العدد 6 - نبض البلد
 

كثيراً ما تُعدّ الموسيقى الهواية الأثيرة للمكفوفين، إذ يستعيض هؤلاء عن البصر بتنمية حواس أخرى تضيء البصيرة والروحانية ذات التّماسّ العميق مع الموسيقى. وقد ظهر عازفون مَهَرة من المكفوفين، شغلوا الدنيا بمعزوفاتهم وألحانهم، وغيّر بعضهم في تاريخ الموسيقى تجديداً وإحياءً، ومنهم عربياً: الشيخ إمام وسيد مكاوي في مصر، داود أكرم سليم كركوكلي في العراق، ومن الأردن عازفة القانون خلود البطاينة، وعازف الأورغ إسماعيل قدري.

«المدار»، أولُ فرقة موسيقية للمكفوفين في الأردن، أسسها الملتقى الثقافي للمكفوفين، وأعلنت عن نفسها في حفل أقيم على مدرج المركز الثقافي الملكي، 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2009، كشَفَ عن تمكّن كلّ عضو في الفرقة من العزف على آلته، وعن أداء غنائي متقن.

رئيسة الملتقى سهير عبد القادر أكدت

لـ ے أن تأسيس الفرقة جاء بهدف «توظيف الإبداع باستخدام قوة الأدب والثقافة»، لتتجلى قدرات الأعضاء في التعبير عما في نفوسهم من أحاسيس وأفكار. وتشير عبد القادر إلى مقولة «الإعاقة طاقة»، مشددةً على أن «المدار» ستشرع أبوابها لأي كفيف يأنس في نفسه الموهبة والقدرة، وأن الفرقة ستختط لنفسها درباً خاصاً بها، وستعمل على إنتاج الأغاني بالتعاون مع مؤلفين وملحنين.

وفي ردّه على ملاحظة أبداها وزير الثقافة صبري الربيحات في كلمته خلال رعايته الحفل، حول خلو الفرقة من العنصر النسائي، أكد مدرب «المدار» عادل الحاج أبو عبيد، إن الفرقة «ستنمو وستكبر في المستقبل، وسيكون العنصر النسائي مكوناً أساسياً فيها».

ووسط حضور جلّه من طلبة الكشافة في المدارس، كون وزارة التربية والتعليم من الداعمين الأساسيين للملتقى، قدم عضو الفرقة محمد عجوري، قصيدة عبّر فيها عن فخره بانضمامه للفرقة، وما منحه ذلك من إحساس بالفرادة والتميز.

استهلت الفرقة أولى أغنياتها بنشيد «وطني الشمس» الذي تفاعل معه الطلبة ترديداً وتصفيقاً، ثم واصلت تقديم أغاني: «هذي بلدنا»، «عبد الله يا عونك»، ليتم الختام بأغنية السيدة فيروز «يا قدس» التي قُدمت تحيةً وإجلالاً للقدس عاصمة الثقافة العربية.

الربيحات في كلمته، ثمّن ما قدمته الفرقة، واعداً بتقديم الدعم لها، لتتمكن من المشاركة في المحافل المحلية والدولية، مؤكداً أنها سوف تنضم إلى الفرق المشاركة في مهرجان الأردن العام المقبل.

عضو الفرقة حاتم مسعد، الذي درسَ الموسيقى في الأكاديمية الأردنية للموسيقى، وصفَ في حديث لـ ے، تأسيس الفرقة بـ«الخطوة المميزة على صعيد فتح المجال أمام طاقات الكفيف ومواهبه». وتطرّق إلى تذليل الصعوبات التي واجهتهم، مثل غياب «النوتة الموسيقية»، وذلك بـ«العمل بروح الفريق، والتدريب، والإصرار على النجاح، ما أنشأ حساً موسيقياً واحداً، وتناغماً في الأداء، بين أعضاء الفرق».

تتكون الفرقة إضافة إلى مسعد: محمد العجوري (ناي)، محمد البستنجي (عود)، رائد الشبل (إيقاع)، أيمن فخر الدين، عبد العساف وسهيل النشاش (غناء).

فرقة موسيقية أعضاؤها مكفوفون «مدار»: الإعاقة طاقة
 
01-Dec-2009
 
العدد 6