العدد 4 - حريات | ||||||||||||||
يشير تقرير التنمية البشرية للعام 2009، إلى أن أكبر عدد لجرائم الشرف في العالم العربي يحدث في الأردن ولبنان ومصر والعراق وفلسطين. ويحمّل ناشطون حقوقيون في الدول العربية التشريعات في بلدانهم مسؤولية شيوع هذا النوع من الجرائم. ففي الأردن، تستمر المطالبات لإلغاء المادة 98 من القانون الجنائي التي تطبّق العذر المخفف على الجاني الذي يرتكب جريمته وهو في ثورة غضب، بسبب إقدام الضحية على عمل غير محق وعلى جانب من الخطورة. وفي لبنان، يرى ناشطون حقوقيون أن المادة 562 من القانون الجنائي التي تنص على تخفيف العقوبة في حال ارتكاب الجاني جريمته بهدف المحافظة على الشرف، تجعل الإجرام في حق النساء سهلاً، وتمكّن الرجال من الإفلات من العقوبة. أما في سورية، فليست هناك أي إحصاءات رسمية حول عدد ضحايا الجرائم بداعي الشرف، رغم أن إحصاءات غير رسمية أشارت إلى وقوع 38 جريمة شرف في العام 2007 من أصل 532 جريمة وقعت في العام نفسه. وتركزت هذه الجرائم في شمال البلاد وشرقها. وفي خطوة تعكس تشدداً تجاه جرائم الشرف، صدر في سورية مرسوم ألغيت بموجبه المادة 548 من المرسوم التشريعي رقم 37 من قانون العقوبات السوري، التي كان يستفيد بموجبها من العذر المخفف من ارتكب جريمة قتل دفاعاً عن الشرف، إذ كانت المادة الملغاة تخلو من أي تحديد للحد الأدنى للعقوبة تجاه هذه الجرائم. وبموجب المرسوم الجديد أصبح الحد الأدنى للعقوبات المتعلقة بجرائم الشرف الحبس مدة سنتين. والنص الجديد للمادة 548 هو: «يستفيد من العذر المخفف من فاجأ زوجه أو أحد أصوله أو فروعه أو أخته في جرم الزنا المشهود أو في صلات جنسية فحشاء مع شخص آخر فأقدم على قتلهما أو إيذائهما أو على قتل أو إيذاء أحدهما بغير عمد، على أن لا تقل العقوبة عن الحبس مدة سنتين في القتل». في النص السابق للمادة كان القاتل يستفيد من عفو شامل من العقاب. على الصعيد العالمي، يقدِّر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن ما لا يقل عن 5 آلاف امرأة تذهب ضحية جرائم الشرف في العالم. وتعرّف منظمة هيومن رايتس ووتش جرائم الشرف، بأنها: «أعمال عنف وقتل يرتكبها أحد أفراد الأسرة من الذكور بحق الإناث من أفراد الأسرة الذين يتم احتجازهن بسبب جلبهن العار على الأسرة». ويمكن أن تُستهدف المرأة من جانب أحد أفراد أسرتها لأسباب متنوعة، منها: رفض الفتاة للزواج التقليدي الذي يفرضه أهلها، أو أن تكون ضحية اعتداء جنسي، أو عندما تطلب الطلاق، أو لارتكابها الزنا، أو الزعم بذلك، فمجرد تصور أن امرأة تصرفت بطريقة «مخزية» لعائلتها، كافٍ للتعرض لحياتها. |
|
|||||||||||||