العدد 7 - الملف | ||||||||||||||
نيل أحمد سراج الميدالية الذهبية في السكواش، بعد ظفره بالمركز الأول في التصنيف العالمي لفئة 15 عاماً للعام 2009، إنجاز كبير لهذه الرياضة في الأردن ربما لم تحلم بالوصول إليه من قبل. هذا التتويج يأتي خلاصةَ سنوات من التدريب والاستعداد والمشاركة في معسكرات تدريبية داخلية وخارجية، وبطولات عالمية مختلفة. أحمد شاب نشيط، يستيقظ مبكراً للذهاب إلى مدرسته، ويدرك أن أمامه مهمّات تنتظره كل يوم، بحيث يمضي نحو 15 ساعة يومياً ما بين الدراسة والتدريبات القاسية. بدأ أحمد بممارسة اللعبة العام 2004، بتأثير من والده خليل سراج الذي كان لاعباً بكرة القدم في الثمانينيات مع فريق نادي عمان. وقد مارس خليل لعبة السكواش كهواية، وكان يصطحب ولديه أحمد ومحمد معه إلى التدريبات والمباريات، فعشق كلاهما هذه الرياضة وتفوّق فيها. لم تكن طريق أحمد مفروشةً بالورود، لكنه تخطى العقبات ووصل إلى العالمية حاصداً الذهب. إذ يعود للمنزل بعد المدرسة، لتناول وجبة الغداء، ثم يتجه إلى الملعب من دون أن ينال قسطاً من الراحة؛ لأنّ التدريبات الرياضية التي يخضع لها شاقة، وتتطلب وقتاً للقيام بها. يستهل أحمد تدريباته بتمارين اللياقة البدنية، ومنها الركض والقفز بواسطة الحبل، ثم ممارسة الإحماء، قبل أن يبدأ التدرب في ملعب السكواش بإشراف مدربه، لينتقل بعدها إلى خوض المباريات مع مدربه وزملائه التي تستغرق وقتاً يطول ربما حتى التاسعة مساءً. عندئذ يعود إلى البيت برفقة والده الذي يوصله يومياً للملعب، وينتظره حتى نهاية التدريبات مع شقيقه الأصغر محمد، الذي كان فاز أيضاً بالمركز الثاني على التصنيف العالمي لفئة 13 عاماً العام 2009. ورغم الإرهاق الذي ينال من أحمد، إلا أنه يبدأ بتحضير واجباته الدراسية، وقد يتطلب ذلك بقاءه مستيقظاً إلى منتصف الليل، لينام ويبدأ بعدها يوماً آخر من الدراسة والتدريبات الشاقة. يعيش أحمد ضمن عائلة رياضية بامتياز؛ فإضافة إلى والده وشقيقه الأصغر، كانت والدته ميس سلام لاعبة في المنتخب الوطني لكرة الطائرة بالثمانينيات، وشقيقته الكبرى ميس تمارس كرة الطائرة في نادي عمان. أدرك أحمد أن إحراز الإنجاز يتطلب منه ترتيب حياته أولاً، والتنسيق بين دوامه المدرسي وممارسته الرياضة، ذلك أنه مضطر للسفر مرات عدة سنوياً، للمشاركة في المعسكرات التدريبية في مصر، البلد المتقدم عالمياً برياضة السكواش، أو للمشاركة في البطولات العالمية في هولندا، ألمانيا، بريطانيا وأسكتلندا التي تخضع بطولاتها للتصنيف العالمي، وتقام بإشراف الاتحاد الدولي. نجح أحمد في إقناع مدير مدرسته مصطفى العفوري، بمنحه إجازات دراسية عند الحاجة إليها، على أن يأخذ دروساً إضافية مكثفة بالمواد التي تغيب عنها، بعد عودته، ويقوم معلمو المواد المختلفة بتنظيم امتحانات منفصلة له كي ينال العلامات التي يستحقها، على أساس المساواة والعدالة بينه وبين أقرانه. وعلى حد تعبير والده، فإن أحمد أثبت أنه على قدر المسؤولية، وأنه متميز بالدراسة مثل تميزه بالرياضة. أما مدربه سعد حجازي فيقول عنه: «منذ التقائي به العام 2004 شعرت أنه ذو أسلوب خاص باللعب، ولديه الاستعداد ليصبح بطلاً، فأعددت له بالتعاون مع الاتحاد الذي يرأسه رمزي طبلت كل أسباب النجاح، ووضعت له برنامجاً تدريبياً أظهر استجابة له، وتفوق على نفسه، حتى إنه فاز بأول بطولة شارك فيها على لاعبين مارسوا اللعبة قبله بعامين». كان أحمد شارك مطلع العام 2009 في بطولة بريطانيا المفتوحة في مدينة مانشستر، وفي كانون الأول/ديسمبر 2008 شارك في بطولة اسكلتندا الدولية المفتوحة. حياة أحمد كلها رياضة في رياضة، فأصدقاؤه رياضيون، ومعظمهم من زملائه في الفريق، وهو لا يجد وقتاً للسهر أو الرحلات والنزهات مع عائلته؛ من المدرسة إلى البيت، ثم إلى الملعب، فالعودة إلى البيت مرة أخرى. وهو يتقّبل هذا النمط من الحياة، وأصبح معتاداً عليه، لأنه يدرك حاجته لإجراء التدريبات بشكل يومي للمحافظة على لياقته البدنية ومستواه الفني، حتى إنه يستغل أيام العطل المدرسية الأسبوعية، ليواصل تدريباته فيها. لا يخفي مدربه سعادته لوصول أحمد للعالمية وفوزه بالذهب، لكنه يستدرك أن رياضة السكواش مكلفة مادياً، ذلك أن أحمد «لا بد أن يشارك بخمس بطولات عالمية على الأقل كل عام كي يدخل التصنيف العالمي، إضافة للمعسكرات التدريبية». ورغم أن الاتحاد يغطّي نفقات ذلك، بحسب حجازي، إلا أن البطل الشاب يحتاج رعاية ودعماً أكبر من الجهات المسؤولة عن الرياضة في البلد، إضافة إلى رعاية من الشركات الوطنية كما هي الحال في دول العالم مع أبطالها المميزين. |
|
|||||||||||||