العدد 3 - محلي
 

ربما تكون هذه هي المرة الأولى، التي يجري فيها بحث موضوع الضحك في الأردن بهذا الشمول.

هيئة تحرير “ے” اعتادت قبل صدور كل عدد أن تعقد اجتماعاً تمهيدياً خاصاً بالملف، وقد ثار النقاش هذه المرة ابتداءً حول إنْ كان ثمة موضوع فعلاً بهذا العنوان، فالفكرة الدارجة أن الأردنيين شعب متجهّم وكفى. وفي أفضل الأحوال هناك بعض الحديث عن كتابة ساخرة، وأحياناً عن نكات يتبادلها الناس إلى جانب شكوى لا تتوقف من قلّة الضحك، لدرجة أن مؤسسة رسمية كبرى أخذت تعقد ما تسمّيه “أسبوع الضحك” اختلفَ الناس في تقييمه، وهل هو حقيقي، أم مجرد افتعال.

هذا الملف يحاول البحث خلف هذه الفكرة السائدة، وطرح السؤال حول صحّتها أصلاً.

بعض مواد الملف ذهب إلى أن هناك ضحكاً سياسياً، وهو من أكثر أنواع الضحك حساسية، غير أن هذه المواد لاحظت أنه ضحك يمارَس في نطاقات ضيقة، ويختفي خلف تجهّم معلَن.

هناك أيضاً ضحك متبادل بين المجموعات الاجتماعية، كل مجموعة أو فئة تدافع بواسطته عن نفسها وتهاجم الأخرى، وسوف يتعرف القارئ على بعض ظواهر الضحك الجديد “الشبابي” في الأردن، عبر شيوع نمط خاص من التنكيت والفكاهة عند هذه الفئة العمرية.

تذهب مادة أخرى إلى أن هناك مناطق اشتهرت بالنكتة وسرعة البديهة. وفي العدد إطلالة خاصة على تجربة بلدة “المزار الشمالي”، وهناك مقالة عن استخدام الألقاب أسلوباً للتهكُّم يتيح قدراً من التمويه الاجتماعي بما يتناسب مع طبائع الأردنيين، فهي ألقاب لا تُستخدَم بحضور أصحابها، مما يحفظ لهم وقارَهم العلني، غير أن المقالة تلاحظ أن هناك من اعترفَ بلقبه وتصالحَ معه.

في الملف ثلاثة مقالات حول الكتابة الساخرة، إحداها عن تاريخ هذا الصنف الإبداعي، والأخرى تحاول النظر في تجارب بعض الكتّاب، والثالثة تبحث في تطوير هؤلاء الكتّاب لأدواتهم في السخرية من خلال استعمال التكنولوجيا الحديثة.

في كل الأحوال، يطرح الملف للنقاش فكرةَ أن هناك ضحكاً عند الأردنيين، لكنه ضحك يمرّ عبر سياقات اجتماعية وثقافية أشمل تحدد مواصفاته.

ما يتضمنه الملف يمثل اجتهادات، ومحاولات للحثّ على طرح الأسئلة، والدعوة لقراءة الواقع الاجتماعي والثقافي في أوجه ثباته وتحولاته وانعكاس ذلك على قابلية الأردنيين للضحك.

ضحك الأردنيين يختفي وراء قناع متجهّم
 
01-Sep-2009
 
العدد 3