العدد 7 - أربعة أسابيع
 

أعادت وفاة الشاب عبد الله أبو طويلة، 22 عاماً، الطالب في السنة الخامسة في كلية الطب بجامعة العلوم والتكنولوجيا، تسليط الضوء على واقع التبرع بالأعضاء، بعد إقدام والده عصام أبو طويلة، على التبرع بأعضاء ابنه تنفيذاً لوصيته، ما أعاد إلى خمسة مرضى الأملَ في حياة جديدة.

وفاة الشاب التي نتجت عن جلطة دماغية أصيب بها أثناء تمارينه اليومية لرياضة التايكواندو، امتزجت فيها الفاجعة بقيم البذل والعطاء. وخلال ثلاثة أيام من الحادثة، أقدم نحو 6600 شخصاً على اتخاذ قرار بالتبرع بأعضائهم في حال فارقتهم الحياة، وفقاً لما صرّح به نائب رئيس الجمعية الأردنية لتشجيع التبرع بالأعضاء أحمد شاكر.

شاكر وصف تبرع ذوي أبو طويلة بأعضائه، بأنه «بادرة إنسانية لا تقدَّر بثمن، بخاصة بما تركه لدى كثيرين من أثر دفعهم إلى أن يوصوا بالتبرع بأعضائهم في حال وفاتهم»، عادّاً ذلك «بداية لتغيير ثقافة الناس» حول موضوع التبرع بالأعضاء.

عضو الجمعية الأردنية لتشجيع التبرع بالأعضاء، مستشار المسالك البولية وزراعة الكلى في مدينة الحسين الطبية اللواء الطبيب خلف جادر، يرى أنّ ما قام به ذوو أبو طويلة «سيسهم في تغيير المعتقدات السائدة، ومنها رفض التبرع بأعضاء الموتى دماغياً»؛ فعلى ذوي المتوفى دماغياً أن يدركوا أن لا أمل في عودة الحياة إليه، حسب جادر، لذلك «عليهم اتخاذ قرار يفيدهم ويفيد غيرهم».

تشير إحصائيات الجمعية الأردنية لتشجيع التبرع بالأعضاء إلى أنّ نحو 800 شخص يموتون دماغياً كل عام لأسباب كثيرة، أبرزها حوادث السير.

الوالد المكلوم الذي لم يتردد في تنفيذ الوصية يقول، إنّ هناك عدداً كبيراً من الذين جاءوا ليعزوه بوفاة ابنه قرروا الاقتداء بالتبرع بأعضائهم وأعضاء أبنائهم، «لـتكون لهم صدقة جارية، ولينقذوا حياة من هم بحاجة لهذه الأعضاء».

إضافة إلى محبّته للطب الذي رغب أن يتخصص فيه بمجال التجميل، كان الشاب أبو طويلة رياضياً متميزاً، وقد نال برونزية العالم للتايكواندو في بطولة كوريا العام 2004.

وفاة أبو طويلة تفتح الباب على مسلسل التبرع بالأعضاء
 
01-Jan-2010
 
العدد 7