العدد 7 - الملف | ||||||||||||||
تمكين المجتمعات، هو العنوان الذي تعمل في إطاره «مؤسسة رواد التنمية»، التي أطلقتها شركة أرامكس، مستهدفة بعملها وخبراتها المجتمعات التي تعاني التهميش، بخاصة فئة الشباب، ساعية لتقديم الدعم ومفاهيم تطوير الخدمة المجتمعية والتطوع لديهم، انطلاقاً من فهم أرامكس لمبادئ المسؤولية الاجتماعية. رئيس مجلس إدارة Chairman «رواد» والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أرامكس فادي غندور، يؤمن بقدرة القطاع الخاص على لعب دور محوري في عملية التغيير الاجتماعي. صدوراً عن هذا الإيمان، جاء تأسيس «مؤسسة رواد للتنمية» كمؤسسة غير ربحية العام 2005، ليتسع مدار المساهمين في دعم المؤسسة وتمويلها، شاملاً مجموعة من رجال الأعمال: خالد المصري، سمير مراد، مروان عطا الله، مجدي ياسين، إضافة إلى غندور، وتدير المؤسسة إقليمياً سمر دودين. بعد دراسات مكثفة لوضع المجتمعات والمناطق في عمان، تم اختيار منطقة جبل النظيف الواقع وسط عمان، ويسكنه حوالي 100 ألف نسمة، كنقطة بداية لمشروع المؤسسة، فالجبل يحتاج إلى كثير من الأساسيات غير المتوفرة. «رواد» عبر جهود متواصلة ومكثفة عملت بكل إمكانياتها لتلبية الاحتياجات المختلفة للمجتمع المحلي في جبل النظيف، واتخذت من بناء شراكات مختلفة مع القطاعين العام والخاص والأفراد، طريقاً لجعل المجتمع المحلي شريكاً فاعلاً في استراتيجيتها. منذ البدايات، اعتمدت «رواد» خطاباً ثنائيَّ الجانب مع مجتمع جبل النظيف، وقام فريقها بزيارات عديدة للسكان، لبناء جسور التواصل والثقة والصداقة، والعمل معهم من قرب، وهو دافع رئيسي لأن يكون موقع المؤسسة في الجبل نفسه. من أهم إنجازات وبرامج المؤسسة «صندوق مصعب خورما» الذي يقدم منحاً دراسية للشبان الراغبين بالدراسة الجامعية، مقابل تطوعهم، والعمل على تنمية مجتمعهم من خلال المؤسسة التي تساعدهم في إيجاد فرص عمل بعد تخرجهم. اسم هذا البرنامج جاء تخليداً لمساهمات الشهيد مصعب خورما في مجال العمل الاجتماعي، الذي كان واحداً من ضحايا تفجيرات فندق حياة عمّان العام 2005. هذا البرنامج يؤكد أهمية إسهام الشباب في دعم عجلة التنمية، ويعمل على تعزيز الدافعية والثقة بالنفس وتنمية الإبداع وتوسعة المدارك، بعدما دفعت الحاجة والفقر بعضهم للعزلة وللسلوكيات السلبية. البرنامج الذي أفاد منه ما يزيد عن 430 شاباً حتى اليوم، يطرح للمناقشة قضايا عديدة تخص الشباب، يناقشونها مع صناع قرار ومسؤولين في الحكومة وفنانين ونشطاء في ميادين مختلفة. اليوم، وصلت المؤسسة إلى أن يكون الشبان المنتفعون من صندوق مصعب خورما هم المحرك الأساسي لعملية التنمية في الجبل، ويشاركون في تنفيذ جميع البرامج؛ ففريق «رواد» اليوم يضمّ 28 فرداً، منهم 24 من أهل الجبل نفسه. «رواد»، ومن خلال شراكات مع القطاع العام، وفّرت خدمات أساسية كانت مفتَقَدة في الجبل: إنشاء مركز صحي بالتعاون مع وزارة الصحة يستقبل يومياً 50-70 مريضاً، إنشاء مركز للشرطة بالتعاون مع وزارة الداخلية، وإنشاء مكتب بريد بالشراكة مع البريد الأردني. برنامج آخر موجه للمجتمع استحدثته «رواد»، هو «برنامج تمكين المجتمع» الذي عمل على إنشاء مكتب لخدمة المجتمع يربط المواطنين مع مؤسسات مختلفة، مثل مؤسسة التنمية الاجتماعية ومؤسسة نهضة المرأة ومؤسسة الحسين وغيرها، استفاد منه حتى اليوم ما يزيد عن 70 شخصاً. 600 عائلة استفادت من مشروع «دكان الحارة» الذي يوفر ملابس وأدوات منزلية متبرَّع بها لأهالي الجبل. واشتمل برنامج تمكين المجتمع على برنامج «جيران» الذي تم عبره ترميم 9 بيوت بأيدي أهل الجبل والشبان المستفيدين من صندوق مصعب خورما. البرنامج يقدم دورات عديدة للأهالي؛ في الحاسوب واللغة الانجليزية ودروس محو الأمية. وضمن البرنامج نفسه، تم إنشاء «مركز العدل» للاستشارات القانونية المجانية بالتعاون مع صندوق المرحوم علي الزعبي الذي أسسه ابنه المحامي شريف الزعبي، ويبلغ عدد المراجعين للمركز أكثر من 15 شخصاً شهرياً، يستفسرون عن قضايا قانونية، كما يقدم المركز ندوات تثقيفية حول الدستور الأردني. برنامج حيوي آخر نفذته «رواد»، هو برنامج تنمية ثقافة الطفل، وتمخَّض عن إنشاء «مكتبة شمس الجبل» بناء على طلب الأهالي لعدم وجود أيّ مركز ثقافي في جبل النظيف. إنشاء المكتبة تمّ بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى التي وفرت الكتب، كما نُظمت في المكتبة العديد من ورشات الفنون الإبداعية وعملت على المساهمة في اكتشاف مواهب واهتمامات الأطفال وتطويرها. ويرتاد المكتبة يومياً ما يزيد عن 60 طفلاً. وبالشراكة مع مؤسسة أنا ليند الأورومتوسطية، ومن خلال برنامج تطوير أدب الطفل، تم إنشاء ودعم 8 مكتبات للأطفال في مناطق بيرين والسلط والأغوار والزرقاء والبيضا والكرك وإربد، ليسهم البرنامج في عقد ورشات تدريبية للعاملين في المكتبات، ومعلمين وأولياء أمور من المناطق المختلفة. «رواد» رمّمت كذلك 6 مدارس، أُولاها مدرسة عاتكة بنت زيد العام 2005، التي عانت من عجز في البنية التحتية، ومن تسرب الرطوبة المزمن، ما جعلها تفتقد لأبسط الشروط الصحية لمكان يضم ما يزيد عن 700 طفل وطفلة، تراوح أعمارهم بين 6 أعوام و13 عاماً. وانطلقت هذه المبادرة ليس فقط للارتقاء بنوعية الخدمات وتطوير المناخ المدرسي، بل لتشمل تدريب المعلمين وإكسابهم مهارات جديدة في التعلم والتعليم بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم ومنظمات معنية. كما تسهم المؤسسة في دفع أقساط المدارس لأطفال غير حاملين للجنسية الأردنية. «رواد» لم تغفل أهمية الفنون في المجتمع، فأسست برنامج «شبابيك» للأطفال واليافعين، الذي نظم ورشاً فنية في الرسم والموسيقى والتصوير وصناعة الأفلام، فضلاً عن تركيزه على مبدأ التعلم عن طريق اللعب، كما أنشأت مشغل «صلصال» بالتعاون مع مؤسسة صلصال للفنانة رولا عطا الله، وتشرف عليه الآن إحدى فتيات الجبل، وتقوم مع مجموعة من الشبان المستفيدين وذوي احتياجات خاصة، بصنع قطع فخارية فنية تُستخدم لتشكيل لوحات فنية فخارية. غندور راضٍ تماماً عمّا تقدمه المؤسسة للمجتمع المحلي، غير أنه يطمح إلى مزيد من المبادرات، التي يرى أنها تمثّل الدور الحقيقي الذي يمكن أن يتبناه القطاع الخاص في عملية التنمية المجتمعية المستدامة، وليحقق بالتالي شراكة حقيقية بين القطاع الخاص والجماعات المحليّة والمجتمع بأسره. |
|
|||||||||||||