العدد 6 - رياضي | ||||||||||||||
لاعب من طراز رفيع، أجاد اللعب في مركز قلب الدفاع في فريق الجزيرة وفي المنتخب الوطني. يقول رفاقه: إنه «يتميز بأخلاق رفيعة»، ويحرص لاعبو الأندية المنافسة على صداقته، فبعد نهاية أيّ لقاء لنادي الجزيرة مع القطب الآخر الفيصلي أو الأهلي يذهب مع الفريق الآخر لتناول الشاي والجلوس مع زملائه بصرف النظر عن النتيجة. اشتهر بالضربات الرأسية، وفي عمان الستينيات التي نظمت حياتها الأحكام العرفية، وفي بلد يحكمه ملك، رأت الجماهير أن تخلع على بدر لقب «ملك الهِد»، من الكلمة الإنجليزية HEAD، وهو اللاعب الذي كانت تستعيره الأندية الأخرى عند سفرها إلى بلد عربي أو عند استقبالها فريقاً في عمان. لعب في نادي مركز الشباب الاجتماعي التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الوحدات لاحقا، ثم نادي الجزائر قبل أن يستقرّ به المقام في نادي الجزيرة. أجمل الأهداف التي سجلها في مشواره الكروي، هو الهدف الذي سجّله لمصلحة الجزيرة في مرمى حارس الفيصلي الأسبق نادر سرور. ويؤكد أنّ ملاعب كرة القدم الأردنية لم تعرف حارساً للمرمى مثل سرور الذي «كان رمز الأمان لناديه الفيصلي وللمنتخب الوطني».
وُلد العام 1952، وبدأت مسيرته الرياضية عندما كان عمره 12 عاماً في فريق مدرسة الوحدات الابتدائية، ثم مع فريق مدرسة الأشرفية الإعدادية، لينتسب حينها إلى نادي مركز الشباب الاجتماعي، ولعب في بطولة مراكز الشباب في الضفتين؛ الشرقية والغربية وفاز مع مركز الوحدات بلقب البطولة مرات عديدة. يذكر بدر من زملائه الشقيقين موسى وصالح البنا، ومحمد أبو داوود الذي تولّى حراسة مرمى فريق الوحدات والمنتخب في ما بعد، وبهجت شهاب وهو من رؤساء نادي الوحدات السابقين، وإبراهيم عبد الله، والمشرف على تدريبهم المدرب كمال البنا. ويقول: «كنا نلعب لأنّنا أحببنا كرة القدم، ولم نكن نتقاضى أيّ بدل مادي رغم إحرازنا بطولات عديدة». العام 1965 غادر عمان إلى أريحا لمتابعة دراسته في مدرسة جمعية الشبان المسيحية الثانوية في مخيم عقبة جبر، فانتقل إلى اللعب في فريق الجمعية بمركز قلب الدفاع المتأخر «القشاش». العام 1966 عاد إلى عمان، وانضم إلى نادي الجزائر الذي كان مقرّه في منطقة سقف السيل وسط عمان، وكان من زملائه في الفريق حينها محمد حمدان الذي ترأس نادي القادسية في ما بعد، ومروان العبداللات. في العام نفسه انتقل بدر إلى نادي الجزيرة، وكان ذلك عندما شاهده الراحل عامر المفتي الذي كان مديراً للكرة بنادي الجزيرة قبل أن يصبح رئيساً له، وأعجب بمهارته، فلعب ضمن صفوف الفريق الأول مباشرة، وكان أول لقاء له ضد فريق المصلحة العراقي، ليتعادل الفريقان بهدف لكل منهما. العام 1967 نال بدر شرف عضوية المنتخب الوطني عندما شاهده مدرب المنتخب الراحل شحادة موسى، وظلّ يلعب مع فريق الجزيرة والمنتخب حتى العام 1974 عندما تلقى عرضاً احترافياً من النادي الأهلي القطري ليلعب في صفوفه، ليكون بذلك أول لاعب أردني محترف في قطر. يذكر بدر أنّ المنافسة على المركز الأول في الدوري كانت محصورة بين الجزيرة والفيصلي، وطوال لعْبه مع الجزيرة، 1966 – 1974، «كان الفيصلي البطل والجزيرة الوصيف». لعب مع المنتخب مباريات عديدة، كان أهمّها ضد الأندية المصرية الشهيرة وفي مقدمتها الأهلي والزمالك والإسماعيلي، إضافة إلى مباريات مع الأندية السورية، مثل فريق الجيش الذي كان قوياً، ويضم معظم عناصر المنتخب الوطني. آخر مشاركاته مع المنتخب الأردني ضد المنتخب المغربي، الذي عاد بعد مشاركته بكأس العالم، وفاز المغاربة 2/1. يذكر بدر من زملائه في «الجزيرة»: الحاج علي، نبيل خوري، نبيل التلي، عصام التلي، زياد جميل، أسد حبيب، فايز صلاح، أنور العيساوي، حمد الطحان، ذياب اشتيوي، عبد الكريم أبو عياش حارس المرمى، وكابتن الفريق طالب ازمقنا، ويصف هذه التشكيلة بأنها كانت تؤلف «الفريق الذهبي لنادي الجزيرة». يذكر كذلك زملاءه في المنتخب الوطني؛ حارس المرمى نادر سرور، والراحل مصطفى العدوان الذي ترأس نادي الفيصلي بعدئذ، ومحمد أبو العوض الذي أصبح مدرباً للمنتخب الوطني والفيصلي لاحقاً، ومحمد البردويل، وجودت عبد المنعم الذي كان يحمل لقب «أبو الجو»، وعدنان مسعود، وحسونة يدج، والراحل كنعان عزت، ومحمد أبو الليل وموسى النحاس. ويؤكد أنّ معظم لاعبي المنتخب في السبعينيات كانوا من فريق الفيصلي، و«في إحدى المباريات بين الأردن و لبنان كان في الملعب عشرة لاعبين من الفيصلي، وأنا فقط من فريق الجزيرة». يستذكر بدر أنه في إحدى مباريات فريق الجزيرة ضد الفيصلي قام بتسديد كرة قوية جداً وذاهبة باتجاه الشباك وفي الزاوية تماما، لكن الحارس نادر سرور طار إليها وصدها، ومن شدة قوتها انكسرت إصبعه، إلا أنه واصل اللعب حتى نهاية المباراة. كما سجّل بدر هدفاً رأسياً مع فريقه الأهلي القطري ضد فريق الريان في الدوري القطري، وذلك عندما قفز أعلى من المدافعين وسدد الكرة في شباك الريان محرزاً هدف الفوز. مسيرته مع النادي الأهلي القطري امتدّت بين العامين 1974 - 1981، ولعب معه في مركز الدفاع المتأخر، وفاز مع فريقه بكأس أمير قطر، وبمركز الوصيف في الدوري مرات عدة خلف ناديي الريان والسد. العام 1980 تعرض بدر إلى إصابة في ركبته عندما اصطدم مع نجم قطر المشهور منصور مفتاح، وأجريت له عمليّة جراحيّة خضع بعدها للعلاج الطبيعي في نادي الزمالك المصري، وهو النادي الذي كان يمتلك مركزاً متخصصاً ومتقدماً في العلاج الطبيعي. وعندما شُفي من الإصابة لعب مباراة أخرى ضد فريق الريان، لكنّه تعرض للإصابة مرّة أخرى، ما جعله يعلن اعتزاله اللعب العام 1981. بعدها عاد إلى الأردن بدعوة من الراحل نظمي السعيد للمشاركة في دورة اللاعب المعتزل التي نظمها السعيد، وكانت بين فريق الأهلي والجزيرة، ويذكر بدر أنّ أحلى لحظة في حفل التكريم كانت تكريم مصطفى العدوان رئيس نادي الفيصلي له. في مباراة اعتزاله قدّم له ناديه، الأهلي القطري، دلّة قهوة مطلية بالذهب أهداها بدر بدوره إلى رئيس نادي الجزيرة عامر المفتي. منذ العام 1981 وبدر يعمل مدرباً لفريق البراعم في الأهلي القطري، وقد صعد من فريقه العديد من اللاعبين إلى صفوف الفريق الأول. يذكر بدر أنه في العام 1975 لعب مباراة ضمن صفوف المنتخب القطري ضد المنتخب السوري في تصفيات كأس العالم، وتعادل المنتخبان في دمشق والدوحة. العام 1976 نال لقب أفضل لاعب محترف بالدوري القطري وسط عددٍ كبير من اللاعبين العرب والأجانب. متزوج ولديه أربعة أبناء، فقدَ أكبرهم اسماعيل في حادث سير في السعودية، وهو يَعُدّ عائلته رياضيّة بامتياز، فابنته هديل تمارس كرة الطائرة، وسامر يمارس كرة القدم في نادي الجزيرة، أما عامر فيمارس رياضة بناء الأجسام. يهوى مشاهدة مباريات كرة القدم، ويتابع الكثير من مباريات الدوري العربية والعالمية، وهو معجب بفريق تشلسي الإنجليزي، أما لاعبه المفضل فهو النجم الكاميروني دروجبا. وعلى صعيد المنتخبات يشجع بدر المنتخب الإسباني ومعجب بقائده راؤول جونزاليس. له رأي في موضوع الاحتراف في الأردن، الذي يرى أنّ تطبيقه بشكل صحيح يرفع من مستوى كرة القدم، إلا أن «تطبيقه في الأردن غير ناجح»، على حد قوله، ويعلل ذلك بـ«عدم توفر الإمكانات المادية عند معظم الأندية». يتحسّر، لأنّ هناك «أندية خزينتها فارغة، وعاجزة عن دفع رواتب لاعبيها، ويرى أنّ الوقت لم يحن بعد لتطبيق الاحتراف في الأردن، وفي حال تطبيقه، يجب أن توفّر الحكومة والشركات الأموال اللازمة للأندية. وبالنسبة لوضع الرياضة في قطر، يبدي إعجابه وتأييده لما تقوم به الحكومة هناك من إنفاق لدعم الرياضة، ودفعها مئات الملايين من الدولارات لدعم الأندية وتوفير ملاعب وصالات وقاعات رياضية لكلّ نادٍ في قطر، مع جميع المستلزمات التي تقوم الدولة بالإشراف على صيانتها، إضافة إلى وجود لاعبين محترفين على مستوى عالٍ من دول العالم المتقدمة بكرة القدم، مثل البرازيل والأرجنتين والأوروبيين والأفارقة، ما أسهم في تقدّم مستوى كرة القدم القطرية بشكل كبير، بخاصة أن اللاعبين القطريين استفادوا كثيراً من احتكاكهم مع النجوم الأجانب الكبار. ويقول إن هناك اهتماماً إعلامياً كبيراً ومتخصصاً بكرة القدم، وتأتي قناة الدوري والكأس القطرية في طليعة المهتمين، وقد فازت هذه القناة بجائزة أفضل قناة رياضية متخصصة العام 2008. بدر إسماعيل، الذي مارس كرة القدم 15 عاماً، يرى أنّ كرة القدم الأردنية حالياً تراجعت كثيراً على مستوى المنتخب والأندية والجمهور، وهو رأي يسود الأوساط الرياضية، رغم النتائج المشجعة التي حققها فريقا الشباب في التأهل إلى كأس آسيا منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2009. |
|
|||||||||||||