العدد 7 - أربعة أسابيع
 

أربع وعشرون ساعة فقط، فصلت بين إعلان نتيجة استطلاع رأي أجراه مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية، حول أداء حكومة نادر الذهبي، وبين رحيل حكومته.

الاستطلاع نُشرت نتائجه في اليوميات الأربع، في عدد الثلاثاء، 8 كانون الأول/ديسمبر، وفي اليوم التالي قدمت الحكومة استقالتها، وكُلف سمير زيد الرفاعي بتشكيل حكومة جديدة.

ورغم أن الاستطلاع واحد، إلا أن قراءة اليوميات له بدت متباينة، حتى يكاد المرء يعتقد لوهلة أن ما تتحدث عنه صحيفةٌ استطلاع آخر غير الذي تتحدث عنه صحيفة أخرى. فقد اختلفت اليوميات في طريقة عرضها لنتائج الاستطلاع الذي لم يحظَ بصدى إعلامي واسع، بسبب رحيل الحكومة. ففي الوقت الذي التقت فيه عناوين يوميَتي الدستور والرأي من حيث تناول مفاصل الاستطلاع، ذهبت يوميتا الغد والعرب اليوم، باتجاه آخر، وبعناوين مختلفة.

الرأي والدستور آثرتا تناول قدرة الذهبي على تحمُّل مسؤولياته من خلال العناوين، مع إغفال فشل الحكومة في إدارة الدفة الاقتصادية، وفق ما أظهره الاستطلاع.

الدستور اختارت للاستطلاع صدرَ صفحتها الأولى على أربعة أعمدة يميناً، وخصصت صفحتين داخليتين لنتائجه. وجاء العنوان الرئيسي: «69 في المئة مـن قـادة الـرأي: الذهبي قادر على تحمل مسؤولياته». فيما اختارت الرأي للاستطلاع منتصفَ الصفحة الأولى، على ثلاثة أعمدة، مع صفحتين داخليتين أيضاً، بعنوان: «52 في المئة من العينة الوطنية و59 في المئة من قادة الرأي يرون أن الحكومة تحملت مسؤولياتها».

أما العرب اليوم فوضعت الاستطلاع موضوعاً رئيسياً لها على أربعة أعمدة يميناً، بيد أنها اختارت عنواناً مخالفاً لما ذهبت إليه كلٌّ من الرأي والدستور: «الفريق الاقتصادي يهوي بشعبية الحكومة»، واكتفت الصحيفة بتخصيص صفحة واحدة لنتائج الاستطلاع.

يومية الغد منحت نتائج الاستطلاع ثلاثة أعمدة على يسار صفحتها الأولى، وتركت خمسة أعمدة لندوة أقامتها حول «قانون الانتخاب المأمول والإصلاح المنشود».

عنوان الغد شمل ما ذهبت إليه اليوميات الأخرى في عناوينها، وجاء فيه بمانشيت فرعي: «59 في المئة يرون أن الذهبي كان قادراً على تحمل مسؤولياته»، فيما حمل العنوان العام ما يلي: «استطلاع للرأي يُظهر فشل الحكومة في إدارة الأزمة الاقتصادية»، وخصصت الصحيفة صفحة داخلية واحدة للاستطلاع، إضافة إلى نشر متابعات في ملحقها «سوق ومال» ألقت الضوء على ما جاء في نتيجة الاستطلاع حول تراجع الفريق الاقتصادي.

إلى جانب العناوين، اختلفت اليوميات في صياغة الخبر وطريقة التناول. الرأي والدستور ركّزتا على ما أظهره الاستطلاع من قدرة للرئيس المستقيل على إدارة دفة الحكومة عبر استهلال الخبر بتلك المعلومة. واختارت العرب اليوم التركيز على معلومة مفادها أن الفريق الاقتصادي هوى بنسبة الثقة بالحكومة، من خلال وضعه في صدر الخبر. أما الغد، فبدأت خبرها من تراجع تأييد الأردنيين لأداء الحكومة، مقارنةً باستطلاع سابق أجراه المركز نفسه العام 2008، بنسبة تصل إلى 10 في المئة، واستحضرت الصحيفة نتيجة ذلك الاستطلاع الذي جاء فيه أن تأييد الأردنيين للحكومة كان 62 في المئة، فيما بلغ في استطلاع الثامن من كانون الأول/ديسمبر 52 في المئة.

استطلاع واحد وقراءات مختلفة
 
01-Jan-2010
 
العدد 7