العدد 5 - الملف
 

جولة ميدانية لـ ے على عدد من المكتبات ودور النشر المحلية في العاصمة عمان، كشفت أن ثلاثة أصناف من الكتب تتصدر أولويات القارئ الأردني بشرائحه العمرية المختلفة، وهي: الديني والأدبي والأكاديمي.

حركة بيع الكتاب في الأردن لا تختلف كثيراً عما هو قائم في العالم العربي، لجهة طغيان هذه الصنوف على غيرها في حركات العرض والشراء في المكتبات، وهو ما أكده مؤتمر الفكر العربي الذي عقد في بيروت مطلع تشرين الأول/أكتوبر، وشارك فيه نخبة من الباحثين العرب، بينوا أن خيارات القراءة والتأليف في مجمل الساحة العربية محسومة لمصلحة الإسلاميات والبلاغة والأدب، إضافة إلى الكتاب الأكاديمي الذي يكون، في الغالب، تجميعاً أكثر منه تأليفاً. بحسب المؤتمر

الكتاب الأدبي يتصدر حركة الشراء في أربع من المكتبات الأكثر إقبالاً في المنطقة الغربية من العاصمة عمان، معظمها لمؤلفين عرب وأجانب ذائعي الصيت ومعروفين بسبب حظوتهم في التغطيات الإعلامية على اختلافها، بينما يؤكد أصحاب عدد من المكتبات في وسط البلد غلبة الكتاب الديني؛ كتب عن حياة الرسول والصحابة والقصص الإسلامي، ومجموعات كتب الدعاة الجدد، كعمرو خالد وغيره.

صاحب «كشك الثقافة العربية» في وسط البلد حسن أبو علي الذي اعتاد بيع كتبه لزبائن دائمين من النخبة المثقفة وطلاب الجامعات أكد لـ ے أنه «كتاجر أعرض ما يطلبه القارئ»، موضحاً أن زبائنه مطلعون على نوعية خاصة من الكتب تميل للعربية والعالمية أكثر منها للمحلية.

تقرير التنمية البشرية الثاني الصادر عن الأمم المتحدة العام 2003 كان أول من أشار إلى أن الكتب التي تدخل باب الأكثر رواجاً في العالم العربي لا تتجاوز مبيعاتها حاجز 5 آلاف نسخة فحسب، كما أن الكمية العادية المطبوعة من أي رواية أو قصة تتراوح بين ألف وثلاثة آلاف نسخة، رغم أن هناك 270 مليوناً من العرب في 22 دولة.

وإذا كانت الإسلاميات والبلاغيات تأتي في صدارة مبيعات المكتبات، فإن الحال مختلف بالنسبة إلى دور النشر المحلية، فالغلبة عندهم للكتاب الأكاديمي، بحسب ناشرين يعزون ذلك إلى العدد الكبير من الطلبة في الأردن والعالم العربي نسبة إلى العدد الإجمالي للسكان.

ويؤكد سعدي البس من دار الشروق للنشر والتوزيع أن لجوء دور نشر إلى التخصص بالكتاب الأكاديمي يأتي من باب ضمان الطلب عليه محلياً وعربياً، مبيناً أنها «كتب تدرس في الجامعات المحلية، وترتبط بالمناهج العلمية العربية المشابهة في المضمون»، مضيفاً أن الكتب الأكاديمية التي تطبعها الشروق «تلقى طلباً كبيراً في المعارض العربية».

التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية الصادر في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الحالي أشار إلى ازدياد عدد سكان الوطن العربي في الفترة من 1975 إلى 2006 بنسبة 220 بالمئة، مع ارتفاع نسبة الطلبة في التعليم العالي إلى 7.2 مليون طالب العام 2006، بزيادة قدرها 800 بالمئة.

التقرير الذي تحدث عن حركة التأليف والنشر في الوطن العربي، لفت إلى أن القراءة تتراجع بشكل ملموس في ظل عدم وجود سياسة ثقافية شاملة ترسخ عادة القراءة والتعلق بالكتاب وتنمية الوعي المعرفي، ليكشف أن العدد الإجمالي لمنشورات الوطن العربي من الكتب خلال العام 2007 بلغت 27809 عناوين، بنسبة كتاب واحد لكل 1950 مواطناً، مقابل كتاب واحد لكل 491 مواطناً في بريطانيا، وكتاب واحد لكل 713 مواطناً في إسبانيا،

دائرة المكتبة الوطنية أكدت انخفاض النسب المحلية في ما يخص نشر الكتب، وكشفت عن أن عدد الإصدارات المحلية في الأردن خلال العام 2006 وصل إلى 819 كتاباً باللغة العربية و26 كتاباً باللغة الأجنبية، إذ تصدرت الأدبيات هذه النسب بـ33.5 بالمئة ومن بعدها العلوم الاجتماعية بنسبة 24.7 بالمئة والدينية بنسبة 14.6 بالمئة، في حين وصلت كتب العلوم الطبيعية الى 1.5 بالمائة فقط.

ويوضح الموظف في المكتبة الوطنية أحمد الشعيري، ارتفاع عدد الكتب المنشورة الى 1833 كتاباً العام 2008.

الرقم يراه مراقبون متدنياً، فنسب الإنتاج المحلي المنخفضة واتجاه القارئ الأردني لقراءة «الكتاب المستورد» يستدعيان خلق حالة قرائية كلية ومتنوعة الأذواق والاتجاهات ما يدعو إلى ضرورة خلق بيئة مثقفة منتجة للثقافة وراعية لها من مراحل مبكرة.

الأكثر رواجاً: الديني والأكاديمي والبلاغيات في المقدمة
 
01-Nov-2009
 
العدد 5