العدد 7 - الملف
 

ئة في مصانع المركز، وبتصدير المنتجات إلى ما يزيد عن 28 دولة، وعقد شراكات عالمية، توّج مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير كادبي مسيرة 10 أعوام، بنجاح تلو الآخر.

بدأت الفكرة من مشاغل الحسين التابعة للقوات المسلحة، بهدف الاستفادة من الكفاءات الفنية في المشاغل الرئيسية، على المستوى البشري والمعدات والأنظمة، ليصبح المركز واحداً من المؤسسات التي توفر قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، عبر نقل التكنولوجيا من دول العالم المختلفة.

رئيس هيئة المديرين، مدير عام مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير، مؤيد السمان، أكد أنّ المركز قدم ما يزيد على 60 منتجاً عسكرياً إلى دول عربية وأجنبية في العالم، منها السعودية وليبيا واليمن والكويت، خلال فترة قياسية.

استراتيجية كادبي، بحسب السمان، ارتكزت على تغيير عقلية المهندس حديث التخرج أو المهندس العامل في مجال التصنيع، إلى مهندس في مجال البحث والتطوير، وذلك بإقامة دورات تدريبية تفضي إلى المشاركة في المعارض التي تساعد في زيادة خبرتهم، حيث يقدم مهندسو المركز أبحاثاً في معظم المؤتمرات العالمية المتخصصة التي يشاركون بها.

وتؤدي القوات المسلحة دوراً مهماً في دعم نشاطات المركز، إذ لا تشتري الدول منتجات المركز إذا كانت غير مستخدمة من القوات المسلحة، التي تُعدّ شهادة ثقة لجميع المشترين من شركات ودول يتم التعامل معها.

السمان بيّن أنّ الهدف الإستراتيجي للمركز هو أن يكون مركزاً متطوراً على مستوى العالم، إضافة إلى الهدف الاقتصادي عبر تصدير منتجاته إلى دول العالم، وتحقيق الأرباح التي تدعم المركز ونشاطاته.

من التحديات التي تواجه المركز، تأهيل القوى البشرية، بخاصة أنّ هذا النوع من الاستثمار جديد على الأردن، في حين أنّ العمل في هذه الصناعات لا تحدّده الشهادة الجامعية.

للتغلب على هذه الإشكالية تمّ تأسيس العديد من الشراكات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية وعربية، ما ساعد في تخطي حاجز المعرفة المتخصصة، إضافة إلى تقديم التدريب للمهندسين من خلال تفاعلهم مع هذه الشركات والخبراء الفنيين فيها، بحسب السمان.

ومن التحديات التي تبرز أمام كادبي تسويق وتصدير المنتجات، في ظل المنافسة من شركات عالمية أثبتت وجودها، الأمر الذي يتطلب توفير إنتاج متميز بسعر وأداء مناسبين.

ويتّبع المركز أسلوبين للترويج، الأول المشاركة في مختلف المعارض العالمية العسكرية المتخصصة، والثاني بواسطة تسويق المنتجات عبر بعثات تجارية متخصصة إلى الدول العربية والأجنبية، ليختار المشتري المنتج الأفضل من خلال التجربة الفعلية، مبيناً أنّ تعامل كادبي يكون مع الحكومات، من خلال زيارات لوزارات الداخلية ووزارات الدفاع.

وينعكس انفتاح الأردن السياسي على الدول، بإيجابية على نشاطات المركز، من خلال التعامل مع جميع الشركات والأسواق حول العالم، وإجراء شراكات إستراتيجية أو تصدير المنتجات لهذه الدول، إذ وقّع المركز اتفاقات مع شركات أميركية، وعدد كبير من الشركات الأوروبية، ودول جنوب شرق آسيا مثل ماليزيا وبعض الدول العربية مثل الإمارات العربية المتحدة، بحسب السمان.

وتعمل تحت مظلة كادبي 24 شركة في مجال الصناعات الدفاعية والخدمات التي تدعمها، مع الإعداد لمؤتمر العمليات الخاصة سوفكس الذي تنظمه إحدى شركات المركز وتحمل الاسم نفسه، ويسهم المعرض في تسويق منتجات المركز.

إنشاء المنطقة الصناعية الخاصة بـ كادبي، جاء تتويجاً لنشاط المركز، حيث تمتد المنطقة الصناعية الوحيدة في المنطقة العربية المتخصصة في هذا النوع من الصناعات على مساحة 4 آلاف دونم، لتضم 12 شركة لها مصانع قائمة أو تحت الإنشاء.

ومن هذه الشركات: «الأولى للألياف المركبة - الأردن» NPAJ، التي تهدف إلى تطوير وتصنيع وتزويد الأسواق في الأردن وبلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنتجات الوقاية الشخصية المصنعة من المواد المركبة Composite Materials باستخدام تقنيات معتمدة عالمياً.

هناك أيضاً «الشركة الأردنية الدولية للحماية» Josecure International، وهي مختصة بتصميم النظم الأمنية الإلكترونية المتكاملة وتقديم الاستشارات الفنية، وشركة CLS Jordan التي تقوم بإعادة بناء مواد للآليات العسكرية المختلفة والسيارات العادية والخاصة والهندسية، وشركة سوفكس الأردن التي وضعت معرض سوفكس على خريطة المعارض العالمية، ليحتل المرتبة الأولى في التصنيف العالمي للمعارض الدفاعية المتخصصة في مجال العمليات الخاصة.

«الشركة الأردنية لحلول التصنيع والخدمات»، تقوم بتصنيع الآليات الثقيلة والمتوسطة (المدولبة والمجنزرة)، وإعادة بنائها، بالإضافة إلى تقديم خدمات الصيانة السنوية حتى مستوى الخط الرابع، وعمل الأفرهول للمجموعات الرئيسية والفرعية كالمحركات وصناديق التروس، وتصنيع الهياكل المعدنية. أما «الأردنية المتقدمة لتشكيل المعادن»، فكان من أهداف تأسيسها إنشاء مركز متميز للصناعات الدقيقة، لدعم القاعدة الصناعية وتطويرها في الأردن.

وتنحصر الشراكة مع الشركة الأجنبية في الإشراف على جودة المنتج بهدف ضمان مطابقته المواصفات إضافة إلى الاستفادة من أي تطوير في الشركة على طبيعة منتجات المصنع التابع للمركز مستقبلاً.

العلاقة مع الشركاء مصلحة متبادلة، بوجود أردنيين يقومون بعملية التصنيع، وتخفيض التكلفة على الشركات الأجنبية، إضافة إلى توفير أسواق جديدة للشركات في مناطق بعيدة عنها، في الوقت الذي يسعى المركز إلى الاستفادة من خبرة ومعلومات الشركات.

المركز يسعى بحسب السمان، إلى نيل اعتراف دولي في الفحص والقياس، بحيث تصبح جميع فحوصاته معتمدة عالمياً من شركات متخصصة، ما يمكّنه من تقديم خدماته للمركز أو لشركات القطاع الخاص، أو الدول الأخرى المهتمة بالحصول على شهادات فحص وقياس المنتجات في المستقبل.

ويختص المركز بفحص الذخيرة والأسلحة الصغيرة، إضافة إلى إجراء جميع الفحوصات المتعلقة بالآليات والمركبات.

نجاحات المركز التصنيعية عديدة، فقد أنشأ مصنعاً لقطع الغيار، يتميز على مستوى الشرق الأوسط باحتوائه على مجموعة من الماكينات التي تعمل بواسطة الكمبيوتر، والقادرة على تصنيع جميع قطع الغيار بمختلف أنواعها وأحجامها، ما يعني أنّ معظم قطع الغيار تصنع محلياً.

المركز بدأ كذلك بإنشاء مصنع لصواريخ آر بي جي 32 المتقدمة من حيث المواصفات، بالشراكة مع الجانب الروسي، إلى جانب دراسة إقامة مصنع للشاحنات العسكرية، بعد الاتصال مع مجموعة كبيرة من الشركات المتخصصة في هذا المجال، ويعمل المركز على إنتاج المناظير ذات الاستخدام العسكري بتكنولوجيا متقدمة جداً، وذلك مع وجود طلب كبير على هذا النوع من التكنولوجيا.

دخل المركز أيضاً في مجال صناعة الطيران العام 2005، بإنشاء أول شركة طيران مع شركة أسترالية وبتكنولوجيا أسترالية، وأوضح السمان أنها طائرة لشخصين بأجنحة ثابتة تستخدم في عمليات المراقبة الجوية، بواسطة وضع كاميرات فيها، في حين تم إدخال تطويرات على هذه الطائرة وإنتاج نماذج متقدمة، بزيادة قدرة المحرك وزيادة عدد طاقم الطائرة إلى أربعة أشخاص، بعد رفع قدرة الطائرة نفسها.

وتم تصدير عدد من هذه الطائرات إلى عدد من الدول العربية والأجنبية، كما تمكنت الشركة من تطوير نماذج للطائرات المسيرة من دون طيار، بالتعاون مع شركات محلية متخصصة في هذا المجال، وقامت القوات المسلحة بتجريب النماذج، وكانت النتائج إيجابية.

ويتم العمل حالياً على إنجاز نموذج طائرة من دون طيار على نسق الهيلوكوبتر، وهذه الطائرة تم عرضها في سوفكس 2008».

وكان المركز وقّع اتفاقية تعاون مع شركة ريفرهوك العالمية، على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي لتصنيع وتسويق القوارب الحربية متعددة المهام، وتوفير خدمات الصيانة وتطوير السفن الحربية والقوارب، ليصبح من خلال هذه الاتفاقية مركزاً لإنتاج المعدات وتوفير المعلومات والتقنيات واليد العاملة والموظفين المؤهلين في مجال التصنيع البحري في الأردن والشرق الأوسط.

«كادبي»: النجاح يبدأ أردنياً وينتهي عالمياً
 
01-Jan-2010
 
العدد 7