العدد 7 - الملف | ||||||||||||||
خطفت وكالة عمون الإخبارية العام 2009 موقع الصدارة بجدارة في سرعة بث الخبر الدقيق، إضافة إلى صدقيّة كبيرة في الأخبار المتوقّعة، كتوقّع رحيل حكومة الذهبي بعد الحديث المتكرر عن ذلك في الصحافة الأردنية امتدّ منذ الصيف الماضي. لم تنتظر عمون كثيراً، فكانت الأولى في نشر خبر تكليف سمير الرفاعي، في حين كانت جميع التوقعات تصبّ في مصلحة تكليف رئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي، وأكثر من ذلك كانت أوّل من نشر التشكيلة الحكومية الجديدة. هذا النهج اختطته عمون تقريباً منذ بداياتها قبل ثلاثة أعوام، لكنّ العام 2009 كرّس عمون الموقع الإخباري الأوّل في الأردن، لينتقل من مجرد تجربة أو فكرة، إلى مؤسسة إعلامية إلكترونية متكاملة. دشنت شبكة عمون الإخبارية العام 2009، جملة من الخدمات الجديدة، وأطلقت مواقع مرتبطة متخصصة بالرياضة والفنون والإعلانات المبوّبة ومنتدى للحوار في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وصفحات خاصة بالفيديو والإذاعة RRS، إضافة إلى موقع عمون باللغة الإنجليزية، وهو بذلك أوّل موقع باللغة الإنجليزية تطلقه وكالة إخبارية إلكترونية أردنية . كثيرة هي المحطات المضيئة التي حقّقت فيها عمون سبوقات مميّزة، سواء في المضمون أو بشكل التغطية، مثل المتابعة الكاملة لمجلس النواب المنحلّ، أحداث العنف الجماعي في المحافظات وأخبارها المختلفة، مصفاة البترول، التسهيلات المالية في قضية أوجيه وعماشا، وهي قضية تسهيلات مالية وشراء أسهم وسندات وقروض من بنوك أردنية، قضايا التعليم العالي، إعلانات التشكيل الحكومي والتغيير، تعيينات الوظائف الكبرى، الوفيات في المحافظات وبعض الأخبار الاجتماعية. كل ذلك وغيره، شكّل حوافز للمواطنين للدخول إلى الموقع. الموقع تجاوز حدود المحلية، ليكون خبر حذاء الزيدي هو الأكثر قراءة وتعليقاً، ووصلت التعليقات إلى 10 آلاف تعليق، نشر منها خمسة آلاف، وهو «رقم تاريخي»، بحسب أحد القائمَين على الموقع، باسل العكور. على الصعيد التجاري، يؤكد القائمان على الموقع سمير الحياري والعكور، أن عمون أسهم بتأسيس ثقافة الإعلان عبر الإنترنت، بعد أن كانت ضرباً من المستحيل في الأردن، وهم بذلك مهّدوا الطريق لإمكانية نجاح المواقع الإلكترونية تجارياً، رغم أن هناك مواقع حدثت فيها حالات ابتزاز لأشخاص ومؤسسات من قِبل قائمين عليها، ما يذكّر بما كان حدث للصحافة الأسبوعية في بداياتها. ما وصل إليه الموقع، يأتي بعد تلك البداية التي نجح فيها الموقع أن يكون محجّ زوار الإنترنت الأول للاطلاع على الخبر الأردني الموثوق، بعد أن كان مصدره وكالات الإعلام الدولية والعربية، وهو ما أهّلها لتكون الأقرب لمزاج الرأي العام الأردني داخل الأردن وخارجه. بدأ الموقع ببثِّ أخباره وتحليلاته من كافيه دونيه في أحد أحياء عمان، واكتسب المقهى نفسه شهرة مختلفة عن بقية المقاهي التي تتزاحم في منطقة الرابية بسبب نوعية الزبائن المختلفة التي أصبحت عمون تستقطبهم لإدارة غرفتها الإخبارية من هناك. الحياري والعكور، يؤكّدان أنهما يلمسان اهتماماً غير مسبوق بما يُنشر على عمون من المؤسسات الحكومية والنخبة، «لأنّ الموقع استطاع جذب كل فئات المجتمع، والحصول على التغذية الراجعه منهم لمعرفة توجهاتهم وآرائهم وتلمّس احتياجاتهم». بإمكانات مالية متواضعة، استطاع الاثنان تأسيس وكالة عمون الإخبارية، بدأت كفكرة، وتحولت إلى شبكة إعلامية تضمّ ستة مواقع متخصصة، وتقدّم خدمات إعلامية وإعلانية مهمّة، وتتفرد غالباً بالخبر المحلي، متقدمة بذلك على قائمة المواقع التي تثق بها النخبة والعامة على السواء. يؤكّد صاحبا الفكرة أنّ ثقافة جعل الإنترنت مصدراً للخبر، لم تكن قائمة قبل عمون. ويضيفان: «بذلنا كثيراً من الوقت والجهد لتكون عمون على ما هي الآن». كان أوّل لقاء لصاحبَي فكرة عمون في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، خلال تجربتها الإصلاحية الكبيرة، فقد كان الحياري نائباً لرئيس مجلس الإدارة، الوحيد بصبغة غير حكومية في تاريخ المؤسسة، أما العكور فقد كان معدّ برنامج «يحدث اليوم»، الذي اكتسب شهرة غير مسبوقة لجرأته ومهنيته في طرح القضايا المحلية. لاحقاً، خرج الاثنان من المؤسسة، تباعاً، إثر خلافات وإشكالات مع الحكومة وإدارة المؤسسة. الخدمات الإعلامية التي يمكن تقديمها عبر الإنترنت غير محدودة. عمون استغلت ذلك ببراعة، فعمدت إلى إعلان نتائج التوجيهي ونتائج الشامل لتوسعة شرائح زائريها، وهو ما تمّ بالفعل، والعمل جار على المزيد. يرى الحياري أنّ «عشرات التكريمات في المحافل والفعاليات الإعلامية هي خير دليل على المكانة التي وصلت إليها عمون ومقدرتها على التغيير». وكالة عمون الإخبارية بعد أن احتفلت بعيد ميلادها الثالث العام 2009، وخرجت بحلّة جديدة عبر تصميم أكثر أناقة للموقع، وجّهت رسالة للقراء عبر الموقع، جاء فيها: عمون تؤكد أنّ سرّ نجاحها، ليس في سبقها بالسنين والأخبار الصادقة فحسب، بل لأنها حازت ثقة الملايين من القرّاء والمتابعين. |
|
|||||||||||||