العدد 7 - الملف
 

حقّقت كين ووش العام 2009 نجاحاً مميزاً حين تمّ اختيارها من بين 60020 شركة في العالم لدخول شبكة «إنديفر» العالمية للرواد Endeavor التي أطلقت العام 2007، من أجل دعم رواد الاستثمار والتثمير في الأسواق الناشئة، وجاء هذا الاختيار من قبل لجنة دولية مؤلفة من رجال أعمال قياديين بعد خوض العديد من الامتحانات والمقابلات والتقييمات.

وراء الإنجاز يقف رجل شغف بالكيمياء والتجريب، وبالسعي الدائم للتميز، إنه نادر عتمة الذي غيّر مجرى حياته من كونه صاحب صيدلية إلى مخترع لا يبحث فقط عن منتج «مربح» تجارياً، بل منتج يلبّي حاجة بلده ومنطقة الشرق الأوسط ككلّ.

بعد تجارب امتدت نحو ثلاثة أعوام، استطاع عتمة اختراع مادة كين ووش لتنظيف السيارات والزجاج والمعادن والأسطح من دون مسامات، بلا أي استخدام للماء، بعدما أصبحت أزمة المياه تدق ناقوس الخطر في الأردن الذي يعتبر ضمن أفقر أربع دول في العالم من حيث مصادر المياه، ويقدر استهلاك الفرد من المياه بـ170 متراً مكعباً سنوياً، مقارنة مع 1000 متر مكعب في بقية دول العالم.

عتمة تعرّف على المادة خلال زيارة له إلى الولايات المتحدة العام 2003، عندما مُنع غسل السيارات بالماء والصابون في المنازل وقفاً لهدر المياه والتلوث البيئي الكبير الناتج، إلا أنه لم يعطِ الموضوع اهتماماً كبيراً حينها. وفي العام 2005 أثارت تغطية إعلامية لموضوع العجز المائي في الأردن الفضول لديه، ليبدأ البحث في كيفية صناعة تلك المادة، ومحاولة تنفيذ فكرتها في الأردن.

بعد عمليات بحث عديدة لم يفلح عتمة في الوصول إلى معلومات تدلّه على مكونات تلك المادة التي عرفها في أميركا، والتي صنّعت من 45 مكوناً، فقرّر البدء من نقطة الصفر وخوض تجارب عديدة في مختبره، إلى أن وصل إلى اختراع منتج كين ووش من 17 مادة فقط، فأصبح بذلك المصنع الوحيد في الشرق الأوسط المصنّع لهذه المادة.

ويوضح عتمة أنّ كين ووش مادة ذات محتوى مائي خالية من المواد البترولية، فضلاً عن كونها مادة صديقة للبيئة تلبي الشروط الكيمائية العضوية المتطايرة V.O.C للحفاظ على طبقة الأوزون، مبيناً في الوقت ذاته أنّ المادة سهلة الاستعمال، ويمكن استخدامها في أي وقت وأي مكان، وتقوم بتنظيف السيارة من الخارج والداخل خلال 15 إلى 20 دقيقة.

آلية العمل تتلخّص في أنه، وفور رش المادة على السيارة، تتشكل طبقة خاصة على السطح، تعمل على احتواء ذرات الغبار والأوساخ وخلخلتها من دون التسبب في أي خدوش للسطح. كما تقوم الشموع الطبيعية الموجودة في المادة بعملية تشميع السيارة واعطائها مظهراً براقاً، فضلاً عن احتوائها على مادة تحمي السطح من الأشعة فوق البنفسجية والعوامل الجوية المختلفة، وتطرد الغبار والأوساخ.

وتوفر كين ووش، التي يتطلب غسيل السيارة بها 150 ملم فقط من المادة، 180 لتراً من الماء إذا غُسلت السيارة في المنزل في المرة الواحدة، و200 لتر من الماء إذا غُسلت في محطة الغسيل، ما يعني أنه يمكن توفير مليون و440 ألف لتر من المياه سنوياً فقط إذا تم غسل 150 سيارة بواسطة كين ووش بدلاً من غسلها بالماء والصابون أربع مرات في الشهر.

ويشير عتمة إلى أنّ هناك توجهاً عالمياً في كثير من الدول مثل الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وأستراليا وقطر ودول الخليج لحظر غسل السيارات بالماء والصابون، والبحث عن حلول أخرى، ويرجع ذلك إلى محدودية مصادر المياه في العالم، فضلاً عن الآثار السلبية للزيوت والدهون والملوثات الصلبة والرصاص والزنك وغبار المطاط الناعم والكروم والبنزين وغيرها من مواد تؤثر سلبا على البيئة وخصوبة التربة وتؤدي إلى تلويث الأحواض المائية الجوفية، ما يهدد مخزون المياه الصالحة للشرب.

عتمة الذي يعدّ مشروعه وطنياً، قام بالاتصال بوزارة المياه والري لعرض الفكرة عليهم على أمل تبنيها والخروج بمشروع وطني تشرف عليه جهة حكومية، بخاصة بعدما حصلت الشركة على الجائزة الأولى لفئة الرياديين في مسابقة جائزة الملكة رانيا للريادة العام 2008، إلا أنّ الوزارة لم تكترث كثيراً بالأمر ولا بالمشروع، رغم قيام لجنة فنية من الوزارة بتجريب المادة والتأكد من فعالياتها!

شهدت أعمال الشركة توسعاً في المنطقة أعطت خلالها امتيازاً Franchise لشركات في الرياض والمنطقة الشرقية والمدينة المنورة في الملكة العربية السعودية فضلاً عن البحرين، تقوم شركة كين ووش بموجبه بتوفير المنتج وتدريب العاملين وتجهيز دليل التشغيل الذاتي ووضع خطة تسويقية شاملة، فضلاً عن وجود آفاق للتوسع في دول أخرى في المنطقة.

في ظل هذا النجاح يستغرب عتمة عدم تبني مشروعه وطنياً، واستهجانه من المؤسسات الوطنية بدلاً من عدّه إحدى طرق توفير المياه في بلد يصل عدد المركبات فيها إلى 750 ألف مركبة.

«كين ووش»: ماركة عالمية لم تحظَ بالاعتراف المحلي
 
01-Jan-2010
 
العدد 7