العدد 6 - رياضي
 

رغم تأهله إلى نهائيات كأس العالم التي تقام في تركيا العام المقبل، لم يتذوق المنتخب الوطني لكرة السلة طعم الفرح سوى في قاعة مدينة تيانجين الضخمة في الصين عقب تأهله إلى المونديال في شهر آب/أغسطس الماضي.

فقد قامت اللجنة الأولمبية بحل اتحاد اللعبة في آب/أغسطس 2009، أثناء مشاركة المنتخب في النهائيات الآسيوية. ورغم أن ذلك كان من الممكن أن يؤدي إلى تراجع الروح المعنوية لأعضاء المنتخب، إلا أن اللاعبين تغلبوا على ذلك واستطاعوا مواصلة مشوارهم بعزيمة وإصرار، وخطفوا فيه بطاقة التأهل إلى المونديال.

الإحباط جاء بعد ذلك الإنجاز، فرغم مضي ثلاثة أشهر على التأهل، فإن المنتخب لم يتم تجميعه مرة أخرى، ولم يجر أي تدريبات تمهيداً لمشاركته في مونديال كأس العالم التي تُعد إنجازاً كبيراً للكرة الأردنية، ما يجعل رحلة أعضاء المنتخب إلى هناك، إذا بقيت الحال على ما هي عليه، عبارة عن «شمة هوا» في ربوع مدينة إسطنبول التركية التي أصبحت مقصد السياحة العربية بعد مسلسل «سنوات الضياع».

وإلى الآن يبدو أن المنتخب قد أخذ من اسم المسلسل جزءاً منه، هو الضياع، فهو ضائع في الخلافات الإدارية بعد حل الاتحاد، فالمنتخب أمضى شهوراً عدة سُدى، فيما كان من الممكن أن ينخرط فيها بالمشاركة في التدريبات والبطولات ضمن خطة تدريبية عالية المستوى تتضمن معسكرات تدريبية ولقاءات مع فرق من دول متقدمة استعداداً للمونديال.

لكن، حتى تشرين الأول/أكتوبر 2009 لم يتم تجميع المنتخب، وظل وضعه مجمداً، أما قاعة الأمير حمزة، فإنها حزينة وتشكو الوحدة، فلا تشهد نشاطات ولا مباريات لغياب اتحاد يرعى اللعبة وينظم بطولاتها المحلية أو العربية أو الدولية.

وقاعة حمزة حديثة وواسعة تتسع لسبعة آلاف متفرج، وقد أنشئت لاحتضان مباريات بطولة كرة السلة في الدورة العربية التاسعة «دورة الحسين» التي احتضنها الأردن العام 1999 وقدم فيها المنتخب مستوى متقدماً.

مدرب نادٍ أردني ولاعب دولي سابق، رفض نشر اسمه، يكشف عن أن ناديه قام بإعطاء إجازة مفتوحة للاعبين. ويضيف: «اللاعبون لا يتدربون، ومستواهم الفني في تراجع، ومعنوياتهم سيئة، إضافة إلى هبوط لياقتهم البدنية».

ويبين أن أفضل استعداد للمشاركة في نهائيات كأس العالم هو انخراط لاعبي المنتخب مع أنديتهم في مباريات الدوري والكأس، «فذلك يساعدهم بأن يكونوا جاهزين فنياً ونفسياً لخوض غمار المباريات القوية»، حيث إن المنتخبات الأربعة والعشرين التي وصلت إلى النهائيات في تركيا هي من أقوى المنتخبات العالمية».

ويطالب المدرب بضرورة «فك الارتباط بين الجوانب الإدارية والجوانب الفنية في المنتخب، بحيث يبقى المنتخب بعيداً عن الأمور الإدارية، وأن تسير تدريباته بشكل طبيعي».

الأندية الأردنية التي تشعر بأنها «تعاني من البطالة»، قامت خلال تشرين الأول/أكتوبر 2009 بتنظيم بطولتين وديتين، واحدة نظمها النادي الأرثوذكسي واستضافها على صالته، الأخرى نظمها نادي العلوم التطبيقية على صالته، ذلك في محاولة منهما لإعادة الحياة لرياضة كرة السلة التي تراجعت، وفق لاعبين ومدرّبين.

لاعب في المنتخب، رفض هو الآخر نشر اسمه، يعرب عن حزنه الكبير على الوضع الذي تعيشه كرة السلة الأردنية هذه الأيام. ويقول: «بعد أن ارتفع مستوى اللعبة بشكل ملحوظ على الصعيدين العربي والآسيوي ووصل الأردن إلى العالمية، ها هي اللعبة اليوم تعود إلى الوراء».

ويؤكد متحسراً: «حرام ما يجري للرياضة الشعبية الثانية. أرجو أن تنقشع هذه الغمامة بأقصى سرعة لنرى الحياة تعود من جديد إلى السلة الأردنية».

رغم تأهله إلى مونديال العالم منتخب كرة السلة لم يتذوق طعم الفرح
 
01-Dec-2009
 
العدد 6