العدد 4 - نبض البلد
 

لشهر رمضان خصوصيته وطقوسه التي تتجاوز الفعل الفردي إلى العام، فإلى جانب ما تبثه المحطات الفضائية مما انشغلت في تجهيزه على مدار العام لهذا الشهر، تتوجه الفعاليات الثقافية والفنية نحو طابع إيماني وروحاني تمليه طبيعة الشهر الفضيل.

في هذا السياق، اختار غاليري رؤى للفنون أن يقدم معرض «روحانيات» الذي اشتمل على أعمال تنوعت بين طقوس الصوفية والدراويش، والخط العربي، والزخرفة الإسلامية، شارك فيه الفنانون: إبراهيم أبو طوق، محمد أبو عزيز، ديانا حواتمة، هاني حوراني ويعقوب إبراهيم (الأردن)، محمد غنوم (سورية)، رنا شلبي (مصر)، علي العبادي وحارث الحديثي (العراق).

سعاد عيساوي، مديرة الغاليري، تحدثت لـ«ے» حول اختيار الفترة 31 آب/أغسطس – 20 أيلول/سبتمبر 2009، لتنظيم المعرض: «رمضان محطة للوقوف مع النفس وتصفية الروح. أحاول في كل عام تقديم أعمال تلامس الروح وتعبّر عن خصوصية أجواء هذا الشهر».

45 لوحة يشتمل عليها المعرض الذي افتتحه أمين عام وزارة الثقافة جريس سماوي، الذي أكد بعد تجواله بين الأعمال، أهمية رعاية «الثقافة» لفن الخط والزخرفة الإسلامية، داعياً الخطاطين إلى إنشاء هيئة خاصة بهم، وتنظيم مهرجان سنوي على المستوى العالمي يُبرز جماليات هذا الفن وأسسه وتقاليده.

في أعماله التي تنوعت بين الفوتوغراف والتشكيل، يستوحي حوراني الروحانية الصوفية التي تتجلى في حركات الدراويش ولباسهم، وصور المساجد القديمة في مصر والمغرب وتركيا. وتُظهر أعمال المصرية رنا الشلبي المنفذة بالأكريليك والألوان المائية رشاقة حركات الدراويش ودورانهم عبر ضربات فرشاة تترك خلفها ظلالاً تمنح اللوحة ديناميكية، فيشعر المتلقي أنّ مَنْ في اللوحة ما زال يواصل الدوران بتجلٍّ.

وتكشف أعمال أبو عزيز عن جماليات تثنيات الخط العربي ورشاقة الحرف وتداخلاته التي تداعب البصر. وفي مجال الخط تأتي أيضاً تجربة حواتمة التي تشتغل على تكثيف الحروف مبرزةً فرادة التداخل في ما بينها عبر اعتمادها أسلوباً غرافيكياً تركيبياً، وأرضية لونية سوداء معتمة.

أما تجربة غنوم فتقارب في تركيب الكلمات والحروف تجربةَ حواتمة، غير أن غنوم يختار كلمة واحدة يستخدمها كمادة أساسية في خلق فضاء تشكيلي على سطح اللوحة، إذ تتكرر كلمة «الله» رسماً، وتختلف تكراراتها في الحجم واللون والبعد والقرب.. وهي جميعها تبدو سابحةً في أثير سماء زرقاء وكأنما تبحث عن مستقرّ جلي، مذكّرة بترديد المتصوفين لهذه الكلمة: «الله»، ومنحها إيقاعاً إنشادياً عذباً.

من جهته، يقدم يعقوب إبراهيم تجربة كلاسيكية للخط العربي، فيخطط آيات من القرآن من مثل: «وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة» بخط الثلث الذهبي على أرضية سوداء. وكذلك الحال في تجربة الحديثي التي لا تغادر النمط الكلاسيكي للخط والزخرفة، إذ تبدو لوحاته كأنها صفحات مزخرفة من القرآن الكريم. وتبدو تجربة العبادي أيضاً مأسورة لفن الزخرفة الإسلامي التراثي، بخاصة الذي تتزيّا به المصاحف.

«روحانيات»: لوحات تنهل من الفن الإسلامي
 
01-Oct-2009
 
العدد 4