العدد 5 - قارئ/كاتب
 

يدور الحوار بين المربّين في الأردن حول بنية التعليم الثانوي ومحتواه، ومدى ارتباطه بالإعداد المهني وخطط التنمية الوطنية وما تتطلبه من موارد بشرية، وتُشكّل مرحلة التعليم الثانوي حجر الأساس في خطط التنمية الوطنية، من منظور أن نوعية التعليم في هذه المرحلة هي المسؤولة عن تحديد مستوى كفاءة وفعالية القوى العاملة التي تحتاجها خطط التنمية في الأردن.

وتتلخص جوانب القصور التي تواجه التعليم الثانوي في الأردن بـ:

* انعدام التوازن بين مخرجات التعليم الثانوي واحتياجات خطط التنمية للقوى البشرية المدربة، بسبب غلبة الطابع النظري والأكاديمي في هذا النوع من التعليم على حساب الجانب العملي والمهني الذي يشكل أساساً لتلبية متطلبات الخطط التنموية.

* النمطية في بنية التعليم الثانوي وبرامجه.

يستند هذا المبدأ إلى فرضية أن ديمقراطية التعليم تحتم اعتماد نمط موحد لجميع الطلبة في هذه المرحلة، رغم التفاوت الكبير في قدراتهم وميولهم وحاجاتهم واتجاهاتهم. إن اعتماد مبدأ النمطية في بنية التعليم الثانوي يؤدي إلى تجاهل الفروق الفردية.

* الجمود والشكلية في تحديد مسارات التعليم الثانوي أو فروعه، لأن الطالب الذي يختار أحد مسارات التعليم في بداية المرحلة الثانوية يحتم عليه النظام التعليمي الاستمرار في هذا المسار، ولو تأكد له وللمدرسة أن خطأً ما قد وقع عند اختياره.

* التقليدية والتخلف في مناهج التعليم الثانوي وبرامجه:

غالبية مناهج وبرامج التعليم الثانوي في الأردن تم إعدادها منذ زمن طويل، وهي ذات طابع تقليدي محافظ، وعمليات تطويرها ومراجعتها وتحسينها تتم ببطء شديد وتخضع لقيود شكلية.

* الإعداد للدراسة الجامعية بدلاً من الإعداد للحياة:

الطابع الذي يسيطر على نظام التعليم في المرحلة الثانوية هو التحضير للامتحان العام الذي يتم عقده في نهاية المرحلة الثانوية، والذي بموجبه يتم تصنيف الطلبة وفق معدلاتهم، واعتماد هذه المعدلات كأساس وحيد لالتحاقهم بأنواع الدراسات الجامعية المختلفة.

لذلك لا بد أن تتوافر للطالب في المدرسة الثانوية بدائل واختبارات تربوية متعددة، بحيث تتاح الفرصة له لاختيار البرنامج الدراسي الذي يتناسب مع قدراته وحاجاته وحاجات مجتمعه، وأن تتوافر في نظام التعليم الثانوي مبادئ: المرونة، الملاءمة، الحداثة، وسهولة الانتقال من مسار تعليمي إلى آخر.

البديل في حالة عدم الأخذ بهذه الملاحظات عند تطوير بنية التعليم الثانوي في الأردن، هو اعتماد الحدس والارتجال والعشوائية والشطحات الفكرية التي تتم في قاعات مغلقة.

وجيه الفرح

مدير عام البحث والتطوير التربوي والإداري سابقاً - وزارة التربية والتعليم

أسباب قصور التعليم الثانوي
 
01-Nov-2009
 
العدد 5