العدد 3 - الملف | ||||||||||||||
منطلقةً من فكرة أنه لا يمكن تخيل مجتمع دون كوميديا وضحك وفرح، نظمت أمانة عمّان الكبرى للعام الثاني على التوالي، أسبوعاً خاصاً بالضحك، ضمن فعاليات مهرجانها السنوي «مهرجان صيف عمان». على مدى أربعة أيام أواخر تموز/يوليو 2009، أقيمت على المدرج الدائري في حدائق الحسين فعاليات أسبوع الضحك في دورته الثانية، ضمن فعاليات مهرجان صيف عمان 2009، الذي أقيم في الفترة 8 - 24 تموز/يوليو. وفقاً لمستشار أمين عمان لشؤون السياحة والاستثمار، مدير مهرجان صيف عمان، خالد برقان، فإن فكرة إقامة أسبوع ضحك، تهدف إلى إدخال البهجة إلى القلوب، وتمثل دعوة لمواجهة المتاعب ومصاعب الحياة اليومية بالضحك، فضلاً عن تعزيز وجود الضحكة في تفاصيل الحياة اليومية، بما يسهم في «إيجاد علاقات إنسانية اجتماعية راقية بين المواطنين». يشير برقان في تصريح لـ«ے»، إلى أن «الأمانة» أقامت في إطار تحضيرها لهذه الظاهرة، مسابقة مفتوحة لتأدية أدوار الضحك والكوميديا للهواة والراغبين بعامة، وقدم المشاركون اسكتشات ومواقف ضاحكة، وقلدوا فنانين كوميديين، إضافة إلى كتابة نصوص كوميدية ضاحكة. برقان يرى أن حجم الجمهور الذي تابع فعاليات أسبوع الضحك، دليل على نجاح التظاهرة، ووصف الأسبوع بأنه «منبر للمتميزين من الهواة الذين يمتلكون موهبة الكوميديا». من أهداف إقامة أسبوع ضحك محلي، كما يبين برقان، إنشاء كادر كوميدي أردني عبر إتاحة الفرصة للهواة ولمن يعتقدون بوجود مواهب إضحاك لديهم، للتعبير عن أنفسهم، وإيجاد فضاء فسيح لإطلاق ملكاتهم وإمكانياتهم في هذا الإطار. يستبعد برقان أيّ علاقةٍ بين ما يستهدفه هذا الأسبوع وبين المقولة التي تقول إن الأردني متجهم في العادة، إلا أنه يرى في تفاعل الجمهور مع ما يتضمنه أسبوع الضحك، مناسبة ميدانية لتغيير الصورة السائدة، واقتراح مساحة ممكنة من الفرح والضحك بلا حدود أو محددات. ويتساءل: «هل يمكن للشعب الأردني أن يضحك؟»، معقّباً أن هذا السؤال يدخل في باب العموميات، وهو يُستخدم أحياناً كوسيلة دفاع، ولخدمة مصالح ذاتية. ويرى أن اختبار القدرة على الضحك أو على الإضحاك، فعلٌ يحتاج إلى موجبات موضوعية وإيجاد مساحة مناسبة وإطار وحلقة تفاعل ولحظة انعتاق من موروث التجهم والأدبيات الشفوية التي تنتقص من حق الإنسان بالضحك والتصرف بتلقائية حقيقية. ولتحقيق مزيد من الخبرة في وسائل صناعة الضحكة، استضاف أسبوع الضحك خلال فترة إقامته، كوميديين من مصر ولبنان، بهدف «التطعيم»، وفقاً لبرقان، ولتستفيد المواهب الأردنية الراغبة بالتقدّم في هذا المجال. الكوميدي المصري العربي مدحت بركات، قدم بمشاركة فرقته الموسيقية، عروضاً كوميدية خلال الأسبوع، نالت إعجاب الحضور، وراوحت بين تقليد الشخصيات والمواقف الاجتماعية الطريفة. تضمنت فعاليات الأسبوع مسابقة بين المشاركين، سواء بشكل فردي أو من خلال فرق، ومن العروض الجماعية التي شاركت في الأسبوع المسرحية الكوميدية السياسية «التجربة الأميركية» للفنان محمود صايمة التي شاركه في تقديمها: عثمان الشمايلة، سعد الدين عطية، إلهام عبد الله، غدير عودة ومعتصم البيك. لجنة التحكيم التي منحت المتسابق محمد اللحام الجائزة الأولى وقدرها ألف دينار، تشكلت من الفنانتين أمل الدباس ومجد القصص، ورسام الكاريكاتير عماد حجاج. إضافة للجائزة المالية، نال الفائزون الثلاثة الأوائل منحة الانخراط في دورة مدتها أسبوع في معهد SAE السينمائي، لتنمية قدراتهم الفنية والأدائية. تقليد شخصيات معروفة، عبر التركيز على الجانب الطريف أو الغريب أو اللافت في سياق حياتها، أو ترديد عبارة شائعة لها كلازمة، إن كانت الشخصية سياسية، مع الإيماء إلى مفارقات العبارة وتناقضاتها الميدانية مع الواقع، من أنواع الكوميديا التي تكاد تكون فنّاً مستقلاًّ. كما أن الأداء الكوميدي عبر وقوف مؤدٍّ أمام الجمهور أو ما اصطلح على تسميته Stand Up Comidy، من الفنون التي بدأت تلقى رواجاً، بخاصة حين تستهدف سلبيات الواقع المعيش، وتنقد ألاعيب السياسة وتناقضات الساسة وتهريجهم أحياناً، عبر القفشة والمفارقة. |
|
|||||||||||||