العدد 5 - أربعة أسابيع | ||||||||||||||
القرية الشركسية التي جرى إعادة إحيائها ومحاكاة مفرداتها بجهود قام بها المجلس العشائري الشركسي بمناسبة مئوية عمان، عبّرت عن وفاء لذاكرةٍ تنبض بوهج الحكاية الشركسية وتعبق بأصالتها في أرجاء الزمان والمكان. بحسب ممثل المجلس العشائري الشركسي الحاج عدنان كلمات، فإن القرية التي أقيمت في ملعب نادي الجيل الجديد، تمثل نمط البناء الشركسي القديم الذي اتخذه الشركس بُعيد قدومهم إلى الأردن أواخر سبعينيات القرن التاسع عشر. البيت الشركسي الواقع ضمن القرية، يشتمل على غرف متعددة متلاصقة بجانب بعضها بعضاً، تفتح جميعها على فناء واسع مخصص للخيول، فيه عربات تجرّها دواب تُستخدَم للتنقل وجمع المحاصيل بعد الحصاد. بعد اجتياز الباب الكبير للبيت، يجد الزائر بابَين: الياخور، المخصص لدخول البهائم والخيل والماعز والثيران التي اشتهر الشراكسة بتربيتها لأغراض الزراعة. والباب الثاني، أصغر من الأول، ومخصص لأهل المنزل والضيوف. وفي المطبخ موقد من الطين، ومدخنة تُعدّ جزءاً رئيسياً من المطبخ. واللافت هو عدم استخدام أي إضاءة كهربائية، فقد اعتمدت الإضاءة بالكامل على الفوانيس. في غرفة الطعام هناك الطابون، حيث كانت المرأة الشركسية تحضّر الخبز منذ الصباح الباكر. أما غرفة المضافة، فتقع في مقدمة البيت بالقرب من الباب الخارجي لكثرة الضيوف، في إشارة إلى شيمة الكرم التي اشتُهر الشراكسة بها. الشراكسة ما زالوا حتى اليوم يحتفظون بالعربة الشركسية الضخمة التي جلبوها معهم من القفقاس، وهي مصنوعة من الخشب الخالص، وقد وُضعت عند مدخل البيت من بابه الكبير. رئيس نادي الجيل هشام بروقة، يوضح أن إقامة القرية جاءت للتعريف بتراث الشركس الذين كانوا طليعة ساكني عمان في العصر الحديث. ويضيف أن الشركسي عندما حط الرحال واستقر به المقام في عمّان، أبدى حرصه على أن يضمّن بيته جميع مستلزماته في ذلك الوقت، لذا فإن هذا البيت «يعبّر بدقة عن طبيعة الحياة في ذلك الزمن». افتتاح البيت الشركسي، شكّلَ مناسبة للتعريف أكثر بالشراكسة، عبر رقصات تمثيلية قدمها شبان وشابات شركس وأعضاء من فرقة نادي الجيل الجديد للفولكلور الشركسي، جسّدت طقوساً عايشها أجدادهم البعيدين، غير أنهم ما زالوا يتناقلونها جيلاً بعد جيل. يُذكر أن المشروع جرى دعمه من أمانة عمان الكبرى، ونفّذه مجموعة من الشبان والشابات الشركس المتطوعين. |
|
|||||||||||||