العدد 4 - رياضي
 

أضاء البطل أحمد سراج سماءَ رياضة السكواش الأردنية عندما ظفر بالميدالية الذهبية والمركز الأول على العالم بالتصنيف العالمي لفئة 15 سنة، بعد مشاركته في بطولتَي ألمانيا وهولندا، ليضع اسم بلاده على خريطة العالم عبر السكواش، الرياضة الأنيقة التي تتطلب لياقة بدنية عالية وردة فعل سريعة.

«ے» التقت السراج ومدربه ورئيس الاتحاد، لإلقاء الضوء على هذا الإنجاز الذي لم ينل حقه الإعلامي ولا التكريمي من المسؤولين عن الرياضة في البلاد على حد تعبير سراج ومدربه.

يقول سراج إن مسيرته بدأت عندما كان يرافق والده خليل سراج الذي كان يمارس هذه اللعبة. «كنت في الصف الرابع الابتدائي، أذهب إلى صالة الاتحاد يومياً للتدريب، بإشراف المدرب سعد حجازي».

شارك سراج في أول بطولة عربية أقيمت في عمّان، ونال الميدالية البرونزية العام 2005، وشارك بعدها في بطولة إسبانيا الدولية، وفاز بالميدالية الفضية، وكان ذلك أول إنجاز عالمي له. ثم شارك في بطولة سويسرا الدولية، وتمكن من الفوز بالميدالية الذهبية لفئة 13 سنة، العام 2006.

واصلَ سراج مسيرته، إذ شارك العام 2007، في بطولة أسكتلندا، وأحرز الميدالية البرونزية، كما شارك في بطولة بريطانيا الدولية، وهي أكبر بطولة بالعالم، وأحرز الميدالية الفضية. وتمكن من إحراز المركز الثاني والميدالية الفضية في بطولة ألمانيا. وكانت آخر مشاركاته في بطولة هولندا الدولية، التي نال فيها الميدالية الذهبية والمركز الأول بعد فوزه باللقاء النهائي على البطل الأميركي نيل موراي.

حصل اللاعب الشاب بعد مشاركته في هذه البطولات على عدد من النقاط أهّله لاحتلال المركز الأول على العالم في تصنيف الاتحاد الدولي.

يقول سراج إن أحداً من لاعبي الدول المشاركة لم يصدّق أنه من الأردن، البلد المغمور في رياضة السكواش، واعتقد بعضهم أنه ومدربه جاءا من مصر، ذات السمعة العالمية في هذه اللعبة. ويكشف عن سروره بالفوز الكبير، رادّاً الفضل في ذلك للمدرب وللاتحاد ولوالده الذي شجعه ودعمه للمشاركة في البطولات الخارجية و«على حسابه الخاص».

إضافة إلى مهاراته في السكواش، يهوى سراج ممارسة كرة القدم، ويشجع فريق برشلونة الإسباني ومنتخب الأرجنتين، وهو معجب بأداء نجمه ميسي.

المدرب سعد حجازي الذي واكب رحلة أحمد سراج منذ بدايتها العام 1995، يقول إنه لاحظ تميزاً في أداء اللاعب اليافع من خلال بطولة تنشيطية شارك بها سراج واحتل المركز الأول معلناً عن ولادة نجم جديد في رياضة السكواش.

سراج نال عضوية المنتخب الوطني للناشئين وهو في الثالثة عشرة. وبحسب حجازي، «واصل سراج تميزه، وأثبت أنه لاعب موهوب، مما تطلب وضع برنامج تدريبي خاص له، وإتاحة الفرصة له ليشارك في بطولات دولية أقيمت في سويسرا، إسبانيا، إنجلترا، أسكتلندا، ألمانيا وهولندا، وهي أكبر بطولات بالعالم، وتخضع لإشراف الاتحاد الدولي».

يضيف حجازي: «عندما أصبح عمره 15 عاماً، قمنا بوضع برنامج تدريبي مكثف له يتضمن وجبات تدريبية صباحية ومسائية، وبمعدل ست ساعات يومياً، مما ساعده للوصول إلى مركز متقدم ونيل العديد من النقاط في البطولات التصنيفية، ليخطف المركز الأول على العالم في التصنيف العالمي ويظفر بالميدالية الذهبية في النهاية».

يتحدث المدرب عن خطة سراج للمستقبل: «بعد عودتنا من أسكتلندا أعددنا له برنامجاً تدريبياً عالي المستوى، لأنه أصبح لاعباً يتمتع بمستوى اللاعبين المحترفين، كي يتمكن من مواصلة إنجازاته».

ومن المتوقَّع أن يشارك سراج في بطولة أسكتلندا في كانون الأول/ديسمبر المقبل، وفي بطولة بريطانيا المفتوحة في كانون الثاني/يناير 2010، وهي أكبر بطولة في العالم.

يصف حجازي سراج قائلاً: «إنه لاعب من طراز عالمي، ويستحق الحصول على دعم ورعاية من المؤسسات الوطنية، وهناك دور للّجنة الأولمبية الأردنية في تبنّي مثل هذه المواهب، وما زال سراج ينتظر تكريم اللجنة الأولمبية له».

رئيس اتحاد السكواش رمزي طبلت، الطبيب الاختصاصي في جراحة القلب الذي كان لاعباً في المنتخب الوطني وما زال يمارس السكواش، يتحدث لـ«ے» عن خطة جرى وضعها منذ تسلَّمَ دفة إدارة الاتحاد قبل أشهر، تتضمن توسيع قاعدة اللاعبين الناشئين، ونشر اللعبة خارج عمّان، وزيادة كادر الجهاز التدريبي.

يشير طبلت إلى أن الاتحاد شكّلَ مؤخراً فريقاً للسكواش في بلدة الكريمة بالأغوار الوسطى، بدعم من شركة نصوح كيالي، وسيتم إنشاء ملعب هناك للتخفيف على اللاعبين الذين يضطرون للمجيء إلى عمّان للتدريب. وتابع: «انضم للاتحاد مؤخراً فريق من نادي السلط، ونعمل على صيانة ملعبين هناك وتجهيزهما، إضافة لوضع برامج تدريبية بإشراف الاتحاد لفريق في مدينة الأمير محمد بالزرقاء، وسنقوم بتجهيز ملاعب في الرمثا ومادبا والعقبة لتصل اللعبة إلى محافظات المملكة كافة».

وأبدى طبلت اعتزازه بإنجازات أحمد سراج، وقال إن الاتحاد قام بالتعاون مع الجهاز التدريبي، بوضع برامج تدريبية خاصة لهذا اللاعب على الصعيدين الداخلي والخارجي، ليتمكن من مواصلة إنجازاته.

وأعرب رئيس الاتحاد عن أمله في أن يتوافر لسراج الدعم المالي الكافي، لأن «تنفيذ الخطة الموضوعة له يتطلب تكلفة مالية عالية، ليس بوسع الاتحاد الوفاء بها وحده»، كاشفاً عن أن أولياء أمور اللاعبين يقومون بمساعدة الاتحاد «لدفع جزء من تكاليف مشاركة أبنائهم في المنافسات المختلفة».

ميزانية الاتحاد «متواضعة»، بحسب طبلت، «ولا تلبي الطموحات»، لذلك يدعو اللجنة الأولمبية إلى إعادة النظر بهذه الميزانية لتنفيذ خطط الاتحاد، آملاً أن تصبح هذه الرياضة خلال فترة قصيرة، اللعبةَ الشعبية الأولى في الرياضات الفردية في الأردن.

سراج يضيء سماء السكواش الأردنية
 
01-Oct-2009
 
العدد 4