العدد 4 - رياضي | ||||||||||||||
كان حلماً راود أسرة كرة السلّة والجماهير الرياضية، بأن يصل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم. الحلم ترجمته سواعد الأبطال الأردنيين على أرض صالة مدينة تيانجين الصينية، ضمن منافسات نهائيات أمم آسيا التي أقيمت في آب/أغسطس الفائت، إذ تمكنوا من نقش اسم الأردن على لوحة شرف المشاركين في نهائيات بطولة كأس العالم لكرة السلّة التي تقام في تركيا العام المقبل. أيمن دعيس، عملاق كرة السلّة الأردنية (205 سم)، ونجم المنتخب الوطني، أحد الفرسان الذين حولوا الوصول إلى نهائيات كأس العالم من حلم إلى حقيقة. عشقَ دعيس كرة السلّة منذ صغره، وكان لطوله الفارع أثر في توجّهه نحوها. لعب في البداية في النادي الأرثوذكسي في عمّان، ووصل إلى صفوف الفريق الأولى، ومثّل النادي في مباريات وبطولات عدة، ونال ألقاباً محلية وعربية مشرّفة. أصبح عضواً في المنتخب الوطني العام 1996، وما زال حتى الآن، وقد انتقل مؤخراً إلى صفوف فريق نادي «زين» الذي أحرز معه بطولات عدة، أبرزها بطولة الأندية العربية وبطولة الأندية الآسيوية. يرى دعيبس أن وصول المنتخب الوطني إلى العالمية «حلمٌ تحقّق»، ويضيف: «أحلى لحظات حياتي هي تتويجي مع زملائي بالميداليات البرونزية في نهائيات القارة الآسيوية، والتي منحتنا بطاقة التأهل للمونديال العالمي الذي يقام في أيلول/سبتمبر 2010 في تركيا بعد مباراة مثيرة مع اللبنانيين المحترفين». يتحدث عن مشواره قبل تحقيق هذا الإنجاز قائلاً: «السنوات الثلاث الأخيرة هي الأصعب في مسيرتي، إذ تم فيها تجهيز المنتخب لهذا الاستحقاق العالمي، فكنا نغيب أشهراً طويلة عن الأردن للمشاركة في البطولات المختلفة والمعسكرات التدريبية، وعند عودتنا القصيرة كنا نتدرب مرتين يومياً لمدة ثمان ساعات. وعشنا خلال ذلك لحظات مثيرة، كان فيها الفرح هو الغالب عندما فزنا ثلاث مرات ببطولة وليم جونز وكأس العرب». ويتابع: «كان يصيبنا الإرهاق في أوقات كثيرة، لكن عند فوزنا كنا نشعر أننا قطفنا ثمرة تعبنا». دعيس يأمل أن يحقق مع زملائه نتائج طيبة في التحدي الكبير ضد أقوياء العالم، ويؤكد أن الأردن سيكون رقماً صعباً في المونديال العالمي. ولا يخفي تفاؤله بأن يحقق مع ناديه الجديد «زين» لقب بطولة آسيا مرة أخرى، إضافة إلى بطولة الأندية العربية، مؤكداً أن فريق «زين» أصبح مشهوراً عربياً وآسيوياً وعالمياً. يهوى دعيبس رياضة الراليات وركوب الدراجات النارية والسباحة، وقدوته في الرياضة النجم الأردني السابق هلال بركات، وعلى الصعيد العالمي الأميركي مايكل جوردان. ينال الخص، مدير المنتخب الوطني الذي كان لاعباً في المنتخب، يتحدث عن قصة هذا الإنجاز قائلاً: «بدأت الحكاية قبل ثلاث سنوات، عندما قام اتحاد اللعبة بالتعاقد مع المدير الفني البرتغالي ماريو بالما الذي وضع خطة علمية مدروسة نابعة من خبرته الكبيرة في التدريب تهدف للوصول بكرة السلّة الأردنية إلى العالمية. وقد شارك المنتخب في بطولات عربية ودولية، إضافة لانخراط اللاعبين في معسكرات داخلية وخارجية». ويبدي الخص سعادته لأن المنتخب حقق إنجازات عدة، أبرزها فوزه العام 2007 بلقب بطولة وليم جونز التي يشارك فيها أقوى المنتخبات الآسيوية. وفي العام نفسه شارك المنتخب في البطولة العربية التي أقيمت بالإسكندرية، وتمكن من خطف اللقب والميداليات الذهبية بعد فوزه باللقاء النهائي على المنتخب المصري، صاحب الأرض والجمهور 80-69، وبعدها بأسبوعين شارك المنتخب في الدورة الرياضية العربية التي أقيمت في مصر أيضاً، وفاز بالمركز الثاني والميداليات الفضية. وفي العام 2008 واصل المنتخب تحقيق نتائجه، بفوزه في بطولة وليم جونز للمرة الثانية بعد فوزه على فريق أميركي محترف بالوقت الإضافي 93-91. وفي العام نفسه فاز بكأس بطولة ستانكوفيتش بعد أن أحرز فوزاً على المنتخب الكويتي 87-69. وفي تونس فاز المنتخب بالميداليات الفضية في البطولة العربية التي أقيمت هناك، بعد خسارته أمام المنتخب المضيف. أما العام 2009 فهو، بحسب الخص، «عام تحقيق الإنجاز الماسي والتاريخي لكرة السلّة الأردنية»، إذ انخرط اللاعبون بمعسكر تدريبي في الصين كي يتأقلموا مع الأجواء هناك، لأن نهائيات آسيا ستقام في مدينة تيانجين الصينية. وضمن استعداداته للنهائيات، شارك المنتخب في بطولة ودية عالية المستوى من ناحية فنية أقيمت في إيطاليا، لعب خلالها مباريات عدة ضد منتخبات إيطاليا، اليونان وكرواتيا، وقدم أداء متطوراً يدل على تقدم مستواه. وقد تلقى المنتخب بعد ذلك دعوات من الدول المشاركة لزيارتها ولعب مباريات أمامها. يرى الخص أن «المشاركة في هذه البطولة الودية كانت مفتاح تأهلنا إلى نهائيات كأس العالم، لأن لاعبينا تفوقوا على أنفسهم من خلال وصولهم إلى مستوى مهاري رفيع». وقبل توجهه إلى الصين، شارك المنتخب في بطولة وليم جونز التي تقام في تايوان، وفاز فيها بالمركز الثاني بعد فوزه على المنتخبات المشاركة كافة، لكنه خسر المركز الأول لانسحابه من اللقاء أمام إيران، إذ جرت أحداث بدا الانسحابُ فيها الحلَّ الأمثل. قصة الحلم الذي أصبح حقيقة، ترجمها أبطال المنتخب بعد وصولهم إلى مدينة تيانجين الصينية. اللقاء الأول كان أمام المنتخب اللبناني القوي، وكان فوز المنتخب بهذه المباراة مفتاح الوصول إلى دور الأربعة الكبار في آسيا، لأن المنتخب اللبناني يضم الكثير من النجوم المحترفين، وفاز الأردن 84-67. وكان اللقاء الثاني أمام المنتخب الأندونيسي، وفاز المنتخب الوطني بنتيجة كبيرة: 105-47. وفي اللقاء الثالث واصل المنتخب عروضه الطيبة بفوزه على نظيره الإماراتي 79-67، ليتصدر مجموعته، ويصعد للدور الثاني، إذ تابع المنتخب تحقيق نتائجه الطيبة بفوزه على منتخب كازخستان 98-80 ، وفاز بعدها على نظيره القطري 74-60، ليتأهل إلى دور الثمانية. في دور الثمانية لعب المنتخب ضد العملاق الصيني، وخسر في اللقاء الذي أقيم أمام الصينيين أصحاب الأرض والجمهور 83-89. وفي اللقاء ربع النهائي لعب ضد نظيره الفلبيني، وتمكن من الفوز 81-70، بعد أن قدم نجومه مباراة رائعة المستوى، ليصبح الأردن أحد الأربعة الكبار في آسيا. في دور الأربعة لعب الأردن أمام إيران، وخسر بفارق سلّة واحدة 75-77، بعد أن قدم لاعبو الأردن عرضاً قوياً أمام الإيرانيين أبطال آسيا، وسنحت للأردن فرصة كبيرة للفوز في الثواني الأخيرة، عندما سدد اللاعب راشيم رايت تسديدة ثلاثية، لكنها حادت عن السلّة، وقد مهّد هذا الفوز الطريق للإيرانيين للفوز بالنهائيات بعد تغلّبهم على الصين بالنهائي. ولعب المنتخب أمام نظيره اللبناني في 16 آب/أغسطس 2009، وقدم مباراة رائعة تفوّقَ فيها لاعبوه على أنفسهم، وخطفوا الفوز التاريخي 80-66 ليصلوا إلى نهائيات كأس العالم. يشيد الخص بالدور الكبير للمدرب «بالما» الذي كسب الرهان عندما وعد عند تسلّمه إدارة المنتخب قبل ثلاث سنوات، بإيصاله إلى العالمية. أما فرسان الأردن الذين حققوا هذا الإنجاز فهم: زيد الخص، أيمن دعيس، فضل النجار، راشيم رايت، زيد عباس، موسى العوضي، محمد حمدان، أنفر شوابسوقة، سام دغلس، وسام الصوص، جمال المعايطة، إسلام عباس وجمال أبو شمالة. من جهته، عبّر المدير الفني ماريو بالما، عن فرحته الكبيرة بهذا الإنجاز، وقال: «الفضل الأول في ذلك يعود إلى نجوم المنتخب الأردني، ثم إلى اتحاد السلّة». بالما أكد أنه سيضع خطة فنية وبرنامجاً متكاملاً لمشاركة مشرّفة للمنتخب الأردني في مونديال العالم في تركيا. |
|
|||||||||||||