العدد 4 - نبض البلد
 

عمل فني جديد يقوم على أسلوب مبتكر في التعامل مع المخزون التراثي، يقدمه الفنان نايف الزعبي عبر ألبومه الثالث «حبيب الروح» الذي يأتي ضمن مشروع تطوير الفلكلور الغنائي الأردني.

يضم الألبوم الذي طُرح مؤخراً، عشر أغنيات صُوِّرت اثنتان منها بأسلوب «الفيديو كليب»: الأولى بعنوان «حبيبيتي» وصُوّرت في البترا؛ والثانية «صويحبي» وتم تصويرها في وادي رم وضانا، وذلك ضمن رؤية تستثمر الفن للترويج للأماكن الأثرية والسياحية في البلاد، كما يؤكد الزعبي الحائز على شهادة بكالوريوس في الموسيقى العام 1991 من جامعة اليرموك.

في سياق متصل، يشير الزعبي إلى أن من أهداف مشروعه تقديم «شكل الأردن الحديث، وإبراز المعالم التاريخية فيه بأحدث طرق التصوير والمونتاج والغرافيك»، لافتاً إلى أهمية اختيار المكان بما ينسجم مع كلمات الأغنية ولحنها، وبما يُبرز «خصوصية العلاقة التي تجمع روح المكان بدفق الأغنية»، فألحان مناطق البادية، وفقاً للزعبي، ذات طابع إيقاعي مميز من مثل «الهزج»، أما ما اصطُلح على تسميته «أغاني النَّوَر» فيأتي ضمن إيقاع سريع، و«النيرف» في الجملة اللحنية النُّورية مرتفع، بينما تتصف ألحان المناطق الساحلية بالانسيابية التي تناسب تمايلات موج البحر.

قبل أن يرى ألبومه الغنائي النور، أنجز الزعبي الذي نال جائزة الدولة التشجيعية في حقل الفنون 1995، بحثاً علمياً ميدانياً لمنطقة سهل حوران شمالي الأردن، إضافة للمناطق المطلّة على السهل: إربد والقرى المجاورة لها جنوباً وشمالاً وغرباً. وكما يشرح الزعبي لـ«ے»، فقد أظهر البحث مراحل تطور الإنتاج والرؤية الفنية التي تجعل للأغنية الأردنية الحديثة هوية تُميزها عن بقية الأشكال والألوان الغنائية، لا في كل منطقة من الأردن حسْب، وإنما في العالم العربي أيضاً.

ما إن اطمأن الزعبي لما تحصّلَ لديه من مادة بحثية رصينة، باشر لقاءاته مع الشاعر الشعبي فاضل الزعبي لوضع كلمات الأغنيات العشر، ثم اختيار ثيمها اللحنية من الفولكلور الأردني، وضمن رؤية فنية «تقوم على مواكبة الحداثة في التوزيع الموسيقي، وتضمن المحافظة على الأصالة وما يتناسب مع التقنيات التكنولوجية الحديثة في التنفيذ، إضافة إلى اختيار الكورال».

«لم أتنفس الصعداء بعد»، يقول الزعبي الذي قُدِّرَت التكلفة الإجمالية لمشروعة بنحو مئة وعشرين ألف دينار أردني. فالترويج للألبوم مسألة مؤرقة. «رؤية المشروع لا يمكن لها أن تتبلور على أرض الواقع إلا بالترويج للفيديو كليب على الفضائيات»، هذا ما يراه الزعبي مؤكداً: «من دون ذلك لن يحقق المشروع النجاح الذي يطمح إليه، وسيبدو الأمر وكأن شيئاً لم يكن».

ألبوم غنائي ثالث لنايف الزعبي: استلهام روح المكان
 
01-Oct-2009
 
العدد 4