على وقْع أنغام حملت الجمهور إلى أجواء الشرق بغموضه وحلْميته وتَرَفه وفقاً للتصوُّر الاستشراقي حوله، دخلت عارضاتٌ بدَوْنَ قادمات من عوالم الحكايات في «ألف ليلة وليلة»؛ الاسم الذي اختارته زينب الكسواني لعرض أحدث تشكيلة أزياء لها من العباءات والمطرزات.

العرض الذي نظمته لانا بشارات في فندق حياة عمّان (9 أيلول/سبتمبر 2009) تمحورت فكرته حول البساطة والسوريالية في آن، فظهرت كل قطعة تنساب على جسد العارضة كأنها مجتزأةً من مشهد حكائي خيالي، لكن يمكن تحقيقه على أرض الواقع، بخاصة تلك السراويل التي تدِقّ عند الخصر، ثم تتسع لتغطي القدمَين، وتنتهي بزنار يحوط مفصل الكعب. وتم الاستغناء عن قطع الإكسسوارات، وتُرك لكل تصميم أن يبرز بنقوشه وتطريزاته وألوانه الدافئة، وجاءت تسريحات العارضات ومكياجهن بأسلوب بسيط، إذ ينساب الشَّعر على الكتفين بحرية.

كشف العرض عن فن الحياكة الراقي الذي ينهل من ثقافة تميزت بالرومانسية والجمال، إذ طُرزت القطع بأشكال فنية جذابة من الزخرفة الهندسية والورود والحروف العربية، التي منحها الساتان والشيفون والحرير بريقاً إضافياً وأنوثة ناعمة.

الإحساس بالانطلاقة والتحرر عمّقته العارضات بحركاتهن ورقصاتهن بالخناجر وريش النعام، ساهم في ذلك اتساعُ الأكمام التي تُظهر الذراع المفتوحة وكأنها جناح فراشة محلّقة. تسكن الفراشة حيناً عندما تضم الجناح، ثم تعاود الرفرفة، بألوان تنوعت بين الأزرق والزهري والبني والأبيض والأخضر والذهبي، وأقمشة خفيفة وقَصّات ناعمة تركز على إظهار جمال الخصر وحركة القماش المنسجمة مع حركة اليدين والقدمين.

تمازجت عروض التصاميم مع لوحات استعراضية مستوحاة من أجواء ألف ليلة وليلة، وأدت قطع السينوغرافيا من المباخر الكبيرة وصحون الفاكهة المتسعة ومراوح الريش والفوانيس التي تذكّر بفانوس علاء الدين السحري، دوراً كبيراً في إبهار الجمهور وتشويقه.

بشارات قالت في تصريح لها لـ«ے»، إن نجاح العرض يعتمد على طريقة تنظيمه ومقدار الجدة والابتكار فيه، وأضافت أن التنظيم يشمل كل مفردات العرض، حتى طريقة دخول العارضات، وحركاتهن على المنصة.

جاءت خلفية العرض بوحي من شهر رمضان، حيث الهلال والنجوم السابحة في فضاء رائق، وشهريار يجلس بعمامته وزيه التقليدي أمام صحن الفاكهة، متأملاً، ومنتظراً أن تسرد له شهرزاد حكايتها.

نال العرض إعجاب الحضور الذين صفّقوا له بحرارة، في حين وقفت العارضات بحرارة فور انتهاء العرض على الخشبة في مشهد بصري ثري.

كما قدم الفنان أيمن تيسير خلال العرض الذي رعته الأميرة ثروت الحسن، وأقامته الجمعية الأردنية للوقاية من ترقق العظام الخيرية، مقطوعات من الغناء العربي الأصيل.