العدد 7 - الملف | ||||||||||||||
دخل المنتخب الوطني لكرة السلة التاريخ الرياضي من أوسع أبوابه، عندما خطف بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم التي تقام في تركيا في آب/أغسطس 2010. جاء التأهل التاريخي بعد مشاركة المنتخب في نهائيات آسيا التي أقيمت في الصين العام 2007، وقدم خلالها عروضاً رائعة ليصبح أحد كبار القارة، ويترشح للمرة الأولى بتاريخ الرياضة الأردنية إلى مونديال السلّة العالمي. الإنجاز تحقَّقَ بسواعد لاعبي المنتخب، الذين عاشوا، ما يزيد عن ثلاث سنوات، حلم التأهل إلى الأولمبياد، وصلوا خلالها الليل بالنهار في الاستعداد المستمر والتدريب الشاق. كان اتحاد كرة السلة بقيادة رئيسه السابق طارق الزعبي، وفر أسباب النجاح للمنتخب؛ إذ تعاقد مع المدرب البرتغالي ماريو بالما، الذي وضع خطة تدريبية على مدى ثلاث سنوات كُلِّلت بالنصر. نجم المنتخب الوطني 2005، وعملاق كرة السلة الأردنية أيمن دعيبس، الذي عاصر هذا الإنجاز تحدث عنه قائلاً: «كنا نستيقظ في الصباح الباكر لنبدأ التدريبات، ونركض مسافات طويلة لاكتساب اللياقة البدنية العالية، استعداداً لمقارعة المنتخبات الأخرى، ثم نذهب إلى صالة التدريب التي تتوافر على أجهزة لتقوية العضلات وزيادة القدرة على التحمل، قبل انتقالنا إلى صالة الأمير حمزة للتدريب على المهارات المختلفة». يستذكر دعيبس أن المدرب بالما عندما تسلم دفة إدارة المنتخب، عقد اجتماعاً أعلن خلاله أن الهدف الرئيسي له سيكون الوصول بكرة السلة الأردنية إلى العالمية، وتحديداً المشاركة في نهائيات كأس العالم. يقول: «طلب منا أن نعمل معاً، وبيدٍ واحدة، للوصول لهذا الهدف الذي يتطلب جهوداً كبيرة». تضمنت الخطة التدريبية للمنتخب، المشاركة ومنذ العام 2006، بأكبر عددٍ من البطولات العربية والدولية، وكانت البداية المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية في الدوحة، التي قدم خلالها المنتخب مستوى رائعاً في المباريات ضد أقوى الفرق الآسيوية. «يمكن القول إن بداية قصة تأهُّلنا كانت من الدوحة» يقول دعيبس. وفي العام 2007 شارك المنتخب في بطولة وليم جونز، وتمكّن من الظفر باللقب. «كان ذلك فأل خير علينا، وبداية مسلسل الانتصارات»، بحسب دعيبس الذي يوضح أن المنتخب شارك بعد ذلك في البطولة العربية التي أقيمت في الإسكندرية، و«خطف اللقب من بين أيدي المنتخب المصري صاحب الأرض والجمهور». يصف دعيبس أجواء هذه المباراة: «كانت المدرجات مليئة بالجمهور الذي يهتف لمنتخبه ويشجعه بشكل جنوني، لكننا لم نُلْقِ بالاً لكل ذلك، وعقدنا العزم أن نقدم عرضاً مميزاً، واستعددنا لذلك من الناحيتَين النفسية والفنية، في النهاية فزنا 80/69، وهي نتيجة كبيرة، تُوِّجنا بعدها بالميداليات الذهبية على أنغام النشيد الملكي ورفع العلَم الأردني في صالة المباراة». ووفق تغطيات الصحف المصرية التي تابعها دعيبس، فقد كان أعضاء المنتخب الأردني نجوماً، وأشاد المعلّقون الرياضيون بأداء هذا المنتخب. وفي العام 2008 شارك المنتخب في بطولة وليم جونز للمرة الثانية، وهي بطولة يشارك فيها أقوى المنتخبات الآسيوية، وخطفَ لقب البطولة بالفوز على فريق من اللاعبين الأميركيين المحترفين 93/ 91، شارك بعدها في بطولة ستانكوفيتش، وفاز باللقاء النهائي على الكويتيين 87/69، كما شارك في بطولة العرب في تونس، وفاز بالمركز الثاني والميداليات الفضية. أما العام 2009 فهو عام الإنجاز، حيث شارك المنتخب في معسكر تدريبي أقيم في الصين للتأقلم على الجو هناك قبيل التصفيات، عاد بعدها إلى عمان في استراحة قصيرة، ثم سافر إلى إيطاليا لخوض بطولة ودية بمشاركة فرق من اليونان وإيطاليا وكرواتيا، وقد «أفاد كثيراً من هذه المشاركة بعد احتكاكه بمدارس أوروبية متقدمة في هذه الرياضة»، بحسب دعيبس. وعندما أقيمت نهائيات آسيا في الصين، وصل المنتخب إلى مدينة تيانجين التي استضافت المباريات في قاعتها الضخمة، ولعب مباريات عدة، ففاز في اللقاء الأول على المنتخب اللبناني 84/67، ثم فاز على المنتخب الأندونيسي بنتيجة ساحقة 105/47، تبعه فوز ثالث على الإمارات 79/67، ليصعد إلى الدور الثاني الذي فاز فيه على كازاخستان 98/80، ثم على المنتخب القطري 74/60، قبل أن يخسر أمام المنتخب الصيني القوي 83/89. لكنه ما لبث أن عاد إلى سكة الانتصارات بفوزه على الفلبين 81/70، وخرج منها عند خسارته أمام إيران بفارق سلة واحدة 75/77. اللقاء النهائي كان أمام المنتخب اللبناني مرة أخرى، حيث سيحظى الأردن بالترشح إلى المونديال إن حقَّق الفوز فيه. يقول دعيبس حول ذلك: «كنا نعلم أنها مباراة صعبة، لأن المنتخب اللبناني يريد الثأر لهزيمته أمامنا في الدور الأول، ونحن نريد تأكيد الفوز. كنا في قمة التحدي والإصرار، وقدمنا مباراة كللناها بالفوز بنتيجة 80/66، لنحصد بطاقة الترشيح بعد رحلة من الاستعداد استمرت نحو أربع سنوات». |
|
|||||||||||||