العدد 6 - ... ودقّة على المسمار | ||||||||||||||
تم مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر 2009، الإعلان عن عقد دورة تدريبية لنساء الرمثا في مجال إعادة تدوير القماش، أي إيجاد مجالات لإعادة استعمال الملابس البالية بدلاً من التخلص منها. الخبر مفاجئ في الرمثا بالذات، وهي التي شهدت أوسع تطبيقات عملية للفعل «حْوينة» من الفعل العامي «حيّن يحين» بمعنى: استخسر. إذ يقال عن شخص ما: «حوينه فيه تلك المرأة الجميلة» بمعنى «خسارة فيه»، أو عن حامل شهادة جامعية يقوم بسلوك غير مناسب فيقال: «حوينه فيه الشهادة». في مجال القماش تحديداً، كان يندر أن تُرمى أية قطعة قماش، وأذكر أن أول مقالة كتبتها في صحيفة «عبد ربه» الساخرة حملت عنوان «حوينه»، وقد تتبعت فيها مسيرة قميص يشتريه الأب ويرتديه حتى يشارف على الاهتراء، فينوي التخلص منه، عندئذ تقول الأم: «حوينه عليه»، وتعيد تكييفه للابن الكبير، فيلبسه هذا زمناً حتى يقرّر بدوره التخلص منه، فتقول الأم مرّة أخرى: «حوينه عليه» وتكيّفه للابن الأصغر، وبعد أن يهترئ تماماً تقول الأم من جديد: «حوينه عليه» وتحوله الى ممسحة، ولكن قبل ذلك قد تقول «حوينه على أزراره»، فتخلعها وتحيلها إلى احتياطي الأزرار كي تأخذ طريقها إلى سلسلة من «الحوينات الفرعية». وفي أحيان أخرى قد يجد القميص طريقه الى مطحنة القماش، أي ما يُعرف بـ«مطحنة الشرايط» التي كانت تتجول بين القرى لتطحن الأقمشة البالية وتحيلها إلى حشوة للفراش. كما ترون؛ من المحزن أن تقوم هيئات من العاصمة بتعليم سيدات يحملن مثل هذا التاريخ والخبرة في المجال نفسه. |
|
|||||||||||||