العدد 5 - أربعة أسابيع
 

«آل عاشور يؤازرون مرشحهم لقطاع المواد الغذائية خليل الحاج توفيق في انتخابات غرف التجارة»، «دعم ومؤازرة من عشيرة آل خرفان لمرشحهم في كتلة التغيير شكيب خرفان»، «محلات الغويري تدعم مرشحها ناصر الغويري لغرفة تجارة الزرقاء».

يافطات كثيرة من هذا النوع انتشرت في الشوارع بأنحاء البلاد إبان انتخابات غرف التجارة وقبل شهر من إجرائها في نهاية أيلول/ سبتمبر 2009، ما أثار تساؤلاً حول تدخُّل العشيرة في مثل تلك الانتخابات، بخاصة وأن معظم المؤازرين من أبناء العشيرة على العموم، لا يحق لهم الاقتراع بحكم أنهم ليسوا أعضاء في غرف التجارة أو في مجالسها، كما هي الحال مثلاً في الانتخابات البلدية أو النيابية، إذ يستطيع المؤازرون كافة منح أصواتهم لِيَبرز دورُ العشيرة، وغالباً ما يؤثّر ذلك في النتائج النهائية.

في الزرقاء ومحافظات أخرى، تعدّى الأمر اليافطات إلى أبعد من ذلك؛ فقد أقامت عشائر لعدد من المرشحين موائد غداء وعشاء، لكن اللافت أن تكاليفها كان يتكبدها المرشح نفسه، بحسب منظّم لهذه الولائم طلب عدم نشر اسمه.

يقول المنظّم الذي أدار عدداً من اللقاءات من هذا النوع، إن تكلفة اللقاء الواحد تبلغ آلاف الدنانير، حتى إن عشيرة في الزرقاء لم يرغب بتسميتها، «ذبحت الخراف، وأعدّت الموائد من جزء منها، بينما تم توزيع ما تبقى من لحوم على أهالي الحي».

غسان خرفان، رئيس كتلة التغيير والتطوير التي فازت بمقعدين في مجلس إدارة غرفة تجارة عمّان، أكد لـ ے أن تلك اليافطات ليس لها علاقة بموضوع العشائرية. يقول: «على العكس، إن كان للعشائر دور في الموضوع، فما الذي يفسر وجود تمثيل محدود لتلك العشائر، سواء أكانوا أعضاء أم منتخَبين؟»، وهو يرى أن الأمر «يقع في باب المجاملة لا أكثر».

يضيف خرفان: «الانتخابات أفرزت مقاعد في مجلس الإدارة لكتل مختلفة، وهي غير متجانسة وليست لها علاقة بالعشيرة، ونأمل أن يعمل أعضاء المجلس فريقاً واحداً، لما فيه مصلحة التجار كافة».

خليل الحاج توفيق، الذي فاز بمقعد عن قطاع الأغذية، يتفق مع خرفان في ما ذهب إليه، ويقول إن «الأمر لا يعدو كونه تعبيراً عن الدعم الشكلي والمجاملة»، لكنه لا ينكر أن للمؤازرة العشائرية تأثيرات في الجوانب الإعلامية، وإظهار أن هذا المرشح أو ذاك «يتمتع بشعبية واسعة وسمعة طيبة».

يضيف النقيب: «موضوع العشائرية جذوره ممتدة في المجتمع المحلي، وغالباً ما يكون عفوياً لا يُقصد منه شيء». وهو يستثني الانتخابات النيابية من حكمه هذا، كونها «محكومة للعشائرية، إذ يحشد كل مرشح أكبر عدد ممكن من أبناء عشيرته ليلتفّوا حوله».

انتهى كل ذلك بانتخاب نائل الكباريتي رئيساً لغرفة تجارة الأردن، بواقع 16 صوتاً، فيما نال منافسه رياض الصيفي 13 صوتاً.

انتخابات غرف التجارة تصطبغ بالعشائرية
 
01-Nov-2009
 
العدد 5