العدد 6 - ... ودقّة على المسمار
 

صورة أشعة تذكارية

أفاد استطلاع للرأي أُجري في بلدان أوروبية عدة، بأن آلة التصوير بالأشعة السينية هي أعظم اختراع بشري عبر العصور، وقد تفوّقت على البنسلين والقاطرة البخارية وسفينة الفضاء والشريط الوراثي وغير ذلك من اختراعات مهمة.

تتميز آلة الأشعة السينية عن بقية الاختراعات المذكورة، بأنها تعطي للفرد حصته من منتوجها مباشرة، حيث تُعدّ صور الأشعة جزءاً من الوثائق الصحية التي ترافق الشخص لسنوات طويلة، ويندر أن يتخلّى شخص عن صور الأشعة الخاصة به. ويبدو مشهد المريض وهو يحمل بين يديه المغلف الكاكي الخاص بالصور نوعاً من الفلكلور الطبي المعاصر، وكثيراً ما توضع الصور الى جانب المريض خلال فترة استقبال الزوار ويَجري عرضها أمامهم، ولا يتفوق عليها في مجال مظاهر وجاهة المرض سوى الحصى المنتزعة من المرارة والكلى أو البراغي التي أزيلت عن الكسور الداخلية، وهي أشياء لعرضها أمام الوزار وقْعٌ أعمق في النفوس، وتُعدّ مؤشرات على وجاهة المرض.

ذات مرة التقى كاتب هذه السطور مع واحد من أشهر الفنانين الكوميديين الأردنيين في عيادة أشعة، وبالطبع كنت أعرفه نجماً، لكنه لا يعرفني، وقد سارعتُ إلى السلام عليه وطلبت منه أن يسمح لي بالتقاط صورة أشعة تذكارية معه، وقد ظننت أنه سيقابل طلبي باستحسان، بوصفه اقتراحاً كوميدياً، غير أنه غضب مني، وربما كان هذا الكوميدي هو الوحيد الذي لا يضحك لصورة الأشعة.

صورة أشعة تذكارية
 
01-Dec-2009
 
العدد 6