العدد 3 - أربعة أسابيع
 

طفت صراعات دارت في أروقة حزب الوسط الإسلامي، على سطح المشهد الإعلامي، بعد نحو ثماني سنوات من انطلاقة الحزب الذي سعى إلى تشكيل تيار وسطي إسلامي.

الخلافات والاستقالات الأخيرة، ليست محطة التعثُّر الأولى في مسيرة الحزب، فقد سبقتها استقالات لمجموعة من الشخصيات، وانسحابات هادئة بعيداً عن الإعلام، لكن المحصلة تشير إلى أن هذا الحزب فقدَ الكثير من عناصر وجوده وحضوره.

فقد استقال سبعة من أعضاء المكتب السياسي الذي يضم 11 عضواً، وهم: محمد القضاة، بسام أبو النصر، هيثم العمايرة، هايل داود، محمد الخطيب، عبد الله الرقاد ومروان الفاعوري.

موجة الاستقالات الأخيرة، جاءت بعد أقل من أسبوع على انتخاب أعضاء المكتب السياسي، إثر تصريحات للأمين العام الأسبق للحزب فايز الربيع، قال فيها إن «بعض أعضاء مجلس الشورى لا يعرفون شيئاً عن الحزب، وإنه ليس بمقدورهم كتابة ثلاثة أسطر عن الحزب، ولم يشاركوا في أيٍّ من نشاطاته».

وأشار الربيع في تصريحاته تلك، إلى فوز الأمين العام الحالي للحزب من خلال «شلّة»، أو «أصحاب الوصايا والهيمنة»، بحسب تعبيره، قاصداً أعضاء منتدى الوسطية للفكر وللثقافة.

من جهته، قال أمين عام الحزب محمد القضاة لـ«ے»، إن «كل عمل يقوم به أيّ حزب من الأحزاب لا يمكن أن يكون كاملاً»، مضيفاً أن «فكرة الحزب إسلامية، ومرجعيته الإسلام».

وقلّل القضاة من أهمية الاستقالات التي تعرّض لها الحزب، بدليل «أنه ما زال قائماً» بحسب تعبيره، لافتاً في الوقت نفسه إلى «تقصير» بعض الأعضاء، وتراجعٍ «بسيط» في أداء الحزب.

استهدف الحزبُ عند تأسيسه بناءَ مشروع سياسي إسلامي، في خطٍّ مواز لمشروع الإخوان المسلمين، وتبلورت فكرتُه بعد تسجيل مآخذ وملاحظات على عمل الإخوان وحزب جبهة العمل الإسلامي، وكان الطموح بناء حزب وسطي يمارس العمل السياسي الإسلامي من دون تبعات العمل الدعوي المباشر.

إسلاميو «الوسط»: انشقاقات وانسحابات بالجملة
 
01-Sep-2009
 
العدد 3