العدد 4 - نبض البلد
 

تألقت فرقة عمّان للموسيقى العربية بقيادة الفنان صخر حتر على مسرح مركز الحسين الثقافي، وارتحلت بجمهورها نحو عوالم روحانية ينساب فيها نغم أصيل وكلمات مستوحاة من أجواء شهر رمضان، أدّتها قناديل شابّة تتلمس دربها على طريق الإبداع.

ومع أعضاء الفرقة المكونين من هيئة تدريس المعهد وطلبته، إضافة إلى موسيقيين محترفين، ردد الجمهور بترنُّم: «رمضان جانا»، الأغنية الشهيرة التي وضع كلماتها حسن طنطاوي ولحّنها محمود الشريف، وأداها من الفرقة علاء يوسف. تبعتها «أهلاً رمضان» لمحمد فوزي، وغنّاها مصطفى سلمان.

ومن روائع أم كلثوم غنّى اليافعُ أحمد فواز «الرضا والنور»، وجهدَ في التحكم بطبقات صوته التي ما زالت بكْراً، والتي تؤشر على موهبة واعدة ستلقى حظها من النجاح بالدربة والصقل. ثم قدّم يزن الصباغ أغنية «هاتوا الفوانيس» لمحمد فوزي، التي تفاعل معها الحضور، لبساطة كلماتها ورشاقة لحنها المرح المناسب للاحتفال بقدوم الشهر الفضيل.

موهبة زيد قندح الذي غنّى لفريد الأطرش «هلّت ليالي حلوة وهنية»، استحوذت على إعجاب الجمهور، وتلذذت الأسماع بصوت متعدد الطبقات ينساب صعوداً وهبوطاً بسلاسة وعذوبة، وقد عبّر الجمهور عن إعجابه بما قدمه قندح بتصفيق حار ومتواصل أثناء الأغنية وفي ختامها.

ولإضفاء أجواء تكسر النمطية والرتابة، قدمت الجوقة وصلة من الموشحات اشتملت على: «يا شادي الألحان»، و«يا خليلي» التي تداخل فيها صوت منفرد لهيفاء كمال، و«وحيد الغيد»، و«غصن النقا»، و«غزل تركي»، كما قدم منتصر حبيب موال «حجبوها»، وشدت نتالي سمعان بموشح «منيتي عز اصطباري» من ألحان سيد درويش، وغنّى منتصر حبيب «مرحب شهر الصوم»، فيما قدمت أمل إبراهيم أغنية «شهر الصوم»، لتختتم الأمسية التي أقيمت في السابع من أيلول/ سبتمبر 2009 بـ«القلب يعشق كل جميل» لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، شدت بها هيفاء كمال التي أبدعت إحساساً وصوتاً وحضوراً.

الأمسية التي حملت عنوان «فوانيس رمضان»، أشرف على تدريب المؤدين فيها الفنان أيمن تيسير.

وكانت فرقة عمّان للموسيقى العربية خرجت من رحم الفرقة العربية للمعهد الوطني للموسيقى التي أثبتت حضورها عبر مشاركاتها في أمسيات محلية وعربية ودولية، قبل أن تسلّم رايتها لفرقة عمّان التي واصلت مشوارها بدأب وإخلاص، وقدمت أعمالاً نهلت من فنون الموسيقى العربية ومن الموروث الفني الأردني.

قائد الفرقة صخر حتر قال في تصريح لـ«ے»، إن من الأهداف بعيدة المدى للفرقة «تأسيس جيل مؤهل ومدرَّب من الشباب يقع على عاتقه رفد الحركة الموسيقية وتطويرها»، وأشار إلى أهمية تواصُل الأمسيات الفنية بالتعاون مع أمانة عمّان في الاثنين الأول من كل شهر، بحيث تركز كل أمسية على موضوع أو محور معين، من مثل ما قدمته الفرقة لكل من: بليغ حمدي، وفيروز، وأجمل الأغنيات الطربية الأردنية، وموشحات وقدود حلبية.. وفي الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر تُخصَّص الأمسية لاستعادة أروع ما غنّى كارم محمود.

يوضح حتر أن الفرقة التي قدّمت قوالب موسيقية عربية وأنماطاً موسيقية أردنية مختلفة، تمكنت من جذب اهتمام الجمهور الباحث عن الفن الأصيل، لافتاً إلى ردود الفعل الإيجابية من جانب النقّاد ومتذوّقي الفن، على ما قدمته الفرقة، وبخاصة أن الفرقة تتسم بتقديم أصوات منفردة مصقولة بالدراسة الأكاديمية الصحيحة لفن الغناء العربي، وبالتركيز على جماليات الغناء الجماعي المتقَن.

القديم بسحره يتجدّد موسيقى وغناء يضيئان «فوانيس رمضان»
 
01-Oct-2009
 
العدد 4