العدد 6 - أربعة أسابيع
 

لم يصل تحقيق مديرية الأمن العام في قضية المعارض ليث شبيلات الذي تعرض للضرب «على أيدي مجهولين» أمام مخبز «صلاح الدين» في وسط البلد، إلى نتيجة حتى تاريخ إعداد هذا التقرير، 25 تشرين الثاني/نوفمبر.

شبيلات نفى رواية الأمن العام، التي جاء فيها أن ما حدث كان نتيجة «مشادة كلامية» بينه وبين أشخاص لا يعرفهم، مبيناً أن الذين ضربوه، جاءوا من الخلف، وأنه لم يستطع رؤيتهم، بعد أن لاذوا بالفرار سريعاً.

لكن، يبدو أن «في فم شبيلات ماء»، بحسب صحفي، طلب عدم نشر اسمه، قال لـ ے إن رسالة شبيلات إلى وزير الداخلية نايف القاضي في 28 تشرين الأول/أكتوبر 2009، «جاءت لتقول أكثر مما يقوله العتاب»، رغم أنها رسالة من الممكن أن تصنَّف في هذا السياق.

شبيلات عاتبَ القاضي، بسبب عدم مهاتفته مباشرة رغم أنهما صديقان، بدلاً من إبلاغ نقيب المهندسين بـ«جدّية الحكومة في إجراء التحقيق في حادثة الاعتداء».

تساءل شبيلات في رسالته عن مغزى عدم قيام «أي مسؤول» بالسؤال عنه، مضيفاً: «لو تعرض سائح صهيوني أو غربي لاعتداء أبسط من هذا، لتراكض أكبر المسؤولين لتفقد حال المصاب في المستشفى».

شبيلات «لا يضرب بالرمل»، ولكن بعد رسالته بأيام قليلة، في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2009 شاءت المصادفة، وحدها، أن يتعرّض باص سياح إسرائيليين لحادث سير، توفي على إثره سائح إسرائيلي، وأصيب 34 آخرون جراء تدهور حافلة تقلّهم في رحلة سياحية من مادبا إلى البترا، في منطقة إرينبة بلواء الجيزة.

«عندها، كانت الحكومة في أوج نشاطها»، كما يقول الصحفي، فقد أوعز رئيس الوزراء نادر الذهبي إلى محافظ مادبا أن يتابع إجراءات الإسعاف وحالة المصابين، مطالباً بضرورة تقديم جميع الخدمات الصحية والرعاية والعلاجية لهم، فضلاً عن اتصال وزيرَي الداخلية والصحة بمحافظ مادبا هاتفياً للاطمئنان على حال المصابين.

لم يكن شبيلات،، يعلم أن «امتحان مصداقية الحكومة سيأتي بهذه السرعة»، بحسب نقابي فضّل عدم نشر اسمه. يتساءل النقابي: «لماذا كانت كل تلك البهرجة الإعلامية لمجرد حادث سير، بينما هناك رجل محترم تعرّض للاعتداء، ولم يهاتفه أحد؟».

شبيلات، في رسالته، يبدو «غير مأخوذ بوعود الحكومة أن تكون جادة في تحقيقاتها»، وهو يتساءل عن تحقيقات كثيرة قُيّدت حتى اليوم «ضد مجهول».

لم يتلقَّ شبيلات أيَّ رد على رسالته، ويبدو أنه معتاد على الأمر. يقول في تصريح

لـ ے: «طول عمري أبعث رسائل، ولا عمرهم بجاوبوا». ويضيف أن «الحكومة فضحت حالها عندما أصدرت بيانها، والتحقيق لم ينتهِ بعد».

كاتب في صحيفة يومية، طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لـ ے: «حسناً، ابحثوا عن المتضرر من كلام شبيلات، عندها لا بدّ أن نجد خيطاً يقودنا إلى المعتدين».

رسالة شبيلات: أكثر مما يقوله العتاب
 
01-Dec-2009
 
العدد 6