العدد 5 - نبض البلد
 

نديم، طفلٌ يزور مناطق مختلفة في البلاد، ويتعرف على طقوس وممارسات وعادات وقيم راسخة في الوجدان الشعبي، كاشفاً عن حبٍّ كبير للأردن وافتخارٍ به وانتماءٍ له.

هذا ما تتضمنه «من يحب الأردن أكثر مني؟»، القصةُ التي أصدرتها الكاتبة وفاء القسوس في كتاب، وأقيم حفل توقيع لها برعاية الأميرة عالية الطباع في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2009.

القصة تخاطب الفئة العمرية 6-10 سنوات. هذا التحديد، كما تقول القسوس لـ ے، جاء نتيجة خبرتها في قراءة القصص على مسامع أطفال من فئات عمرية مختلفة، ما ساعدها في توجيه بوصلتها في وصف الأحداث والأماكن، واختيار الشخوص ومستوى اللغة بما يناسب وعي هذه الفئة واهتماماتها.

في صالة الطابق الثاني في المتحف، تجمّع الأطفال مفترشين الأرض في المقدمة، لمشاهدة القصة وسماعها عبر شاشة جرى تصميم العرض فيها بطريقة الغرافيك، إذ تنفتح صفحات القصة ويبدأ الراوي، بصوت طفل، سرد تفاصيلها، بينما يتابع الصغار مجريات الأحداث؛ ينجذبون إليها حيناً، ويتلهّون عنها حيناً آخر.

القسوس وقفت إلى جوار الأطفال، وحاولت التدخل غير مرة لإعادة انتباه الصغار للعرض، وإنشاء حالة من التفاعل والتواصل عبر السؤال حيناً والحوار حيناً آخر. لذلك بدت الشاشة عنصراً ثقيلاً على العرض يمكن أن يُستبدل به وقوفُ الكاتبة أو شخص ينوب عنها أمام الأطفال، وسرد القصة عليهم وفقاً للأسلوب الدارج في المدرسة القائم على التلقي المباشر.

إضافةً إلى الكتاب وشاشة العرض، اشتمل الحفل على قرص إلكتروني للقصة يتضمن ألعاباً تفاعلية تخدم، بحسب القسوس، الأهداف التربوية والتعليمية للقصة: «غرس محبة الوطن والانتماء له في نفوس الأطفال، وتعريفهم بالمحافظات في المملكة عبر الخريطة».

على هامش الحفل، عُرضت رسوم القصة المنفذة بريشة السورية لجينة الأصيل. عدد من الحضور، بخاصة من الفنانين، أبدوا استغرابهم من استعانة الكاتبة بفنانة غير أردنية لرسم تفاصيل الحياة الأردنية. هذا الخيار، بحسب ما أوضحت القسوس لـ ے: «لم يكن الأول»، مؤكدةً: «حاولت، لعام، التعاون مع رسامين من الأردن ولم أوفَّق»، وأضافت أن الفنانة ترددت في تنفيذ الرسوم، لذا زودتها القسوس بكتب وصور وأفلام «تساعد في تشكيل صور ولوحات منسجمة مع مضمون القصة».

المعرض متعدد المنتجات المستوحاة من أجواء القصة، والذي خُصّص جزء من ريعه لصندوق الأمان لمستقبل الأيتام، «يشكّل خطوة للترويج للكتاب الموجَّه للطفل»، كما ترى القسوس، فليس هناك دور نشر متخصصة في نشر النتاج المقدم للطفل في الأردن، مما يُلقي المسؤولية في توزيع الكتاب على عاتق المؤلف.

تقول القسوس إنها ستقوم بزيارة مدارس في مدن مختلفة، وقراءة القصة للأطفال، ما يتيح لها: «التعرف على ردود فعلهم وملاحظاتهم بشكل مباشر».

«من يحب الأردن أكثر مني؟»: طفولة تجوب أرجاء البلاد
 
01-Nov-2009
 
العدد 5