العدد 5 - ... ودقّة على المسمار
 

بدأت دوريات وزارة البيئة تحرير مخالفات جديدة تحت اسم «ضجيج بيئي»، وقد سجلت فعلاً مخالفات ضجيج عدة، بعضها بسبب صوت سيارات بيع الغاز.

في الواقع، يختلف تقييمنا لصوت سيارة الغاز إن كان مزعجاً أم مطرباً، بحسب الحالة «الغازية» لكل منا، فعندما نكون بحاجة لأسطوانة غاز، فإن الآذان تشنف والأسماع تصغي ويتم إسكات كل الأصوات الأخرى بما فيها أصوات مطربينا المحبوبين سعياً إلى التقاط صوت سيارة الغاز الذي يبدو في غاية العذوبة، وقد نلوم صاحب السيارة لأنه لا يرفع صوت موسيقاه إلى درجة كافية، وبالتأكيد نلومه إذا مر بسرعة ولم تُتَح لنا فرصة الاستماع بهدوء إلى ذلك الصوت.

بالمناسبة، ما السر في كون معارضي صوت سيارات الغاز من الرجال دون النساء؟

الأمر يجد جزءاً من تفسيره في ما يقوم به العاملون على سيارات الغاز من استفزاز لرجولة الرجال عندما يحمل الواحد منهم أسطوانة أو اثنتين، بل هو يفضّل اثنتين، ويصعد بكل فتوة ورشاقة ثلاثة طوابق أو أربعة، وقد يكون صعود أحد هذه الطوابق عن طريق الخطأ دون أن يبدي تأففاً أو تعباً، ثم يلقيهما من على كتفيه بخفة، وهو يقول ضاحكاً: «فكّرتك ساكن فوق». فيما نقوم نحن بمتابعة المهمة عن طريق «جرجرة» الأسطوانة أو رفعها على مراحل دون تحكم كامل بموقع تنزيلها في كل مرحلة، تحت طائلة هرس أحد الأقدام الصغيرة للأطفال القريبين. يجري ذلك كله في ظل حصار من نظرات «الجهات المعنية»، وهي نظرات يشترك فيها بكثافة الوعي واللاوعي.

ضجيج بيئي
 
01-Nov-2009
 
العدد 5