العدد 6 - قارئ/كاتب | ||||||||||||||
يعدّ الإعلام بأساليبه ووسائله المختلفة، من أبرز مكوّنات العالم المعاصر في معطياته الثقافية والفكرية والأيديولوجية، وتتضح أهمية الإعلام من خلال ما يطرحه من قضايا متنوعة قادرة على التأثير في المتلقي وإحداث تغييرات جذرية في أفكاره ومعتقداته، بخاصة في الوقت الراهن الذي يشهد سيطرة الوسائل التكنولوجية على معطيات الحياة البشرية، بحيث صار بإمكان الإنسان، أيّاً كان توجهه، وأياً كان مكان إقامته، قادراً على التواصل مع الآخرين بثوانٍ قليلة، دون حواجز أو عوائق. ومع التطور العلمي غير المسبوق، بتنا نعيش اليوم في عصر الثورة المعلوماتية الكُبرى، التي تجتاح العالم، والتي كان لها دورٌ كبير في تغيير مسارات عدة في العالم من مناح مختلفة؛ الفكر والثقافة والانفتاح على الثقافات المختلفة في العالم في زمنٍ قياسي لم يعهده العالم من قبل. عند مناقشة مسألة الثورة الرقمية المعلوماتية التي تجتاح العالم، لا بد أن يُشار إلى أن الإعلام أصابته تطورات كثيرة في كل مستوياته؛ فتأثرَ العالمُ بحضور طاغٍ للإعلام الإلكتروني من خلال وكالاتِ الأنباء والمواقع الإلكترونية المنتشرة عبر الشبكة العنكبوتية، التي أدت إلى تنويع المسألة الإعلامية وإظهار صورة أخرى تنافس الإعلام التقليدي. فالإعلام الإلكتروني هيأ الفرصة لأشخاص جدد لم يكن لهم دورٌ في الإعلام التقليدي، وأظهر أنهم يمتلكون قدرة كبيرة على خوض التجربة الإعلامية، بمعزل عن الضغوطات الروتينية التي تمارَس عليهم في مؤسسات الإعلام الكلاسيكية، بحيث تُهيأ لكل منهم فرصة خوض تجربة خاصة، يبني من خلالها مشروعه الإعلامي بحسب اهتماماته وميوله. فضلاً عن ذلك، ساهم الإعلام الإلكتروني في نشر الفكر والثقافة في العالم، وإظهار الرأي والرأي الآخر. فقد أصبحَ بالإمكان إبداء وجهة النظر حول أي موضوع؛ بحرية وجرأة ودون قيود أو حدود. وهنالك العديد من التجارب التي خاضها مجموعة من الشبان العرب بإنشاء مواقع إعلامية ثقافية على شبكة الإنترنت، وحققوا الكثيرَ من النجاحِ في هذا المجال، ولمسوا من خلال تجاربهم مدى الوعي الغربي بشأن الإعلام الإلكتروني الذي لا بدّ أن يكون لعالمنا العربي شأن فيه. هنالك مسؤوليات كبيرة وتحديات حقيقية تواجه الشبان العرب في خضمّ الثورة المعلوماتية، هم ليسوا بمنأى عنها، لكنّهم يطمحون إلى أن تتغير العقلية العربية في كيفية التعاطي مع مقتضيات العصر الراهن، بخاصة ما يتعلق بالانفتاح الإيجابي على العالم. لذا، لا بدّ أن تُوْلي الدول العربية اهتماماً أكبر بالعالم الرقمي، وبخاصة الإعلام الإلكتروني، كونه يؤدي الدور الأكبر في إحداث التغيير في تعاطي المجتمع مع متغيرات العصر.
|
|
|||||||||||||