العدد 7 - الملف | ||||||||||||||
«عام حافل بالإنجاز». هكذا تنظر مصممة المجوهرات الأردنية لمى حوراني إلى العام 2009، الذي كرّس نجاحات حققتها في أعوام سابقة. فقد شهد العام مشاركتها في أهم أسابيع عروض الموضة والأزياء العالمية في إيطاليا ونيويورك. إضافة إلى ذلك، فقد كتبت نيويورك تايمز عن مجموعاتها من المجوهرات، كما كتب عنها الموقع الإلكتروني المختص بأنماط التصميم Coolhunting. لها معروضات في معرض دائم في محل Harvey Nichols العالمي في دبي، وتم عرض أعمالها في متحف هناو في ألمانيا، فضلاً عن تصوير مجوهراتها في كثير من مجلات الازياء العالمية. مشاركة حوراني في الأسبوع الثقافي الأردني «اكتشف الأردن» الذي أقيم بميلانو في تشرين الأول/أكتوبر 2009، بالتزامن مع الزيارة الملكية لإيطاليا، جاءت لتقديم آخر مبتكراتها في عالم المجوهرات. قبلها بأيام، كانت وزارة الثقافة السورية تستضيف حوراني بعرض لمجوهراتها في دمشق. حوراني بدأت في تصميم وإنتاج الحلي العام 2000 في عمان. وخلال أقلّ من عقد، تؤشر حوراني على إنجازات مهمة حققتها في هذا المجال، وعلى محطات توقفت بها، وعدّتها سنداً لها في مسيرتها، ففي العام 2002، عرضت في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، وفي العام الذي يليه كانت متواجدة في متحف الفن الحديث في سنسناتي بالولايات المتحدة، وفي العام نفسه في متحف أتاوا للحضارات الإنسانية في العاصمة الكندية، عدا محلَّين في مدينة ميلانو يعرضان أعمال حوراني للبيع، ومحلين آخرين في الولايات المتحدة. نشأت في بيت يقدّر الفنون، فوالدتها سعاد عيساوي مصممة ديكور داخلي، وهي أوّل من أنشأ غاليري خاصاً في عمان. أما والدها هاني حوراني، فهو مثقّف وناشط ديمقراطي معروف، إضافة إلى كونه مصوراً فوتوغرافياً محترفاً. حوراني حاصلة على بكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة اليرموك العام 2000، وتحمل دبلومَين في التصميم من Vicenza GIA في إيطاليا، وماجستير من معهد مارانغوني في ميلانو الإيطالية. التجارب الأولى كانت باستخدام الفضّة وأحجار شبه كريمة. أوّل معرض لها أقيم العام 2000 ولقي نجاحاً كبيراً، ومنذ ذلك الوقت تعرض حوراني مجموعة جديدة من منتجاتها مرّة كلّ 6 أشهر. توجهت حوراني لصياغة مجوهراتها من الفضّة «لأنها مادة خام مرنة ومحايدة ولونها جميل ومرتبطة بتراثنا»، وهي تعدّ الفضّة الكانفاس الخاص بها. أما الأحجار فهي كما تقول: «الألوان التي أعمل على تشيكلها في لوحتي». تؤمن أنّ «الفن أفضل وسيلة للتعبير عن النفس بطريقة سلمية وحضارية»، أما هاجسها الأكبر فكان «البحث عن لغة خاصة بي»، تشبهها وتميزها عن غيرها.انطلاقاً من ذلك، اختارت حوراني العمل على رموز الرسم ما قبل التاريخ التي تميزت بها أعمالها. وتقول: «هذه الرموز موجودة في كلّ أنحاء العالم وهي متشابهه، أستعلمها لأنها لغة عالمية وإنسانية وحرة وعفوية، وتعود إلى ما بعد الحواجز العرقية والدينية». بدأت حوراني أيضاً العمل على إيجاد رموز لأماكن في الأردن، مثل البحر الميت ووادي رم والكهف، وأدرجتها في تصاميمها. لبيئة الأردن تأثير كبير في أعمالها؛ الصحراء والصخور والملمس الخشن والتضاد اللوني وتضاد الكتل، نجدها في أعمال حوراني. وهي تستخدم أحجاراً خاصة في كلّ مجموعة مجوهرات تصممها، وتختارها خلال سفرها، فهي تسافر خصيصاً لجلب هذه الأحجار من مناطق كشمال شرق آسيا والهند وإيطاليا. وتتميز كلّ مجموعة تصاميم بأحجار جديدة وألوان جديدة وترتيبات لونية جديدة. تقول: «ممكن أن أستقي فكرةً ما من نحت أو رسم أو شكل هندسي». نجاحاتها التي حققتها في مجال التصميم، جعلتها تفتتح غاليري «رؤى» العام 2004، والذي يشمل جناحاً خاصاً بالمجوهرات، وأجنحة أخرى لعرض اللوحات والمنحوتات، فضلاً عن جناح خاص للوحات صغيرة الحجم لتشجيع الجميع على اقتناء الفنون. |
|
|||||||||||||