العدد 7 - الملف
 

لم يكن وصول المنتخب الوطني الأردني الشاب لكرة القدم إلى نهائيات القارة الآسيوية سهلاً، بل تحقّقَ عبر جهود بذلها لاعبون تفوقوا على أنفسهم، وتمكنوا من نيل المركز الأول في المجموعة التي أقيمت مبارياتها في العاصمة النيبالية كاتاماندو، وأحرز فيها المنتخب النصر على منتخبات كبيرة في آسيا.

التأهل الآسيوي جاء ثمرة جهود طاقم تدريبي بقيادة المدرب العام بدر الخطيب. بدأت رحلة إعداد المنتخب العام 2008 عندما قام الخطيب وزميلاه موسى عوض ومعتز الريشة، باختيار أكبر عدد من اللاعبين الشبان من مواليد 1991-1992 من الأندية المختلفة، ليكونوا نواة للمنتخب الوطني، ثم جرى تطبيق نظام الإحلال والإبدال الذي استغرق أشهراً عدة قبل أن تستقر تشكيلة المنتخب في آب/أغسطس 2009.

وبحسب الخطيب، وُضعت خطة تدريبية «طموحة» تتضمن إقامة مباريات مع أندية أخرى في المملكة، والمشاركة في دوري الشباب العام 2008، لـ«تهيئة اللاعبين وتحقيق الجاهزية المطلوبة قبل خوضهم النهائيات الآسيوية».

لم تكن العملية سهلة، بل واجهت المنتخب صعابٌ عدة، في مقدمتها أن من اللاعبين من كان يتابع دراسته في نهاية المرحلة الثانوية ويستعدّ لامتحان التوجيهي. وتم تخطّي هذه المسألة بوضع خطة توائم بين التحصيل الدراسي لهؤلاء وانخراطهم بالتدريبات. ومن العقبات أيضاً عدم إجراء مباريات ودية خارجية، تعدّ ضرورية في مرحلة الاستعداد، وتمّ التغلب على ذلك في تموز/يوليو 2009، حيث شارك المنتخب في معسكر تدريبي ناجح في مصر .

بعدها عاد المنتخب إلى عمان، وأجرى لقاءَين وديَّين مع منتخب شباب سورية في أيلول/سبتمبر، ثم غادر إلى الإمارات للمشاركة في بطولة ودية فاز فيها على المنتخب الإماراتي 3/1، وعلى منتخب لبنان 2/0، وخسر أمام السعودية 1/2. ويصف الخطيب هذه المشاركة بأنها كانت «بمثابة البروفة النهائية قبل خوض النهائيات الآسيوية، إذ أُقرّت فيها التشكيلة النهائية للمنتخب».

سافر المنتخب إلى نيبال قبل التصفيات بأيام، للتأقلم على الجو هناك، وكان أول لقاء له مع المنتخب الفلسطيني، وفاز عليه 3/1، تعادل بعدها مع المنتخب اليمني 2/2، قبل أن يعود إلى سكة الانتصارات بفوزه على المنتخب القيرغستاني «القوي» 2/1، وعلى فريق نيبال صاحب الأرض والجمهور 3/2، وعلى منتخب طاجيكستان القوي 2/0، ليتصدر مجموعته عن جدارة ومن دون أي خسارة، وليخطف بطاقة الترشيح للمشاركة بنهائيات آسيا في تشرين الأول/أكتوبر 2010.

تتضمن الخطة التدريبية للمنتخب في المرحلة المقبلة، المشاركة بمعسكرات تدريبية خارجية وداخلية قبل الذهاب إلى النهائيات الآسيوية. ولأن معظم لاعبي المنتخب أعضاء مع فرق أنديتهم التي تخوض غمار الدوري الممتاز للمحترفين، ولأنهم سيشاركون بدوري الشباب، فـ«هذا أفضل استعداد لهم»، بحسب تعبير الخطيب الذي يحدوه أمل بأن يكرر المنتخب الشاب الإنجاز التاريخي لمنتخب الشباب السابق الذي تأهل إلى نهائيات كأس العالم التي أقيمت في كندا العام 2007.

اللاعب خليل بني عطية، مواليد العام 1991، يلعب ضمن صفوف النادي الفيصلي في خط الوسط، وأحد فرسان المنتخب الشاب. يقول عن كيفية التحضير للإنجاز: «كنا أمام تحدٍّ كبير. نتدرب على وجبتين صباحية ومسائية، وبشكل شاق، ونخضع لتدريبات لياقة وتقوية للعضلات قبل أن نخوض التدريبات المختلفة بالكرة. وشاركنا في معسكر تدريبي صودف توقيته مع حلول شهر رمضان، نتدرب في النهار وبعد الإفطار، لنظل بجاهزية عالية».

ويضيف بني عطية: «رغم أننا نلعب ضمن صفوف أندية مختلفة، إلا أننا نؤلف أسرة واحدة نتعاون معاً، ونناقش أي موضوع يهمّ المنتخب بروح رياضية، وكان هذا مهماً في تحقيق الإنجاز الذي منحنا شعوراً كبيراً بالفخر والاعتزاز».

وأضاف بني عطية: «صحيح أننا تأهلنا، لكن المهم هو ما بعد التأهل»، والتحدي الكبير بحسب بني عطية، هو تقديم «عروض طيبة» في النهائيات.

منتخب الشباب الكروي: تفوّق على الذات وتأهُّل لنهائيات آسيا
 
01-Jan-2010
 
العدد 7