العدد 5 - ... ودقّة على المسمار | ||||||||||||||
علاج مرضى أنفلونزا الخنازير في بيوتهم يعني المزيد من التطبيع الرسمي والشعبي مع المرض. إنه يعني أن هناك أصنافاً خفيفة وأخرى قوية من هذا المرض «غير اللعين». هذا الإجراء -على المستوى الصحي/ الاجتماعي- سوف يعني اقتراب المرض من وضعية الأنفلونزا العادية التي تختلف من شخص لآخر، وبالفعل يوجد أشخاص «رشحهم عاطل»، «يهد الحيل»، فيما آخرون لا تصيبهم إلا رشحة خفيفة كل سنة، والحمد لله أننا انتهينا من فصل الصيف، حيث كما نعرف جميعاً «رشحة الصيف عاطلة». لقد استمعنا إلى آراء طبية وعلمية تتحدث عن الخلود إلى النوم كعلاج للمرض الجديد، إنها في ما يبدو النصيحة الاعتيادية نفسها: «اكمر حالك بثلاثة حرامات»، وعليك بالليمون واليانسون. لقد فشل المرض في إخافة الناس على المستوى الشعبي، ولم يهرع الأهل إلى المدارس لأخذ أولادهم تحت شعار «يلعن أبو المدارس» كما كان يحدث في الماضي عند أية إشاعة عن مرض أو إجراء صحي. ذات يوم في نهاية ستينيات القرن الماضي انتشر خبر يقول: «بدهم يسحبوا دم من أولاد المدارس»، فهاجم الناس المدارس وانتزعوا أولادهم من «براثن» المؤسسات التعليمية. حتى التطعيم، من حظ الحكومة أن الناس متشككون به. ولم تثبت توقعات الحكومة أنها ستُتَّهم بالتقصير إن لم تحجز كميات كافية منه، إذ لا يبدو الناس مشتاقين لوصول تلك الكميات ولا يسألون عما وصل منها. ولا يأبهون كثيراً بالتصريحات التي تقول إن الدفعة الأولى من الطعومات مخصصة للفئات المختصة بتقديم الخدمات الصحية والإنقاذية والأمنية، ومنذ أيام عندما سمعتْ والدتي ذلك قالت بأسى: «ولْ! مش حرام يجبروهم كلهم على التطعيم؟». |
|
|||||||||||||