العدد 4 - نبض البلد | ||||||||||||||
على مدار ست ليالٍ رمضانية، 9 – 14 أيلول/سبتمبر 2009، شهد المسرح الصيفي في ساحة مديرية الفنون والمسرح التابعة لوزارة الثقافة، حراكاً نشطاً، إذ توافد إليه جمهور جلُّه من العائلات التي تابعت عروضاً مسرحية ذات طابع كوميدي ترفيهي. تباعاً عُرضت المسرحيات: «المعلم الظريف»، «موت السيد حمد»، «حسبان في البستان و«الغريب والأميرة» التي قُدمت على مدار يومين. وجميعها مسرحيات عُرضت في محافظات المملكة، ودعمتها وزارة الثقافة بعد أن اختارتها لجان متخصصة، كما أكدت لـ«ے» رئيسة قسم المسرح في المديرية سماح القسوس، لافتةً إلى أن هذا النشاط يأتي ضمن رؤية الوزارة المتمثلة في نشر الوعي الثقافي المسرحي بين أفراد العائلة. لكن الجمهور الذي بدا متحمساً للعرض في بدايته، كان يُصاب بالفتور قُبيل انتهائه، فإذا ما تم تجاوز الأخطاء اللغوية والنحوية والخلط بين العامية والفصحى في الحوارات، فإنه لا يمكن إغفال ركاكة حبكة السيناريو، وسطحيتها، وما شابها من تشتت، خصوصاً في تلك العروض المقدمة للطفل، وعلى رأسها مسرحية «الغريب والأميرة». تحكي المسرحية قصة الغريب (أدى الدور موسى السطري) الذي يغافل حراس القصر ويتسلل إليه ليلتقي الأميرة (قامت بدورها روان العساف)، ثم يخدعها لتأكل تفاحة مسحورة، ويكون خلاصها بأن يُحضر لها الأمير (قام بدوره حماد الزعبي) تفاحة حمراء بعد أن يتخلص من الوحش بإطعامه الخسّ، النبات الذي خرج الأطفال من المسرحية وهم يتساءلون: «لماذا الخسّ بالذات؟». حكاية العرض مستوحاة من «ألف ليلة وليلة» وفقاً لـ سيد عامر جبر، الذي قام بدور الحاكم، مشيراً إلى أن هدف المسرحية تقديم معلومة مفيدة للطفل بأسلوب فكاهي بسيط. «ے» التقت عدداً من الأطفال الذين تابعوا العرض، قالوا إن أجمل ما فيه أنه «بيضحّك»، وعندما سُئلوا عن الأشياء الجديدة التي تعلّموها من المسرحية كانت الإجابات مشتتة وغائمة، ما يؤشر على ارتباك رسالة المسرحية، وغياب الرؤية الفنية، بدءاً بالديكور الفقير الذي ظلت قطعه تتساقط كاشفةً عن كواليس المسرحية وحركة الممثلين خلف الستارة، مروراً بحركة الشخصيات، بخاصة حارسا الأميرة اللذان بديا أقرب لمهرجَين، وليس انتهاء بالقفز والتنطيط على المسرح بلا هدف سوى الإضحاك. المفارقة أن الأطفال أجمعوا على أنهم أحبوا شخصية الغريب (الشخصية الشريرة)، ولعل ذلك عائد إلى نجاح الفنان السطري في وضع صيغة تفاعلية محبوبة قرّبته من الجمهور، إذ كان يتجول بين مقاعدهم ويقتادهم مصطحباً إياهم إلى أجواء المسرح. النتيجة التي خلص إليها الأطفال تكشف عن ضعفٍ في بنية المسرحية بعامة، فإذا كان هدف المسرحية وفقاً للفنان حماد الزعبي «تعليم الأطفال أن الشر يُهزم دائماً، وأن الخير هو الذي ينتصر في النهاية»، فلماذا مالَ الأطفال تجاه شخصية مثّلت الشر بألوانه، وتعلّقوا بها. ثريّا، تربوية حضرت مع أطفالها الثلاثة، التقتها «ے» لتستطلع رأيها، فقالت: «جميل أن المسرحية أفرحت الأطفال وأضحكتهم، لكن المسرح ليس وسيلة للتسلية والضحك فقط. الفكاهة عنصر مهم، لكن القيم التربوية المراد إيصالها للطفل هي الأهم». |
|
|||||||||||||