العدد 7 - الملف | ||||||||||||||
حين تسلّم مهام عمله رئيساً لبلدية الوسطية بعد الانتخابات البلدية الأخيرة، كان يدرك تماماً أن لديه من الأفكار والخطط والمشاريع التنموية ما يؤهله لملء «كرسي الرئاسة»، الذي يتعيّن على من يحتلّه أن يمتلك القدرة على خدمة مجتمعه المحلي. عماد العزّام، عرف منذ البداية أنّ المسؤولية الملقاة على كاهله وزملائه كبيرة؛ فبلدية الوسطية تضمّ مجموعة من البلدات والقرى في لواء الوسطية غرب محافظة إربد: قم، قميم، الخراج، كفر عان، حوفا الوسطية، وكفر أسد، مركز اللواء. ولأن مجتمع البلدية هو مجتمع ريفي، الزراعة فيه مصدرُ الدخل الرئيسي لعدد كبير من السكان، أو أنها عامل مساعد وداعم للأسر الأخرى في تأمين احتياجاتهم الاقتصادية، فقد وجّه العزام اهتمامه إلى هذة الخصوصية. «سوق اللوز» هي قصة نجاح للعزّام، حيث لاحظ معاناة مزارعي ومنتجي اللوز في قرية حوفا، التي تعدّ منتجاً رئيسياً لأصناف ذات نوعية مميزة من اللوز، في تسويق هذا المنتج وتدني أسعاره عند بيعه في الأسواق المركزية. فاقترحت البلدية إقامة سوق للّوز في إحدى ساحاتها بعد تجهيزها لهذا الغرض خلال فترة القطاف، على أن يتمّ البيع فقط من هذه السوق، سواء لتجار التجزئة أو الجملة أو للمواطنين، ومن دون أيّ رسوم أو عوائد للبلدية. التجربة نجحت، وتمّ تسويق 100 طن من اللوز، بيعت بزهاء 300 ألف دينار، أي ثلاثة أضعاف المردود الذي كان يجري تحصيله في مواسم سابقة. نجاح تجرية اللوز، قادهو إلى خطوات جديدة؛ هذه المرة كانت المشكلة في جمعية خيرية تبنّت مشروعاً لإنتاج عسل النحل، إلا أنّ صعوبات كبيرة واجهتها في تسويق العسل، ما أجبرها على التفكير بإغلاق المشروع. البلدية تبنّت حلّ المشكلة مرة أخرى، فبعد التشاور مع مربّي النحل والجمعية، ارتأت المبادرة إلى شراء كامل المنتج لإنقاذ الجمعية. للمرة الثانية يحسن العزّام التفكير، فقد ثمّ تسويق العسل بكامله، وإنقاذ المشروع من الانهيار. وعندما واجه مربّو الأغنام ومنتجو الألبان مشاكل في تسويق منتجهم، كان العزّام موجوداً لمدّ يد العون لهم، فقد تبنّت البلدية مساعدة منتجي الأجبان البيضاء، وأسهمت في تسويق منتوجهم. ونظراً لعزوف السكان عن زراعة الحبوب بسبب الصعوبات التقنية في كثير من الأراضي ضمن حدود البلدية، طرح العزام مبادرة أن تقوم البلدية بحراثة جميع الأراضي التي يرغب أصحابها بالزراعة، وبآليات البلدية، مقابل أجر رمزي أقلّ من التكلفة، ما أسهم في زيادة إقبال صغار الملاّك على العودة إلى زراعة الأراضي، سواء أكانت زراعات شتوية أم صيفية، وأدّى ذلك إلى مضاعفة مساحات الأراضي الزراعية. ارتفاع نسبة البطالة في مجتمع الوسطية، واحدة من المشاكل التي تصدّى لها العزّام. فبالتعاون مع الديوان الملكي، تم تمويل إنشاء مصنع للبلاط بالتعاون مع إحدى الشركات، شريطة تدريب وتشغيل 300 عامل من أبناء المنطقة برواتب جيدة «ضعْفا الراتب الذي يتقاضاه العامل في المناطق الصناعية المؤهلة». المجلس البلدي وجهاز البلدية بقيادة الرئيس «الطاقة»، حقق قفزة نوعية في أداء البلدية، ليحسّن من مستوى أدائها في جميع المجالات. فعلى مستوى الأداء والخدمات، قام بتطوير إدارة البلدية، بحوسبة الأنظمة وتطبيق نظام المعلومات الجغرافية GIS، إضافة إلى النهوض بمستوى خدمات الطرق والأرصفة والتشجير والنظافة، وزادت العوائد المالية والتحصيلات إلى الضعفين. وكي يحقق المشاركة الشعبية في إدارة البلدية، فعّل العزّام النصّ القانوني بجعل جلسات المجلس البلدي مفتوحة أمام المواطنين لإشراكهم في نقاشات المجلس، والاطّلاع على أفكارهم، إضافة إلى تعريفهم بمعيقات العمل، والظروف المالية والإدارية للبلدية. وباستلهامه فكرةَ أنّ البلديةَ مؤسسةُ حكم محلي، أعاد العزّام إلى البلدية جزءاً كبيراً من دورها، ليقود منطقته من نجاح إلى آخر، ومن مبادرة إلى أخرى. فبالتعاون الكامل مع السكان والمجتمع المحلي والفعاليات الشعبية والمؤسسات الرسمية الحكومية والقوات المسلحة في كفر أسد، نفّذت البلدية أعمال صيانة للمدارس الحكومية، إضافة إلى تجهيز صفوف خاصة بالطلبة الذين يعانون من صعوبات في التعلّم، وتأثيث تلك الصفوف بالكامل. عماد العزّام استطاع أن يدمج خبرته كموظف سابق في بلدية إربد، مع خبرات مَن عمل معهم من رؤساء وزملاء، ليصهر تلك التجارب معاً للخروج من ثوب العمل التقليدي الموروث، ومن نمطيّة صورة رئيس البلدية التي تبدو في الذاكرة كما لو أنه مختار أو شيخ عشيرة، نحو صورة جديدة أكثر حداثة، هي صورة الرئيس كقائد في مجتمعه، يتباحث مع الجميع حول الأفكار التي تسهم في تيسير حياة الناس، وتجعلها أكثر راحة، معززاً بالتالي دور البلدية كمؤسسة ريادية في التقدم والرفاء وحل المشاكل التي تعيق النجاح، ومعيداً البلدية إلى الناس، كما هي الفكرة الرئيسية من إنشائها. |
|
|||||||||||||