العدد 4 - محلي | ||||||||||||||
أثار اعتقال الشاب الأردني حسام الصمادي، 19 عاماً، المشتبه به في محاولة تفجير ناطحة سحاب في دالاس الأميركية، ردود فعل عنيفة لدى كتّاب وصحفيين أردنيين وصفوا عملية الاعتقال بأنها «مؤامرة تم استدراج الشاب من خلالها». الصمادي كان أُلقي القبض عليه يوم 24 أيلول/سبتمبر 2009، بعد أن اتفق مع عملاء لـFBI أوهموه أنهم أعضاء في خلية تابعة لمنظمة القاعدة، بمحاولة تفجير سيارة من نوع فورد محمّلة بعبوة متفجرات في موقف سيارات يقع تحت Fountain Place، وهو برج تجاري من الزجاج مكون من 60 طابقاً، لكن العبوة التي وضعها العملاء في السيارة، كانت معطلة. وبحسب بيان وزارة العدل الأميركية، فإن الصمادي الذي كان مقيماً بصفة غير شرعية، ويعمل في مجمع تجاري، اعتُقل وفق ما يسمّى sting operation. وهي عملية يقوم فيها أفراد من الشرطة بإيهام شخص ينوي ارتكاب جريمة بأنهم شركاء له حتى يتم القبض عليه متلبساً. وكانت تمّت مراقبة الصمادي من جانب عملاء متخفّين تواصلوا معه عبر «موقع إلكتروني إسلامي متطرف»، وبحسب هؤلاء فإنه خلال ستة أشهر من الاتصالات معه، أفصح الشاب عن تبنيه «الجهاد» ضد الولايات المتحدة، وعبّر عن رغبته «قتل مواطنين أميركيين». وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال نبيل الشريف، قال في تصريحات صحفية إن الحكومة تتابع القضية مع السلطات الأميركية. ونوّه إلى أن الصمادي لديه قيود أمنية، إذ اعتُقل العام 2004، بتهمة السرقة والتشرد. قضية الصمادي أثارت حملة واسعة من التضامن عبر صحف يومية ومواقع إلكترونية، شكك المنخرطون فيها فيها برواية السلطات الأميركية. فقد كتب طاهر العدوان في صحيفة العرب اليوم يذكّر بـ«سوابق وقصص ملفّقة» قام فيها مكتب التحقيقات الفيدرالي بتوجيه تهمة الإرهاب لشبان عرب اتّضح في ما بعد أنهم أبرياء، وألمح إلى أن الصمادي قد يكون ضحية «لعبة أو حبكة هدفها إنعاش أيديولوجيا الكراهية التي تبنتها حرب بوش على العرب والمسلمين». وانتقد محمد أبو رمان في مقالة له في موقع عمون الإلكتروني، تصريح الحكومة بوجود قيود أمنية سابقة على الشاب، ورأى أنها تقدم بذلك معلومة قد «تفيد المحققين الأميركيين في توفير دعائم لبناء الدعوى القانونية ضد الشابَّين الأردنيين». وذلك في إشارة إلى حسام وشقيقه حسين، 18 عاماً، المقيم في أميركا أيضاً، والذي اعتُقل بعده بساعتين. أما الكاتب الصحفي فهد الخيطان، فذهب في مقالته في العرب اليوم، إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قدم للصمادي قنبلة وهمية، و«تواطأ معه لتنفيذ هجوم وهمي». في الجهة المقابلة، هناك من يرى أنه لا يجوز التسرع بالحكم بعدم قانونية عملية الاعتقال ووصفها بأنها «فخ استُدرج إليه الشاب». محامٍ طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لـ«ے» إن الإجراء الذي اتبعته السلطات الأميركية sting operation، للقبض على الصمادي، واحد من الأساليب الاستخباراتية المعمول بها في أميركا وبقية البلدان في العالم، ومن بينها الأردن. كان حسام وفق والده المهندس الزراعي ماهر الصمادي، غادر إلى أميركا في آذار/مارس 2007، لإكمال دراسته الثانوية، برفقة صديق للعائلة مقيم في أميركا منذ العام 1970، هو حنا الربضي، 65 عاماً، تبعه شقيقه الأصغر حسين بعد ذلك بثلاثة أشهر. الصمادي يقول إنه استخرج «بسهولة» لابنيه فيزا زيارة من السفارة الأميركية، في وقت كان الناس فيه «مستعدّين لدفع الآلاف من أجل الحصول على فيزا»، وقد فسّر ذلك بأنه «النصيب»، لكن المحامي يوسف الصمادي المقرب من العائلة، قال لـ«ے» إن معلّمة أميركية عملت في المدرسة المعمدانية في عجلون التي درَس فيها حسام وشقيقه، ساعدت الاثنين على الحصول على الفيزا، «لاعتبارات إنسانية». وأوضح: «الاثنان عانيا من ظروف أسرية صعبة جداً، فقد انفصل والداهما، ثم توفيت أمهما بالسرطان». والد الشابَّين قال للصحافة إن الربضي استضاف حسام في منزله في ولاية كاليفورنيا ثلاثة أشهر، وبعد حضور شقيقه استأجر وإياه شقة، وأضاف أنه كان يرسل لهما مصروفاً شهرياً، وأن مجموع المبالغ التي أنفقها عليهما خلال السنتين بلغ 45 ألف دينار، لكن حسام انتقل فجأة إلى مدينة دالاس في ولاية تكساس العام 2008، دون إعلام شقيقه، الذي بقي يتابع دراسته في كاليفورنيا. وكشف الوالد أنه تحدث مع ابنه قبل بضع ساعات من حادثة القبض عليه، وقال إن وضعه كان «طبيعياً تماماً»، لكنه اشتكى من محامي الهجرة الذي يسير في إجراءات إقامته بعد زواجه من فتاة أميركية، وذكر أنه سيحصل على إجازة من عمله ليتابع الإجراءات بنفسه. «لو أنني شككت بأنه يمكن أن يرتكب عملاً كهذا كنت أول من يبلغ عنه، ليس فقط لحماية الآخرين، بل لحمايته هو أيضاً»، يقول، مؤكداً أن ابنه حسين ليس له أي علاقة بالقضية، وأن اعتقاله كان في الغالب بسبب إقامته غير الشرعية. صحيفة Dallas news، نقلت عن أصدقاء للشاب حسام الصمادي في المدينة التي يقيم فيها، قولهم إنه لم يعطِ أبداً انطباعاً بأنه «مسلم ورع»، بل كان «مراهقاً خالياً من الهموم، يدخن ويشرب ويرافق الفتيات ويستمتع بالرقص على موسيقى التكنو»، كما أن جارة له كانت تُوْدع طفليها عنده، 3 سنوات و3 أشهر، وصفته بأنه «cool». |
|
|||||||||||||