العدد 7 - الملف
 

منح مركز الحسين الثقافي الذي أسّسته أمانة عمان الكبرى في منطقة راس العين العام 2000 فضاءات ومساحات مختلفة وبشكل مجاني لكل من يرغب بتنظيم فعالية فنية وثقافية وغيرها من مؤسسات أو أفراد، ليكون بهذه الخطوة أول مركز يقوم بمثل هذه المبادرة.

وشكل المركز الذي يحتضن من 600 الى 650 فعالية سنويا نقطة مضيئة على خارطة الفعاليات الثقافية والفنية في عمان فاتحاً ذراعيه لاستقبال الجمهور دون أيّ محددات، ساعيا إلى تحقيق مفهوم «الثقافة للجميع».

تتنوع الفعاليات التي تُنظم في المركز المقام على مساحة 6 دونمات وبتكلفة 6 ملايين دينار، بين المؤتمرات وورشات العمل والمسرح والموسيقى وعروض الأفلام والمعارض.

وتشتمل مرافق المركز التي تقدم بالمجان على مسرح مصمم لاستيعاب مختلف العروض الفنية والمؤتمرات والمحاضرات يتسع لـ 535 شخصاً فضلاً عن تجهيزه بأحدث أجهزة الصوت والإضاءة، وشاشة عرض سينمائية 35 ملم، وتصميمه الخاص بألوانه وهندسته.

المرافق الداخلية تشتمل أيضاً على قاعة المدرج الصغير التي تتسع لـ 200 شخص، فضلاً عن قاعات أخرى متعددة الأغراض ومساحات مخصصة لاستيعاب المعارض، أما الفضاءات والمساحات الخارجية، فتشتمل على مدرج وساحة خارجية مع شاشة عرض كبيرة يمكن استغلالها لإقامة عروض مختلفة.

جمهور المركز يمتاز بتنوع فئاته العمرية والاجتماعية وثقافاته، ويرجع ذلك إلى تنوع الفعاليات التي يستضيفها، وموقع المركز الذي بني في أحد أقدم المناطق في العاصمة عمان ، متوسطاًً بين شرقها وغربها.

تأسيس المركز جاء ضمن خطة أمانة عمان الكبرى في مطلع العقد الجاري، لإعادة تأهيل منطقة رأس العين بوصفها جزءاً من مشروع إعادة تأهيل مدينة عمان وتطويرها، وهو ما حقق تواصلاً بين الأمانة والمجتمع المحلي، وبات المركز من أهم منجزات الأمانة حتى الآن.

أمين عمان عمر المعاني، يقول لـ ے إن الأمانة «تفتخر بهذا الصرح الثقافي المهم»، عادّاً المركز «ركيزة أساسية في إبراز الدور الثقافي لعمّان».

يمتاز تصميم المركز بالحداثة، بحيث يعبّر عن العصر الذي صُمم فيه من جهة، وانسجامه مع محيطه ومراعاته للشخصية الأردنية من جهة أخرى.

وبحسب مصمم المركز المهندس بلال حماد، فقد أُخذ في الحسبان، في الفكر التصميمي، أنّ المركز مفتوح للجميع، ومن هنا جاءت فكرة المساحات الزجاجية الكبيرة في المبنى ليكون «شفافاً» مع محيطه ورواده.

وينفتح مبنى المركز على أكثر من جهة، ويمكن الدخول إليه من أبواب مختلفة، فضلاً عن تكوّنه من كتل عدة. ويشير حماد إلى أن التصميم راعى أن يسمح للمتنزهين في منطقة رأس العين أن يخترقوه ويمتزجوا معه.

أما تصميم الواجهات، فتم مع مراعاة تحقيق التوازن فيها، بالمزج بين الواجهات الحجرية والزجاجية. وفي التصميم الداخلي يلمس الزائر شعوراً بالحداثة من خلال استخدام الأدراج الكهربائية والمصاعد الزجاجية.

ومنذ افتتاحه الذي تم على مرحلتين 2000-2002، احتضن المركز العديد من الفعاليات البارزة؛ فعلى مستوى المهرجانات استضاف مهرجان الكوميديا للضحك، ومهرجان أفلام الاتحاد الأوروبي للمرة السادسة على التوالي، ومهرجان الفيلم العربي الفرنسي منذ 2002، ومهرجان أيام عمان المسرحية منذ العام 2004، ومهرجان زخارف حركية ومهرجان الرقص المعاصر ومهرجان أسبوع الفيلم الكوري للسنة الثالثة على التوالي وغيرها.

وفي مجال الموسيقى يستضيف المركز شهرياً أمسيات المعهد الوطني للموسيقى لأوركسترا عمان السمفوني وفرقة عمان للموسيقى العربية، فضلاً عن استضافته أمسية للفنانة أميمة الخليل، وأمسيات من موسيقى الجاز، وأمسيات لفرق شبابية وغيرها، وأمسيات للشاعرين هنري زغيب وزاهي وهبة بتنظيم من إذاعة عمان، وعروض تراثية لمنتدى بيت المقدس، وحفل توقيع كتاب حيدر محمود عباءات الفرح الأخضر، إلى غيرها من الفعاليات والمؤتمرات والندوات وورش العمل، فضلاً عن احتفالات للوزارات، والسفارات الأجنبية والعربية في عمان.

مركز الحسين الثقافي: إحياء منطقة رأس العين
 
01-Jan-2010
 
العدد 7