها بالسرطان، وذلك في أيلول/سبتمبر 2006. تقول سجود التي كانت في السابعة من عمرها حينئذ: «تمنيت إني أرجع زي زمان، قبل ما أمرض؛ ألعب مع إخواني، وأشوف أصدقائي»، وتواصل: «كان عندي لعبة ما كنت أتركها أبداً سميتها مها على اسم الدكتورة اللي كانت تعالجني.. أنا اليوم شفيت تماماً من المرض وحابّه أعرّفكوا على لعبتي مها»، ثم حملت دميتها الصغيرة ورفعتها أمام الحضور الذين ترقرقت الدموع من مآقيهم.

ومن أوائل من خضع لعملية زراعة النخاع العظمي، سامي الثوابي، وهو في الخامسة والخمسين من العمر، كان أصيب بسرطان الدم الحاد. تحدث سامي عن تجربته قائلاً: «كنت مصمماً على العيش، لأرى أطفالي يكبرون في حضني، اللحظة التي قررت فيها عدم الاستسلام كانت الخطوة الأولى في شفائي».

أم الطفل عبد العزيز مجذوب، ابن السنوات الأربع، الذي خضع لعملية زراعة للنخاع من الحبل الجذعي، وكان عمره وقتها خمسة شهور، روت تجربة طفلها مع المرض أيضاً.

ے استمعت لتجارب في التحدّي عرضها أشخاص من بين الجمهور، وجُلُّه من عائلات أصيب أحد أفرادها بالسرطان وتغلّب عليه. عاصم محمد زياد، طفل في الخامسة، أبدى حماسة شديدة لتلتقط له ے صورة فوتوغرافية. يقول والده: «اكتشفنا إصابة محمد بالسرطان وعمره أسبوعان، وقررنا أن نُجري له عملية زراعة للنخاع العظمي». ويتابع: «لم تسعنا الدنيا من الفرح عندما نجحت الزراعة، شكرنا الله كثيراً لوجود مركز رائد في الأردن مثل مركز الحسين للسرطان، المجهز بكوادر طبية مؤهلة وأجهزة حديثة».

تلك القصص ليست مرتبطة بالناجين من المرض، حسْب، بل بمركز الحسين للسرطان، وفريق برنامج زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية الذي أسسه محمود سرحان، أستاذ طب الأطفال، في برنامج زراعة النخاع العظمي والخلايا الجذعية في جامعة ديوك بالولايات المتحدة الأميركية. كان ذلك في تشرين الثاني/نوفمبر 2002، وبدأ البرنامج إجراء العمليات في العام 2003، ويشتمل سجلّه حتى نهاية العام 2008، على إجراء نحو 460 عملية.

وكان قد تم عبر جهود البرنامج، وللمرة الأولى في الأردن، تجميع خلايا جذعية من دم المشيمة للطفل حديث الولادة، إضافة إلى إجراء عملية زراعة من وحدة حبل سري مطابقة، ولكن من متبرع غير قريب للمريض، وذلك في العام 2006.

يوم الاحتفال بالشفاء، رعته الأميرتان غيداء طلال ودينا مرعد، وأُقيم فيه معرض النشاط العلمي لوحدة زراعة نخاع العظم. وفي كلمتها، وصفت الأميرة غيداء برنامج زراعة النخاع العظمي في مركز الحسين للسرطان بـ«الجوهرة الأبرز في إنجازاتنا»، مشيرة إلى أن «معدّل تكلفة عملية الزراعة في الولايات المتحدة يبلغ نصف مليون دولار، بينما تبلغ تكلفتها في مركز الحسين للسرطان نحو مئة ألف دولار».

وأكدت الأميرة أن نسبة نجاح هذه العمليات بلغت 67 في المئة في المجمل، مما يجعلها منسجمة مع المستويات والمعايير العالمية، أما بما يتصل بالاضطرابات الدموية، مثل التلاسيميا، فإن نسبة النجاح وصلت إلى رقم «مذهل» بحسب تعبيرها، هو 95 في المئة.

ومن جانبها، تحدثت الأميرة دينا عن تجربتها الشخصية عندما أصيب طفلها الأمير راكان باللوكيميا، وأجريت له عملية زراعة ناجحة.

عُرض في الحفل فيلم قصير عن وحدة الزراعة. كما تحدث كلٌّ من الطبيبَين فوزي عبد الرحمن وهاني الطعاني، عن أبرز الإنجازات الطبية في زراعة نخاع العظم. واختُتم الحفل بفقرة غنائية للفنانة ديانا كرزون.

يوم الاحتفال بالشفاء: الحياة إذ تنتصر
 
01-Jan-2010
 
العدد 7