العدد 3 - أربعة أسابيع
 

نحزن حين نفقد سنديانة وطنية في وزن نبيه إرشيدات، ويتعاظم الحزن ونحن نخشى على مسيرته الوطنية أن تعصف بها رياح النسيان، فلا تصل إلى الأجيال اللاحقة. نبيه إرشيدات يصلح أن يكون نموذجاً لجيل تلك المرحلة التي كان فيها الأردن وسائر بلاد المشرق العربي ساحة لعربدة جيوش الاحتلال البريطاني والفرنسي الداعمة لمخطط تهويد فلسطين، فهذا الشاب ابن الباشا كان بإمكانه أن يعيش حياة مرفهة، وأن يشغل المنصب الذي يريد، كغيره من أبناء الباشوات، لكنه نأى بنفسه عن هذه ا لحياة لينحاز إلى خيار المواجهة والمقاومة والتصدي مباشرة للمستعمرين الإنجليز والفرنسيين وللصهاينة، ولم تثنه حياة النفي القاسية التي عاشها منذ نعومة أظفاره عن هذا الخيار.

مسيرة نبيه إرشيدات ملحمة نضال من المعيب أن الأجيال المتأخرة تجهلها تماماً، مثلما من المعيب أن الجيل الذي عاصرها يكاد ينساها، فهل ينهض محبُّوه بواجب نشرها في كتاب تقرأ فيه الأجيال قصة نضال جيل نبيه إرشيدات وأقرانه، ذلك الذي حقق للأردنيين حلمَ تحرّر أردنهم العزيز من نفوذ الإنجليز بطرد رمزه الضابط البريطاني جون غلوب من قيادة الجيش العربي الأردني، ومن فوق الأرض الأردنية الطاهرة في منتصف الخمسينيات.

حتى لا تعصف رياح النسيان بمسيرة نبيه إرشيدات الوطنية
 
01-Sep-2009
 
العدد 3