العدد 5 - رياضي
 

يرتبط اسمه بالعصر الذهبي لكرة السلة الأردنية في ثمانينيات القرن الماضي، وهو الذي حمل، بلا منازع، لقب «عملاق السلة العربية».

مسيرة طويلة أمضاها الكابتن مراد بركات في ملاعب كرة السلة، حقق خلالها ألقاباً عديدة؛ هداف قارة آسيا، أفضل لاعب عربي، أكبر مسجّل بتاريخ كرة السلة العربية وربما العالمية عندما سجّل في مباراة واحدة 105 نقاط.

زيارة بيت بركات تعيد إلى الذهن تاريخ الكابتن الحافل بالإنجازات، فغرفة الاستقبال بطاولاتها وحائطها مزدانة بالكؤوس والميداليات والصور التي تحكي ذكريات «الكابتن» المولود العام 1959 في مسيرته الرياضية الحافلة.

مشواره ابتدأ في سن العاشرة، وهو على مقاعد الدراسة الابتدائية في مدرسة الأحنف بن قيس في عمان، عندما بدأ يمارس رياضة كرة السلة وكرة الطائرة. في تلك الفترة لعب مع فريق المدرسة، وكان أبرز لاعب في الفريق، ليضيف إليهما كرة اليد بعدئذٍ.

دراسته الثانوية في مدرسة عبد الحميد شرف فتحت له أفقاً جديداً، فقد حاز مع فريق المدرسة بطولة المملكة للمدارس الثانوية بكرة السلة، وكرة اليد، ويذكر من زملائه: ينال قناش الذي كان من أبرز لاعبي الفريق، وبسام خضر اللاعب صاحب الطول الفارع الذي لعب إلى جانبه في صفوف المنتخب الوطني.

انتقاله إلى كلية عمان للمهن الهندسية بوليتكنك، بتخصص في هندسة الميكانيك، لم يثنه عن معشوقته، فقد ظل ممارساً للرياضة بإشراف المعلّق الحالي في قناة الجزيرة عثمان القريني.

مسيرته النادوية بدأت بذهابه إلى مركز جبل عمان مع شقيقه الأكبر حسام، لاعب كرة السلة في المركز والمنتخب الوطني آنذاك.

انتقل بركات إلى صفوف فريق نادي الأردن، إذ كان خاله محمد جميل أبو الطيب مديراً للنشاط الرياضي في النادي ومدرباً لفريقَي السلة واليد.

ومع نيل النادي بطولتي الناشئين والشباب العام 1972، صعد بركات إلى صفوف الفريق الأول للنادي، وكان يلعب إلى جانب خاله أبو الطيب وشقيقه حسام وعواد حداد. وبعد عام واحد، انتقل للعب ضمن صفوف الفريق الأول للنادي الأرثوذكسي، وخاض معه بطولات المملكة المختلفة والمباريات الدولية العربية والأجنبية، وحمل شارة الكابتن العام 1985 وبقي يلعب مع فريق الأرثوذكسي 21 عاماً حاز خلالها مع ناديه على لقب بطولة الدوري 19 مرة، وفاز بمركز الوصيف لبطولة الأندية العربية العام 1978، والمركز الرابع على قارة آسيا العام 1989.

انضمامه إلى المنتخب الوطني تم العام 1975، وهو في السادسة عشرة من عمره، وقد اختاره المدرب مانفريد، ليشارك مع المنتخب في فعاليات الدورة العربية التي أقيمت في سورية العام 1976، وظل ضمن صفوف المنتخب طيلة ثمانية عشر عاماً، عندما أعلن اعتزاله اللعب العام 1993.

بطولات عديدة شارك فيها ضمن صفوف المنتخب، وإنجازات كثيرة وألقاب ما زال يفخر بها حتى اليوم: الميدالية البرونزية في بطولة العرب بالسعودية العام 1979، والفضية في البطولة العربية التي أقيمت في الأردن العام 1983.

لكنه يشير إلى أن العام 1985، هو عامه الذهبي في مسيرته الرياضية، ففيه حمل شارة الكابتن عندما حاز مع المنتخب على الميدالية الذهبية في الدورة العربية التي أقيمت في مدينة الدار البيضاء المغربية، وليدخل المنتخب السّلَّوِيّ تاريخ الرياضة الأردنية من أوسع أبوابه، فقد كان أول منتخب أردني يفوز بميدالية ذهبية في الدورات العربية بلعبة جماعية.

العام 1986 فاز بركات مع المنتخب بالمركز الرابع في بطولة أمم آسيا. وكرر إنجازاته الرياضية عندما حصل على لقب السيف الذهبي بفوز المنتخب بالمركز الأول ببطولة الجيوش العربية التي أقيمت في إمارة أبو ظبي العام 1987.

العام 1989 فاز مع المنتخب بالميدالية الفضية بدورة الألعاب العربية التي أقيمت في سورية. أما في العام 1992 فقد فاز مع المنتخب الوطني بالميدالية الفضية بعد مباراة تاريخيه في النهائي أمام سورية.

يذكر بركات من زملائه في المنتخب شقيقه: النجم هلال بركات، سمير مرقص، عماد السعيد، يوسف زغلول، مروان معتوق، منتصر أبو الطيب، سمير نصار، وجمال البحيري وهم أعمدة المنتخب الذهبي لسنوات عدة.

بعد مشاركته في بطولة العرب لعب مُحترفاً في صفوف نادي المركزية اللبناني وفاز مع ناديه بالمركز الثاني بالدوري.

مسيرة عقدين كاملين في ملاعب كرة السلة، انتهت بإعلانه اعتزال اللعب العام 1993، إلا أنه لم يترك معشوقته بل واصل مسيرته معها ليصبح مدرباً لناديه الأرثوذكسي حتى العام 1999، وفاز مع ناديه كمدرب ببطولة الدوري سبع مرات، وقد مارس التدريب وهو لاعب عندما تسلّم دفة تدريب منتخب الشباب ومنتخب الآنسات.

تمكن مراد أثناء قيادته لمنتخب الشباب من تحقيق أول إنجاز عالمي لكرة السلة الأردنية عندما تأهل المنتخب الوطني الشاب إلى نهائيات كأس العالم العام 1995 والتي أقيمت في العاصمة اليونانية أثينا.

تسلّم إدارة المنتخب الوطني الذي حقق الميدالية الذهبية في بطولة غرب آسيا العام 2003، أتبعها فوزه بالميدالية الذهبية أيضاً في بطولة الملك عبد الله الرابعة التي أقيمت في عمان العام 2004، إضافة إلى تجربة احترافية خارجية عندما قام بتدريب فريق نادي أبناء نيبال اللبناني ثم فريق الأنترانيك.

منذ العام 2003 يعمل مراد مديراً فنياً لنادي زين الأردني بطل المملكة حالياً والذي أشرف على تدريبه لسنتين 2004 - 2005 حقق خلالها زين بطولتي الدوري والكأس.

وبعد مسيرة رياضية تقترب من 40 عاماً، يستذكر مَن يدين لهم بالنجاح، وفي مقدمتهم والده عبد الرزاق الذي شجعه على الرياضة مع والدته، كما يدين بالفضل لشقيقه الأكبر حسام والمدربين سعيد عمر ورزق المصري.

وعاش ضمن عائلة رياضية في مقدمتها خاله محمد جميل أبو الطيب الذي كان من أبرز اللاعبين والإداريين بتاريخ الرياضة الأردنية، إضافة إلى أشقائه الراحل جمال، وحسام، وهلال، ومضر، ونزار، وجميعهم لعبوا ضمن صفوف المنتخبات الوطنية، فضلاً عن عمه محمد سميح بركات، وابن خاله المنتصر أبو الطيب الذي يشرف على تدريب المنتخب الأولمبي حالياً.

أما عائلة مراد الصغيرة حالياً، فتتكون من زوجته رنا الصمادي التي كانت لاعبة كرة السلة، وبناته «ماسا» الطالبة الجامعية وهي ضمن صفوف منتخب الآنسات، و«مرح» وهي عضو منتخب الناشئات، وابنتيه «نتالي» و«جودي» اللتين تمارسان كرة السلة بالمدرسة.

ويصح إطلاق لقب «النجم الشامل» على مراد بركات، فعلاوة على أنه أبرز النجوم بتاريخ كرة السلة الأردنية، فقد مارس لعبة كرة الطائرة وكرة اليد ضمن المنتخب الوطني لمدة عشرة أعوام، كما مارس ألعاب القوى، وتحديداً لعبتي رمي الرمح ودفع الكرة الحديدية، وفاز فيهما ببطولة المملكة مدة سبعة أعوام، كما مارس كرة القدم حين لعب حارساً لمرمى فريق الأرثوذكسي في إحدى بطولات الدوري.

يهوى مراد مشاهدة مباريات كرة السلة وكرة القدم والركض للحفاظ على لياقته، كما يهوى لعبة طاولة الزهر.

أما مثله الأعلى بالرياضة فهو اللاعب الأميركي كريم عبد الجبار، ومعجب أيضاً بمواطنه مايكل جوردان، وفريقه المفضل هو ليكرز الأميركي.

وفي كرة القدم يشجّع نادي ريال مدريد الإسباني، ومنتخب البرازيل، ونجمه المفضل اللاعب الفرنسي السابق الجزائري الأصل زين الدين زيدان. أما وجباته المفضلة فهي المشاوي والمنسف.

يعتز بألقاب عديدة توّجت مسيرته الرياضية؛ فوزه بلقب هداف قارة آسيا العام 1986 برصيد 205 نقاط في دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في كوريا الجنوبية، أفضل لاعب عربي مدة عشرة أعوام حسب اختيار الاتحاد العربي للعبة.

مراد تلقّى خلال مسيرته الرياضية عروضاً احترافية من أندية عربية وعالمية، أبرزها عرض من نادي ريال مدريد، وهو من أقوى الأندية الأوروبية بكرة السلة وكرة القدم، كما تلقى عرضاً آخر من نادي لوس أنجلوس كليبرز وهو من أبرز الأندية الأميركية للمحترفين N.B.A.

مراد بركات: 40 عاماً من النجومية والأضواء
 
01-Nov-2009
 
العدد 5