العدد 5 - الملف | ||||||||||||||
تأسيس أول مطبعة في الأردن له حكايته وروايته. القصة بدأت عندما بدأت من بريطانيا العظمى، عندما استقدم الأردن ماكينة طباعة ألبرت ، فضلاً عن لوازم الطباعة لتنفيذ جريدة الدولة الرسمية والقوانين ولوزام الدولة. الحكاية يرويها هاني السمان أبو عمر، ابن أول مشغّل لمطبعة في الأردن: المطبعة الوطنية. يقول إن الحكومة الأردنية أرسلت طلباً للبحث في سورية عمن يرغب باستلام المطبعة وتشغيلها، فاختار والده الراحل محمد نوري السمان القدوم إلى الأردن، وتأسيس المطبعة في العام 1918. السمان واصل العمل في هذه المطبعة الواقعة في شارع بسمان بوسط البلد حتى العام 1927، إلى أن وقع زلزال في الأردن وأدى إلى انهيار مبنى المطبعة، ما أدى إلى تحطيم بعض أجزاء ماكينة الطباعة، بحسب ابنه. عندها قررت الحكومة الأردنية بيع الماكنة كـ سكراب، وعلى مقولة «مصائب قوم عند قوم فوائد» اشترى الأب الماكينة، وقام بتصليحها، ليؤسس بها أول مطبعة تجارية في عمان هي «المطبعة الوطنية». في البداية كان السمان يعمل في المطبعة مع عاملين اثنين بدوام يبدأ من الثامنة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً، ومن الواحدة ظهراً حتى السابعة مساء على مدار 7 أيام في الأسبوع. تغير دوام العاملين العام 1950 مع سن قانون العمل والعمال الأردني، ووصل عدد الموظفين في المطبعة الى 50 موظفاً، واختلف الدوام ليصبح الجمعة يوم عطلة. ويؤكد أبو عمر أن إنتاجية المطبعة كانت 500 ورقة في اليوم، وأنها لا يمكن أن تقارن بإنتاجية ماكينات اليوم، إلى تصل إلى 40 ألف ورقة في الساعة، في حين يعمل في المطبعة الوطنية اليوم زهاء 200 عامل. صيت المطبعة الوطنية في عمان ذاع كثيراً، وظل السمان يطبع الجريدة الرسمية للدولة، فضلاً عن عمله التجاري في طباعة الكتب وغيرها، وهو ما جعله يفكر في توسيع عملها العام 1955. التوسع الثاني للمطبعة جاء العام 1975 عندما تم نقلها إلى منطقة المقابلين، ودخول ماكينات Offest والبليتات. وفي العام 1980 أدخل إلى المطبعة أول ماكينة تطبع بالألوان. العام 1988 انتقلت المطبعة الوطنية إلى موقعها الحالي في شارع القدس في المقابلين، وأدخلت إلى عملها أنظمة طباعة ديجيتال، ورغم ذلك يؤكد أبو عمر أنها حافطت على جودة إنتاجها وسمعتها الطيبة، فضلاً عن إصرارها على أن تكون في المقدمة من حيث متابعتها لإدخال أحدث تقنيات الطباعة إلى الأردن، «ففي كل عام يكون هناك جديد في المطبعة». دار السمان ما زالوا يحتفظون بالماكينة الأولى التي أدخلت الأردن إلى عصر الطباعة، ويخصصون لها مكاناً لائقاً بريادتها، ربما لأنهم يتفاءلون بها، وكونها جعلتهم يندرجون في مهنة خاصة بالمتعلمين والمثقفين والنخبة، هي مهنة صناعة الكتاب. |
|
|||||||||||||