العدد 5 - سينما وتلفزيون | ||||||||||||||
فوجئ نقاد سينمائيون بصعود فيلم الرعب الكوميدي «أرض زومبي» Zombieland إلى المركز الأول في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في صالات العرض الأميركية، إذ حصد الفيلم 31 مليون دولار خلال الأسبوع الأول لعرضه في 3900 من دور السينما، مسجلاً بذلك ثاني أعلى إيرادات في مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة في تاريخ أفلام هذا النوع السينمائي الفرعي لأفلام الرعب. «أرض زومبي» هو ثاني أفلام المخرج روبن فلايشر، ويستند إلى قصة خيالية للكاتبين السينمائيين: ريت ريس وبول ويرنيك. تدور أحداثه حول تعرُّض كوكب الأرض إلى فيروس ناشئ عن مرض جنون البقر، يسبب عدوى رهيبة يتحول فيها الناس إلى كائنات غريبة أو «زومبي» بمجرد تعرضهم للعضّ من أي شخص مصاب بالمرض. ولم يبقَ سوى عدد قليل من الأشخاص الناجين من الإصابة بالمرض، يحاولون البقاء على قيد الحياة والتخلص من كائنات زومبي مخيفة الشكل. الشخصيات الأربع الرئيسة في الفيلم: شابان وفتاتان. الشاب الأول هو كولومبوس، يؤدي دوره جيسي أيزنبيرج، وهو طالب في جامعة تكساس يحاول العودة إلى مسقط رأسه مدينة كولومبوس التي يحمل اسمها التي تقع في ولاية أوهايو، آملاً في أن يكون والداه على قيد الحياة. يعاني الشاب من اضطراب المخاوف المرضية، وبخاصة الخوف من المهرّجين. ويقوم الممثل نفسه بدور الراوي في الفيلم. الشاب الثاني هو تالاهاسي، يؤدي دوره وودي هاريلسون، الذي يقود سيارة كاديلاك فارهة ويحاول الذهاب إلى مدينة تالاهاسي التي يحمل اسمها التي تقع في ولاية فلوريدا. ويلتقي الشابان ويسافران معاً ويواصلان التخلص من كائنات زومبي بشتى الطرق. الشخصيتان الأخريان هما الشقيقتان ويتشيتا، أدت دورها إيما ستون، التي تحمل اسم مدينة بولاية كانزاس؛ وليتيل روك، أدت الدور أبيجيل بريسلين، التي تحمل اسم مدينة بولاية أركنسو. تلتقي هاتان الفتاتان اللعوبتان بالشابين وترافقانهما في السيارة وتحتالان عليهما وتفترقان عنهما تم تلتقيان بهما مرة أخرى. ويغير الأربعة طريقهم ويتوجهون في السيارة غرباً إلى أن يصلوا إلى هوليوود، حيث يلتقون بالنجم الكوميدي بيل موري الذي يقيم في منزل فخم. ويقوم موري بدور فخري في الفيلم يمثل نفسه فيه، ويخطف الأضواء في دوره القصير. يتوجه الأربعة في نهاية المطاف إلى مدينة للملاهي قرب مدينة لوس أنجيليس، اعتقاداً من الفتاتين بأن هذا المكان خالٍ من كائنات زومبي. وسط مشاهد الرعب الدموية والمواقف الكوميدية الساخرة التي يقودها هاريلسون بحرفية عالية، تتخلل أحداث الفيلم علاقة غرامية بين كولومبوس وويتشيتا. يجمع فيلم «أرض زومبي» بين كائنات زومبي الغريبة والأحداث المرعبة والمواقف الساخرة، إلا أن الطابع الكوميدي هو المهيمن. لعل ذلك يفسر تجاوب الجمهور مع هذا الفيلم، خلافاً لموقف الجمهور من معظم أفلام الرعب الكوميدية الساخرة التي لم تجذبه، بسبب التناقض الكامن في طبيعة قصصها، بين الجانب الكوميدي الترفيهي الخفيف من جهة، وبين جانب الرعب الدرامي شديد الوطأة من جهة أخرى. يتميز «أرض زومبي» ببراعة إخراجه على يد روبن فلايشر الذي نجح في إبراز الجانب الكوميدي للفيلم رغم شلالات الدم التي تتدفق من كائنات زومبي، وبتقنيته العالية. كما يتميز الفيلم بقوة أداء ممثليه الرئيسيين ، وفي مقدمتهم هاريلسون في أقوى أدواره السينمائية حتى الآن، وبالتآلف العفوي الطبيعي في العلاقات بين أبطال الفيلم. ينتمي الفيلم على صعيد معين إلى أفلام الطريق. ويتضح من سياق القصة أن الرحلة بحد ذاتها أهم من الهدف المقصود أو الغاية المنشودة في نهاية أحداث القصة، إذ تحفل قصة الفيلم بالأحداث المتلاحقة والمغامرات المثيرة والمشاهد الدموية والمواقف الكوميدية الساخرة، كما أنها تُبرز العلاقات الحميمة التي تنشأ بين أبطال الفيلم، بما في ذلك علاقة الصداقة والتفاهم التدريجية بين الشابَّين، والعلاقة القوية بين الشقيقتين، والعلاقة الغرامية بين اثنين من أبطال الفيلم. يُشار إلى أنه عُرض على الممثل والراقص الراحل باتريك سويزي القيام بدور فخري في الفيلم في دور زومبي، وذلك على غرار الدور الفخري لـموري، إلا أنه اعتذر عن ذلك بعد أن اكتُشفت إصابته بمرض السرطان الذي أدى إلى رحيله أخيرأً. كما عُرضت أدوار فخرية مماثلة على عدد من الممثلين في هوليوود، منهم: كيفين بيكون، جو بيشي، مارك هاميل جون – كلود فان دام، ماثيو ماكوناكي ودوين جونسون. ومن المفارقات المتعلقة بهذا الفيلم، أن بطله هاريلسون، الذي يحمل اسم مدينة كولومبوس في الفيلم، كان اعتُقل في تلك المدينة العام 1983 قبل أن يكتسب شهرته كممثل، بتهمة الإخلال بالنظام، إذ كان يرقص في الشارع، ما أدى إلى توقُّف حركة مرور السيارات. وقام بعد اعتقاله بالقفز فوق سيارة الشرطة ومهاجمة أحد رجُلَي الأمن اللذين ألقيا القبض عليه. |
|
|||||||||||||