العدد 6 - نبض البلد | ||||||||||||||
للعام الثالث على التوالي، يؤكد الإقبال الجماهيري على مهرجان القراءة للجميع، نجاح مشروع مكتبة الأسرة، الذي ترعاه الملكة رانيا، وتشرف عليه لجنة وطنية يرأسها وزير الثقافة. تقوم فكرة المشروع على نشر وإصدار كتب في المعارف الإنسانية المختلفة تلبي احتياجات أفراد الأسرة، وتسهم في إنشاء مكتبة مرجعية في كل بيت، بتكلفةٍ في متناول اليد، إذ يبلغ ثمن الكتاب الموجّه للكبار 35 قرشاً، وللصغار 25 قرشاً. المهرجان الذي انطلق في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2009، في مدن المملكة ومحافظاتها، كان اشتمل في سنته الأولى، على نحو ربع مليون نسخة، نفدت قبل أن تنتهي أيامه، وهو ما قاد «الثقافة» إلى طباعة 350 ألف نسخة في العام التالي، والتي نفدت أيضاً بعد أن اتسعت رقعةُ الاهتمام الشعبي بالمشروع. وفي العام الجاري عُرض ضمن المهرجان نصف مليون نسخة، تؤكد مؤشرات الإقبال على مراكز البيع أنها في طريقها أيضاً للنفاد. الحركة الدؤوبة للناس دخولاً وخروجاً محمّلين بالكتب، أحالت مبنى المكتبة الوطنية -أحد مراكز البيع في العاصمة- إلى ما يشبه خلية نحل. إنعام الزعبي، سيدة ثلاثينية، قالت لـ ے، إنها تنتظر المهرجان كل عام لتتزود بما يروق لها من كتب: «لم أكن أحلم في يوم من الأيام أن أتمكن من شراء كل هذه الكتب (وتشير إلى ما تحمله من أكياس) بسعر لم يتجاوز عشرة دنانير». ويرى حسن جرار، موظف حكومي، أن المهرجان يقدم «وجبة ثقافية دسمة» تسد جوع القراءة لعام، بحسب تعبيره. توزُّع الزوار حول الطاولات التي تُعرَض فوقها الكتب، يؤشر على اتجاهات القراءة، ونوعية الكتب المفضّلة لديهم. ففي حين خلت طاولة الكتب النقدية والتاريخية من الزوار، في أول أيام المهرجان، نجحت الطاولة المخصصة للروايات في جذب الاهتمام، أما الركن المخصص لكتب الأطفال، فقد تكالب عليه الجميع، بخاصة الأمهات والأطفال. الجديد في مهرجان القراءة لهذا العام، تخصيصُ جناح لفئة المكفوفين، حيث توافرت كتب مطبوعة بلغة بريل. وزير الثقافة صبري الربيحات كان تحدث في مؤتمر صحفي قبيل انطلاق المهرجان حول هذه المبادرة، بقوله إنها «تسهم في إضاءة شموع فرح، في حياة هذه الفئة ومعرفتها». الوزارة اكتفت بطباعة خمسة عناوين للمكفوفين، نظراً للتكلفة الباهضة للطباعة بلغة بريل، كما باشرت، بحسب الوزير، بإعداد قاموس للُغة الإشارة، من المتوقع أن يكون ضمن كتب المشروع في العام المقبل. المهرجان الذي رفع شعار «لكي تتسع آفاقك»، انطلق من أبعد قرية حدودية في الكرك، مدينة الثقافة الأردنية 2009، لينتقل من ثم إلى المركز، «محقّقاً فلسفة المشروع، التي تستند إلى توفير الكتاب للمواطن على امتداد رقعة الوطن، وتحقيق عدالة في توفير مكتسبات التنمية الثقافية وتوزيعها»، كما قال الربيحات. وقد وضع القائمون على المهرجان، بطاقات لاستطلاع آراء الناس، بغية تطوير آلية العمل في المشروع. ے رصدت ملاحظات عدد من الزوار، منها أن كتباً نخبوية من مثل «فتح الأندلس» لجرجي زيدان، ورواية «مدام بوفاري» لغوستاف فلوبير، تم تصويرها عن طبعات أصلية، بعضها قديم أو شعبي، ما أدى إلى انمحاء الكلام وعدم وضوح الطباعة، كما أبدى بعضهم ملاحظات على المستوى المتواضع معرفياً لكتب الأطفال. وهناك من طالب بحصة أكبر للموسوعات العلمية، والقواميس اللغوية. |
|
|||||||||||||